+ A
A -
عواصم- وكالات- تصاعدت حدة الاستقطاب في الاستفتاء الكردي بالعراق، وسط تحذيرات قوية وجهتها عدة قوى إقليمية ودولية لمسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في محاولة لحثه على تفهم مخاوف دول الجوار ومخاوف الدول الكبرى إزاء هذا الاستفتاء الذي تحيط به تعقيدات كثيرة، فيما أبدى إقليم كردستان تعنتا واضحا مشيرا إلى أن كل الإجراءات الرسمية مستمرة لتنظيم الاستفتاء غدا (الإثنين).
في غضون ذلك وصل العاصمة العراقية بغداد أمس وفد التفاوض من كردستان العراق المكلف بالتواصل مع الحكومة المركزية لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك بشأن الاستفتاء.
وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العراقية إن الرئيس فؤاد معصوم استقبل الوفد وناقش موضوع الاستفتاء والأزمة الحالية، والسبل الكفيلة بالخروج منها بما يضمن الاستقرار في البلاد.
وأوضحت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية العراقي السابق والقيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري والقيادي الكردي سعدي بيرة يترأسان هذا الوفد.
من جانبه جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تمسكه بإجراء استفتاء الانفصال في موعده، وقال أمام حشد جماهيري إنه مستعد للحوار مع بغداد بعد ذلك مُقرا بتعرض كردستان العراق لضغوط بهدف تأجيل الاستفتاء، لكنه قال إن الإقليم لن يعود إلى تجربة فاشلة مع بغداد، وفق وصفه.
إلى ذلك أعلنت مفوضية الانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق أمس عن بدء عملية التصويت في الخارج. ونقل موقع «السومرية نيوز» عن المتحدث باسم المفوضية شيروان زراري قوله إن عملية التصويت لاستفتاء الانفصال بدأت في الخارج، وبيّن أن «عملية التصويت ستكون إلكترونية وتعتمد على وثيقة شهادة الجنسية العراقية كشرط للتصويت».
في غضون ذلك أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أن تركيا تعرف كيف تتحدث باللغة التي يفهمها مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إذا لم يلغ استفتاء الاستقلال المزمع في كردستان وذلك في مؤشر على إمكانية استخدام تركيا للقوة لمنع هذا الاستفتاء.
وانتقد يلدريم في كلمة ألقاها في مدينة قرشهر في الأناضول إصرار بارزاني علي الاستقلال وحذر من العواقب.
إلى ذلك قال يلدريم إن الخطوات التي ستتخذها بلاده ردا على الاستفتاء المزمع إجراؤه لانفصال الإقليم الكردي بشمال العراق ستكون لها أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها يلدريم عقب زيارته لبلدية ولاية قرشهير وسط تركيا.
وأضاف يلدريم أن عواقب إصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء «لن تكون محمودة».
وشدد يلدريم على أن الخطوات التي ستتخذها بلاده في حال أجري الاستفتاء «ستكون بالتعاون مع دول الجوار مثل العراق وإيران، وستكون لها أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية». وعن سؤال حول ما إذا كان الخيار العسكري من بين خيارات بلاده أوضح يلدريم أنه «بالطبع الخيارات الأمنية والاقتصادية والسياسية مطروحة، وتوقيت كل منها سيكون حسب تطورات الأحداث».
وأكد على أن «تركيا وجهت التحذيرات اللازمة منذ البداية بطريقة ودّية كدولة جارة، ولكننا نرى أنها لم تجد آذانًا صاغية، وهناك إصرار على الاستمرار في هذا الخطأ الذي يعارضه العالم والدول المجاورة، وهو ما ستكون عواقبه غير محمودة».
إلى ذلك تناولت صحف بريطانية الاستفتاء على الانفصال المقرر إجراؤه في كردستان العراق غدا الاثنين، وقالت إحداها إن مسؤولين غربيين يحاولون تفادي حدوث حرب أخرى في العراق، بينما أجمعت كلها على أن الاستفتاء سيفاقم اضطراب العراق والمنطقة.
وأوضحت مجلة إيكونوميست البريطانية أن الدول الغربية تعتبر أن هذا الاستفتاء يهدد بتشتيت الجهود وإبعاد التركيز عن المعركة مع تنظيم داعش وإعادة الاستقرار للمناطق التي تمت استعادتها منه، كما أن إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها مع بغداد مستفز بشكل خاص ويؤدي إلى زعزعة الوضع وإثارة الفوضى.
وأضافت أن مسؤولين غربيين هددوا قادة إقليم كردستان بوقف مساعداتهم إذا رفض رئيس حكومة الإقليم مسعود البارزاني مقترحاتهم، مضيفة أنهم وفروا مكانا له ولرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالسفارة الأميركية ببغداد للبحث في صفقة تحت رعايتهم. وأجمعت العديد من الصحف على أن هذا الاستفتاء يعرّض العراق والمنطقة لمخاطر حقيقية، وأشارت إلى أنه ووجه بمعارضة واسعة داخل العراق وفي المنطقة وعلى نطاق العالم.
copy short url   نسخ
24/09/2017
2793