+ A
A -
حوار - نجوى اسماعيل
أكد الرئيس التنفيذي لشركة المغامرات العربية والخبير السياحي حسن حجي أن تداعيات الحصار الجائر على قطر تلاشت لتتحول الأزمة إلى فرص جاهزة للاقتناص متابعاً «ليس تجاوزا التأكيد على أن الحصار أدى لانتعاش القطاع السياحي الذي شهد قرارات سريعة تعزز الانفتاح والمرونة والجاذبية السياحية أيضاً وقد تمثل ذلك في التسريع بالقرارات التي اتخذتها الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، مثل قرار إعفاء الدول من التأشيرات والتأشيرات الإلكترونية وغيرها، إضافة إلى جهود الخطوط القطرية وتوسعاتها ووجهاتها الجديدة.. القطاع السياحي الآن يشهد نهضة كبرى ويسير بشكل أفضل مما توقعنا، من هنا فإن الحصار لم يترك تأثيراً سلبياً بل على العكس كان دافعاً لنا للتقدم».
وقال حجي وهو أول قطري يؤسس مكتبا سياحيا محليا وأول مرشد سياحي قطري، في حواره مع الوطن الاقتصادي إن قرار إعفاء 80 جنسية من التأشيرات يمثل إنجازاً لدولة قطر حيث تفوقت بذلك على دول المنطقة ومن المؤكد أنه سيساهم في تعزيز الجاذبية السياحية لدولة قطر غير أنه شدد على أهمية «العمل بالتوازي مع القرارات المرنة في تطوير البنية التحتية السياحية عبر توفير باصات سياحية على مستوى عال، ومرشدين سياحيين وكوادر مؤهلة ومتخصصة، اونشاء مراكز للمعلومات منتشرة في كافة البلد»..وفيما يلي التفاصيل:


استهواك المجال السياحي منذ الثمانينيات، عندما كانت قطر ما زالت في طور التأسيس والنمو، ما حجم الاختلاف بين السياحة في تلك الفترة والسياحة اليوم؟
- لا شك أن هناك اختلافا كبيرا بين الأمس واليوم، في السابق لم تكن هناك استراتيجية واضحة، مجرد جهود فردية هنا وأخرى هناك الآن تباشر الهيئة العامة للسياحة إدارة الملف السياحي مع وضع استرايتيجة مرنة قابلة للتطبيق ولذا يمكن التأكيد على أن دولة قطر لديها خطة واستراتيجية سياحية مرنة وواضحة.
خطوات مكملة
القرارات السياحية الصادرة مؤخراً عن الجهات المختصة، إلى أي حد تساهم في انفتاح البلد أمام العالم؟، وما الخطوات المكملة لهذه القرارات؟
- قرار إعفاء 80 جنسية من التأشيرات يعتبر إنجازا لدولة قطر حيث تفوقت بذلك على دول المنطقة ومن المؤكد أنه سيساهم في تعزيز الجاذبية السياحية لدولة قطر، لكن لا بد أيضاً من العمل بالتوازي مع القرارات المرنة في تطوير البنية التحتية السياحية.. نحتاج إلى الاهتمام بأجزاء أخرى، مثل توفير باصات سياحية على مستوى عال، مرشدين سياحيين وكوادر مؤهلة ومتخصصة، إنشاء مراكز للمعلومات منتشرة في كافة البلد، إن هذه الخطوات يجب أن تتزامن مع فتح البلد سياحياً أمام العالم، فاستقبال سياح وبواخر تحمل أكثر من ألفي زائر، يتطلب توفير باصات كثيرة، ومرشدين سياحيين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن افتتاح الهيئة العامة للسياحة مكتباً سياحيا في العاصمة الصينية بكين سيعزز التدفقات السياحية الواردة من شرق آسيا إلى قطر فالصين تعتبر من أهم الأسواق المصدرة للسياح في العالم ولا بد أن تتبع هذه الخطوة الهامة توفير وتجهيز البنية التحتية لاستقبال التدفقات السياحية الواردة من شرق آسيا.
الإرشاد السياحي
مهامك في السياحة الداخلية لا شك تتطلب منك أن تقوم بدور المرشد السياحي حين تستقبل الوفود السياحية من الخارج، ما أهمية أن يقوم مواطن قطري بهذا الدور؟
- الانطباع الذي يتركه المرشد السياحي القطري لدى السياح كفيل بأن يغير التجربة بأكملها بالنسبة لهم، ولكن للأسف هناك حاجة شديدة لاندماج الشباب القطري بشكل أكبر في هذا المجال.. أذكر أنه في التسعينيات، ولدى استقبالي إحدى البواخر السياحية، ارتدى المرشدون الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة ملابس قطرية تراثية وقد ترك هذا الأمر انطباعا مميزاً لدى القادمين، وهذا ما يبرز أهمية ان يكون المرشد قطريا لأنه ينتمي إلى هذا البلد الذي يرغب السياح باستكشافه ليس فقط كمعالم بل كأهل وتراث وثقافة.
عن الحصار
ما حجم تأثير الحصار على القطاع السياحي؟
- تداعيات الحصار تلاشت.. الأزمة تحولت لفرص.. بل إنه ليس تجاوزا التأكيد على أن الحصار أدى لانتعاش القطاع السياحي الذي شهد قرارات سريعة تعزز الانفتاح والمرونة والجاذبية السياحية أيضاً وقد تمثل ذلك في التسريع بالقرارات التي اتخذتها الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، مثل قرار أعفاء الدول من التأشيرات والتأشيرات الإلكترونية وغيرها، إضافة إلى جهود الخطوط القطرية وتوسعاتها ووجهاتها الجديدة.. القطاع السياحي الآن يشهد نهضة كبرى ويسير بشكل أفضل مما توقعنا، من هنا فإن الحصار لم يترك تأثيراً سلبياً بل على العكس كان دافعاً لنا للتقدم.
القطاع الفندقي
كيف ترى تطور القطاع الفندقي منذ بداياتك وحتى اليوم؟ وكيف تصف تعاملكم كمكاتب سياحة معه؟
- لقد شهد هذا القطاع تطوراً هاماً، أذكر أنه في نهاية التسعينيات كانت لدينا 4 فنادق وكنا نواجه مشكلة كبيرة في الحجوزات، اليوم توجد خيارات أوسع وفنادق من كافة الفئات، اذن تنوع المنتج أمر إيجابي كما أن خيارات الأسعار أصبحت أكثر تنوعاً، إذن على صعيد الفنادق هناك تطور إيجابي، سواء على صعيد الخدمات، الغرف والأسعار. ومن جهة أخرى، أعتقد أنه لا بد من إنشاء المزيد من الفنادق المطلة على البحر، وبأسعار مشجعة وتنافسية، حيث إن المنافسة باتت شديدة لذلك لا بد من توفير الليونة بين الهيئة العامة للسياحة والفنادق ومكاتب السياحة، لتوفير أسعار خاصة لنا كما هي الحال بالنسبة للمجموعات، لا بد من وجود ثقة أكبر وتعاون افضل.
ولعل من المهم التأكيد على أهمية توحيد الأسعار في الفنادق بالنسبة للسياح من كافة دول العالم كما لا بد من تطوير الفنادق من الفئات الأقل لأنها تلبي تطلعات واحتياجات شريحة هامة من الزوار الذين يدخلون قطر ضمن تاشيرة الترانزيت فيبحثون عن السعر الأقل، أضافة إلى أن مستويات الدخل للدول الأوروبية ليست متساوية، وهناك طبقة من العمال يزورون قطر أيضاً، إذن لا بد من توفير كافة المستويات لهم.
استغلال الشواطئ
ما تقييمك لعملية استغلال شواطئ قطر في توفير مرافق إضافية للسياحة المحلية؟
- تمتد الشواطئ في قطر على مساحة 570 كليو مترا مربعا، والسؤال هنا، ما نسبة الشواطئ المهيئة لاستقبال الأسر؟ هي نادرة جداً، مثل شاطئ سيلين والذي يعد الأفضل رغم أنه غير مستغل بالشكل المطلوب وغير مجهز من ناحية توفير رجال الأمن،الخدمات الاساسية، المقاهي والمظلات، ولا ننكر أن البلدية تحسن من الخدمات ولكن لم يتم تطوير هذه الشواطئ بالشكل المطلوب بعد، وخصوصاً أنها تستقبل نسبة كبيرة من العمال يحولون دون استمتاع الأسر بهذا الشاطئ فلا بد من إيجاد آلية للتنظيم.
يوجد إقبال كبير على المنتجعات السياحية في قطر، مثل منتجع سيلين، البنانا، وسميسمة، برأيك هل هناك حاجة إلى المزيد منها؟
- هناك مشكلتان فيما يتعلق بالمنتجعات، الأولى النقص والحاجة إلى المزيد، والثانية ارتفاع الأسعار، والمشكلة الأولى تحل الثانية تلقائياً وفقاً لقانون العرض والطلب، وتعتبر أسعار البنانا الأعلى، وهناك مبالغة وخصوصاً في المواسم.. لا بد من أن تكون هذه المنتجات متوافرة أمام الجميع. لا بد من إعطاء القطاع الخاص دوراً أكبر في بناء وتطوير وتشغيل المنتجعات، بحيث تنتشر أكثر وتتنوع وتتنافس فيما بينها بالخدمات والأسعار مما يفيد السوق المحلي والخارجي.
تطوير المخيم
ماذا عن اتجاه شركة المغامرات العربية، نحو توقيع عقد مع الدولة لتطوير المخيم الصحراوي في سيلين؟
- لقد منحت الهيئة العامة للسياحة وبالتعاون مع الجهات المعنية تراخيص لـ5 مخيمات في خور العديد وسيلين بمساحات متفاوتة، من بينهم مخيمنا الذي التزم وطبق المواصفات المطلوبة، ونتجه لتوقيع العقد.. وقد استثمرنا نحو 800 ألف ريال للتطوير ومستعدون لضخ استثمارات أكبر للسماح لنا بالبناء الذي نحتاجه في منطقة رملية صحراوية أرضيتها متحركة، إن ذلك سيؤدي إلى إنشاء مخيمات متطورة ومبتكرة، حيث أخطط لفكرة بناء ما يشبه الأكواخ باستغلال المواد البيئية التي استخدمناها في القدم لبناء بيوتنا، تعتبر عازلة للحرارة، كما سيلي ذلك تقديم خدمات جديدة مثل توفير كافيه بأسعار رمزية ومرافق أخرى تلبي احتياجات الضيوف.
ما البرامج التي يوفرها مخيم «المغامرات العربية» الصحراوي، إضافة إلى الإقامة؟
- تتنوع برامجنا الترفيهية، حيث نقدم رحلات سفاري إما لنصف يوم أو ليوم كامل تتضمن غداء وعشاء، وإما للإقامة في المخيم ونوفر فعاليات تراثية وفنية متنوعة. نحن نستقبل وفوداً من كافة دول العالم ونسعى لتنويع منتجنا لإرضائهم ونركز على الفعاليات التراثية التي تنفرد بها قطر، حيث تستهوي هذه المنتجات السائح الأوروبي بالمقام الأول.
السياحة هواية
بالتحدث عن تجربتك الشخصية في مجال السياحة، ماذا كان دافعك للخوض في مجال لا يعتبر مغرياً لأغلبية القطريين؟
- لقد بدأ الأمر كهواية، حيث كنت أرافق سياحاً أجانب في جولات سياحية إلى الصحراء وفي المدينة، كنت أتكفل بتوفير الغذاء لهم مقابل مبلغ معين وتقديم هدية تراثية تذكرهم بقطر، وفي الجامعة، كنا نقيم جولات كل أسبوعين للطلاب إلى خور العديد وسيلين وغيرها، وقد أتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية كي أدخل في المجال السياحي من الباب الواسع، وكونت علاقات عديدة وصداقات محلياً وخارجياً، وأصبحت مرشداً ومرجعاً سياحياً للوفود التي تأتي من الخارج، وأذكر أن اليابان وألمانيا كانتا من اهم الاسواق المصدرة للسياح إلى قطر في الثمانيات، وقد استقبلت اول فوج الماني سياحي إلى قطر وما زلت احتفظ بصداقاتهم حتى اليوم وقد ساعدتني ثقافتي في التراث القطري ومعرفتي بأحوال الطقس وكون هذا المجال يشكل شغفاً لي في تطوير ادائي بالقطاع، واعتقد ان هذه العوامل يجب ان تتوفر في أي مرشد سياحي قطري أو خبير سياحة يرغب بالنجاح.
copy short url   نسخ
24/09/2017
2143