+ A
A -
عواصم - وكالات- تصاعدت الشكوك في العراق، بشكل ملحوظ، حيال امكانية إجراء الاستفتاء على الاستقلال الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من عدمه، فيما تضاعفت الضغوط والتحذيرات الدولية الداعية إلى تأجيل عملية التصويت التي قد تؤدي إلى اضطرابات في البلاد. ويرى محللون ان الضغوط الاقليمية والدولية تتسارع الآن لمنع قيام الاستفتاء
وكثف ممثلو دول أجنبية عديدة جهودهم لمحاولة اقناع بارزاني بالعدول عن الاستفتاء.في غضون ذلك قال رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود بارزاني امس، إن استفتاء الانفصال سيجري في موعده بعد غد (الإثنين).
حديث بارزاني جاء من خلال كلمة ألقاها خلال مهرجان شعبي في أربيل، لدعم الاستفتاء. وبالرغم من إشارته لوجود «ضغوط دولية وإقليمية لتأجيل الاستفتاء»، إلا أن بارزاني أصر على التأكيد أنه «لا تراجع عن إجرائه ولست من يخذل شعبي». ورأى بارزاني أن قرار الاستفتاء «خرج» من يديه ومن يد الأحزاب في الإقليم.
الى ذلك قال مصدر رفيع المستوى في السليمانية إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني عاد إلى إقليم كردستان لعقد لقاءات مع مسؤولين في الإقليم.
وأشار المصدر إلى أن سليماني موجود في السليمانية وسيتوجه بعد ذلك إلى أربيل، لافتا إلى أن «هذه الزيارة تعتبر الأخيرة لسليماني قبل الاستفتاء لتحذير القيادات الكردية من إجراء الاستفتاء».
وأضاف أن «سليماني وعد في زيارته السابقة بأن تضغط إيران على القيادات العراقية في بغداد للاستجابة لمطالب الأكراد لحل خلافاتهم العالقة حول مواضيع ميزانية الإقليم، ومشكلة رواتب البشمركة، والمناطق المتنازع عليها».
وفي العام 2014، وبسبب النزاع على صادرات النفط، قررت بغداد ألا تدفع ميزانية الإقليم التي تشكل 17 في المائة من الموازنة الوطنية، أي 12 مليار دولار.
ويشكل هذا المبلغ 80 في المائة من موازنة الإقليم، بما يشمل رواتب قوات البشمركة.
المناطق المتنازع عليها هي مناطق تخضع دستوريا لبغداد وتطالب بها سلطات كردستان، على غرار كركوك الغنية بالنفط، ومناطق في شمال ووسط البلاد.
وأبدى مجلس الأمن الدولي الخميس معارضته للاستفتاء المرتقب في 25 سبتمبر، محذرا من أن هذه الخطوة الآحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار، ومجددا تمسكه بـ«سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه».
وشدد المجلس على أن أعضاءه «يدعون إلى حل أي مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في إطار الدستور العراقي عبر حوار منظّم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الثلاثاء رفضه للاستفتاء بكل أشكاله، حتى ولو أشار الأكراد إلى أنه لا يعني إعلان الاستقلال.
وقال العبادي خلال لقاء مع صحفيين في بغداد إن «الاستفتاء مرفوض، سواء حصل الآن أم في المستقبل. ومرفوض سواء حصل في الإقليم أو في المناطق المتنازع عليها».
وعلاوة على ذلك، فقد أجمعت كل من تركيا وإيران والعراق، رغم الخلافات، على رفض عملية التصويت.
في غضون ذلك خرج المئات من الأهالي في محافظة نينوى في مظاهرة حاشدة لرفض اجراء الاستفتاء الشعبي في اقليم كردستان للانفصال عن العراق
وحمل المتظاهرون، الذين يمثلون جميع الطوائف المسيحية والتركمان والعرب والشبك والاخرين، وهم يحملون أعلام العراق وأعلام الطوائف ولافتات كتب عليها ‹لامساومة على وحدة العراق ‹و› أهالي الموصل يتظاهرون ضد الاستفتاء في كردستان.›وفيما تتواصل الحرب ضد تنظيم داعش، يشهد التوتر بين كردستان وبغداد تصعيدا، خصوصا في المناطق المتنازع عليها
وقال مسؤول الحشد الشعبي في قضاء طوزخرماتو عاطف النجار إن الأكراد يحاولون إجراء الاستفتاء «في مناطقنا. الاستفتاء هنا لن يحصل. لن ندعه يحصل».
الى ذلك كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، امس، عن موعد فتح وإغلاق مراكز الاقتراع أمام المواطنين بعد غد الاثنين يوم إجراء الاستفتاء
ووجهت المفوضية خطابا إلى دوائرها في محافظات ومناطق أربيل، والسليمانية وحلبجة وكركوك وديالى وخانقين وصلاح الدين ونينوى، تشير فيه «إلى أن أبواب مراكز الاقتراع يوم 25 سبتمبر الجاري تفتح عند الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء، لإدلاء المواطنين بأصواتهم في الاستفتاء».
copy short url   نسخ
23/09/2017
1584