+ A
A -
كيف بك أن تحج بيت الله الحرام وأنت حجك واسمك مستخدمان لصالح دول الحصار، ووطنك محاصر من نفس الدولة التي تحج فيها وتؤدي فريضة الحج منها: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين» «الأنعام: 162-163».
ما حصل في هذا العام من تصرفات سياسية وحصار قطر من قبل دول الحصار وتسييس الحج واستخدامه لزعزعة نظام الحكم في دولة قطر من قبل المراهقه السياسية السعودية يعتبر تسييسا للمشاعر الدينية واستغلالا للمسلمين في هذه الفريضة التي فرضها الله عز وجل على الأمة الإسلامية أجمع وعددهم مليار ونصف المليار في العالم وأن استغلال المملكة هذه الفريضة وهذا النسك في تأييد المخططات الصهيونية السياسية والسطو والهيمنة وفرض الوصاية على الدول هذا هو الاستغلال وهذه هي المصيبة العظيمة وكما يقول النبي فعن جابر– رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة)، قالوا: يا نبي الله ما الحج المبرور؟ قال: (إطعام الطعام وإفشاء السلام) «رواه أحمد». فاذا كان الحج المبرور هو إطعام الطعام وإفشاء السلام والمقصود هو أن يعيش المسلم اخو المسلم لا يشتمه ولا يجور عليه ولا يظلمه حق المسلم على المسلم حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))([1])، متفق عليه، وفي رواية لمسلم ((حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))([2]).
والمقصود هو الأمن والأمان فكيف بهذا الحج والحاج أن يحج إلى بيت الله الحرام ويقصد من هذا الحج هو ضياع الأمن وتفكيك الأسر وقطع الأرحام وتشتيت الدول وأي سلام نتكلم عنه وأي مبدأ تم أخذه في هذا النسك وهذه الفريضة هو تجويع شعب إذا كان خادم الحرمين حريصاً على خدمة الحجاج وهم ضيوف الرحمن أليس من الواجب أن يكون حرصه على تأمين أسرهم والمحافظة على أن تكون أوطانهم آمنة مطمئنة عند عودة الحاج إلى بلاده وليس العكس أن يرى الحاج أن بلاده في حصار وأن الأسر في حصار فإن المقصود كما أسلفنا سابقاً في الحج هو الحج المبرور هو إطعام الطعام وإفشاء السلام وكان التركيز في هذا الحديث هو إطعام الطعام لأنها أساس الحياة ومن أساس الوجود ومن أساس الرحمة بين الناس والتواصل بين البشر أن تحافظ على وجود هذا الإنسان وتكون سببا في حياته واستمراره في الحياة وهي صفة التراحم والتآلف والحب والإخوة، ولكن وللأسف الشديد الذي حصل هو عكس ذلك من حصار دولة قطر الحبيبة وتجويع البلاد والعباد فيها كل هذا بسبب المراهقة السياسية والنعرة ومرض الملكية، وهذا هو المرض الحقيقي الذي تعيشه السلطة السعودية.
والدول التي تفرض الحصار على دولة قطر الحبيبة وشعبها ومن يقيم فيها، وكذلك ذكر الحديث أن من الحج المبرور هو إفشاء السلام والمقصود في هذه الكلمة هو الأمن والإيمان كيف يكون (تراحم، وأمان، وسلام ) حيث إن الله سمى نفسه بهذا الاسم وهو السلام وجعل هذه الصفة هي الأساس في الحياة وفي الوجود وأن جعلها مقصد كل شخص في الحياة وفي الوجود وكلمة السلام كلمة عظيمة كلمة بأن قال الله «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)»
(سورة يونس)
والمقصود بدار السلام وهي الجنة وإذا تم اختيارك الصراط الصحيح وهو الصراط المستقيم وهو الجنة وهو المطلوب من هذه البشرية بحسن الاختيار الصراط الصحيح له ولشعبه وللأمة أجمع وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [متفق عليه].
والمقصور في هذه الرعاية هو المحافظة على الأمانة والمسؤولية واختصاراً للموضوع كيف بك أن تقبل الذهاب إلى الحج وأن تؤدي الفريضة وكل هذه الحقوق مفقودة وغير محققة، وأهم هذه الشروط ليس الطواف بالبيت الحرام والوقوف في عرفة ورمي الجمرات، ولكن المقصود هو الأمن والإيمان والسلامة من الرحمن للجميع فكيف بك أن تحج وبلادك تحت الحصار، ودول الحصار تضغط وتتآمر وتجبر على تنفيذ الأوامر وعدم احترام سيادة دولة قطر، أي قبول تجده في نفسك بهذه الحجة وأنت تقول للناس إنك ذاهب إلى الحج أو إنك أديت النسك وهي فريضة الحج وللأسف الشديد على الإنسان أن يتعلم ويكون لديه الفراسة والفطنة بما هو مطلوب مني، وماذا يكون دوري، وما هو الذي أفعله لوطني وللأمير وللشعب ويقول عليكم بالسواد.
حديث أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم».
copy short url   نسخ
23/09/2017
2250