+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي




أعرب عدد من المقيمين عن سعادتهم البالغة، بالكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتين إلى أنها كانت تحمل في طياتها العديد من الرسائل، التي من ضمنها رسالة للمقيمين، تطمئنهم على وضعهم بدولة قطر، والوقوف بجانبهم وعدم التعدي عليهم، مثلما فعلت حكومات دول الحصار.
وقالوا إن ما ذكره صاحب السمو في خطاب واعتزازه بالشعب القطري والمقيمين على هذه الأرض الطيبة هو تاج على رؤوس الجميع وعز وفخر لكل من يعيشي في قطر.
وبحسب المقيمين الذين تحدثوا لـ «الوطن»، فقد عبّرت الكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو عن هموم الشعب القطري، وعما يجول بخاطر كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، الأمر الذي جعلهم يصفونها بأنها درس تاريخي في الأخلاق والعزة والكرامة، كما أنها تمثل صورة مثالية، من صور العقلانية السياسية، التي توضح بجلاء قوة الموقف القطري.
توضيح حقائق
في هذا السياق يقول المستشار الإعلامي والأكاديمي د. حسن دبا: إن الحب الذي غرسه حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في قلوب المواطنين والمقيمين، قد جعل من خطابه تظاهرة إعلامية غير مسبوقة، كونه يوضح الحقائق، ويرسم الخطوط العريضة، لحل الأزمة التي تحملها شعبه من المواطنين والمقيمين، قائلاً: لا أحد يتمنى استطالة الأزمة، ولكن إذا أصرت دول الحصار، على أن تسلب من قطر سيادتها وتخضعها لإملاءاتها الجائرة، فلا أحد على أرض قطر سوف يرضخ لذلك على الإطلاق، وهو ما بدا واضحاً في مجالس الدوحة، التي حولت الخطاب من مجرد حدث روتيني يحدث كل عام، إلى تظاهرة سياسية تعبر عن موقف الصمود والتلاحم بين المواطنين والمقيمين، بأن قطر لن تتنازل عن سيادتها، وليكن خطاب سموه بداية لمرحلة جديدة من وحدة شعب واحد يشمل المواطن والمقيم في تناغم نادر يحدث في العصر الحاضر، وإن كان تاريخ قطر يؤيد ويساند تلك الوحدة الملحمية، مشيداً بنقطة اعتزازه بشعبه والمقيمين على أرض قطر، هذه اللفتة التي تؤكد دماثة خلقه وعلو شأنه، وأشار إلى أن المتابع لخطاب أمير البلاد، مختصاً كان أم مراقباً، يقرأ من بين السطور ثبات الدولة على مبادئ سياستها الخارجية التي حددها دستور البلاد.
عقلانية سياسية
من جانبه وصف الخبير الإعلامي د. محمود قلندر، رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر، خطاب حضرة صاحب السمو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه صورة مثالية من صور العقلانية السياسية، التي توضح بجلاء أن دولة قطر لا تنفعل أو تتفاعل بالأحداث دون تحسب ورؤية، فبقدر ما كانت ردود فعل الدولة على الحصار ونتائجه قائمة على التعقل والتروي والابتعاد عن الانفعال الزائد، كان خطاب الأمير صورة من صور المخاطبة القائمة على المنطق والمستند على الحجج والبراهين في تحليلها لمقاصد الحصار، وفي تفنيدها للحجج التي ألقت بها دول الحصار على دولة قطر، ولعل الذين استمعوا إلى خطاب الأمير أمام الأمم المتحدة، وإلى تفاعلات كافة المسؤولين القطريين من بعد أحداث الحصار يدركون أن قطر لم تنهج إلى الرمي بالباطل، ولا اتجهت لاختلاق الأفعال أو صناعة الأقوال، في تقديري أن الخطاب عكس بصدق روح الدولة القطرية، في تعاملها مع الأحداث بما تستحق من روية وتأنٍّ، ودون الانفعال الزائد.
شفافية ووضوح
بدوره عبر المقيم التونسي جلال دغبوج، عن سعادته بالخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً: ليس غريباً أن يخاطب صاحب السمو شعبه والمقيمين في هذا البلد الطيب بلغة الشفافية والوضوح، التي أدخلت الإطمئنان إلى قلوب المقمين، لافتاً إلى أنهم شعروا بالاطمئنان بعد سماعهم للخطاب فيما يتعلق بوضعهم في دولة قطر، والوقوف بجانبهم وعدم التعدي عليهم، مثلما فعلت حكومات دول الحصار، مشيراً إلى أن حضرة صاحب السمو لم يغفل في خطابه السامي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة عدة نقاط هامة، أبرزها التأكيد على رفض الوصاية على قطر، وعدم قبول أي إملاءات خارجية، فضلاً عن أنه لم يغفل توجيه الشكر لجميع الدول والشعوب التي ساندت الدوحة ووقفت معها في تلك الأزمة، فقطر لها أياد بيضاء ممتدة في شتى بقاع العالم، رغم الحصار الذي تتعرض له بلاده، استنكر حضرة صاحب السمو ما يحدث لمسلمي الروهينغا، واستطاع أن يعيد للقضية الفلسطينية الاهتمام المطلوب، من خلال خطابه الأممي، الذي ركز فيه على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أنه الخطاب كان موجه إلى الداخل والخارج، حيث شمل جميع المراحل التي مرت خلال أزمة الحصار، موضحاً أن دولة قطر لم تتأثر ولم تتعامل بالمثل مع مواطني دول الحصار مثلما فعلت حكوماتهم، وعلى الرغم من ذلك فلقد أكد سمو الأمير، بأن هذه الأزمة لم تكن سوى خير على دولة قطر واستطاع المواطنون والمقيمون التعرف على النواقص وسد احتياجاتهم.
درس تاريخي
من جهته أكد المقيم السوداني محمد بابكر، على أن الكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو، قد عبّرت عن هموم الشعب القطري، وعما يجول بخاطر كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة جراء الحصار المفروض علينا من جانب بعض الدول الخليجية، لافتاً إلى أن خطاب سموه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة درس تاريخي في الأخلاق والعزة والكرامة، وهو نجاح يضاف إلى النجاحات التي أحرزتها السياسة الداخلية والخارجية لدولة قطر في تعاطيها المتميز مع الحصار الجائر وغير المبرر، المفروض عليها وعلى شعبها والمقيمين على أرضها، موضحاً أن أهم ما تميز به الخطاب هو إبقاء الخطوط مفتوحة لمن أراد أن يعود إلى رشده ويراجع مواقفه، حيث قام سمو الأمير بالتشديد على نهج الحوار في خطابه لحل الخلافات السياسية، وانفتاح دولة قطر على الحوار في ضوء الثوابت الوطنية واحترام السيادة الكاملة لها، حيث كان خطاب سمو الأمير أخلاقي من الدرجة الأولى ويحمل معاني كثيرة بين السطور، بدايةً من تسوية النزاعات بالطرق السليمية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وتحذيره من استخدام قانون القوة بدلاً قوة القانون، بالإضافة إلى تناوله لقضية مسلمي الروهينجا في ميانمار، وتطرقه للشؤون الداخلية لدولة قطر، لافتاً إلى أن سموه وضع الحلول للكثير من القضايا، واستطاع في خطابه الذي لم يتعد النصف ساعة أن يشتمل على جميع مراحل الأزمة، من بداية اختراق الوكالة إلى معاملة دول الحصار لمواطني دولة قطر بصورة لا تمت للإنسانية بصلة.
copy short url   نسخ
23/09/2017
1821