+ A
A -
يوسف بوزية

لا تخلو مدونات الشعر العربي الفصيح، بما في ذلك المشهد الشعري المعاصر، من حضور المرأة «الطاغية» شعراً وحكمة.. منذ الخنساء في العصر الجاهلي.. مروراً بليلى الأخيلية في العهد الأموي.. وصولا لنازك الملائكة في منتصف القرن الماضي.. فدوى طوقان.. مي زيادة.. سلمى الخضراء الجيوسي.. وبقية السلالة التي برهنت على حسن انتظام المرأة في موكب الشعر الجزيل، ولكن، بوصفها حالة استثنائية عابرة للقارات، أو طفرة أدبية نادرة.. بوصفها استثناء.. فالقاعدة هي أن المرأة لا يمكنها اجتراح القصائد.. أو تسيّد المشهد (الثقافي) ولا ينبغي لها.. لأن المرأة في حد ذاتها «قصيدة غزلية من المهد إلى اللحد».. وما حاجتها لكتابة قصيدة؟
شخصياً.. ربما أفضّل جمال المرأة المثقفة على ثقافة المرأة الجميلة.. إذا جازت المقارنة!
وعندما سألت الشاعرة العربية فاطمة ناعوت عن تلك الكائنات الجمالية الهشة، الوافدة من كوكب الزهرة: لماذا تحشر نفسها في شؤون العالم الأرضي.. والشأن العام السياسي على وجه الخصوص؟
قالت إن المرأة بوصفها كائناً مسكوناً بفكرة العدل.. ربما من الأوفق أن يكون لها باعٌ أوغل من الرجل في هذا الشأن!
فصدقتها.
ومما قيل في شأن «المرأة الشاعرة» و«المرأة المثقفة» إجمالاً.. إنها «مرهوبة الجانب».. يُعجَب بها الرجل دون أن يتزوجها.. يتعلق بها أو يتقرب إليها ويتجنب الارتباط بها.. إنها عقدة الرجل الضعيف!
إنني أكتب هذا وفي ذهني حكاية طريفة عن «امرأة مثقفة» تهوى الشعر بعد الفجر والنثر قبل النوم، أيقظت زوجها في منتصف الليل، وقالت له، في رقة وعذوبة:
هل ينام الحبُ ليلاً؟
أم ينام الليل حباً؟
أم أنا والليل حبٌ لا ينام؟
فأجابها قائلا:
هل تريدين الطلاق؟ أم الطلاق يريدك؟ أم أنت والطلاق تريدان بعضاً؟
نامت وهي تقرأ المعوذات..
copy short url   نسخ
23/09/2017
3621