+ A
A -
مواطن الذكريات
سرر المكان
فراديس الأمس
المكان الذي فقسنا فيه
المكان الذي من حجارته بنينا أسماءنا
المكان الذي كَتب على صحائف هويتنا عناصر أنانا
أو هكذا نخسر المكان تحت فيضان الزمان..؟!
أو هكذا نترك المكان وحيدا داخل أسوار عزلته يستوقف الريح على أبوابه
ويبكي بين يديها..؟!
وبينما، في الغياب هناك، نرفع بنيانه في ساحات وجداننا
يهذي المكان بنا..
فيبعثنا لنركض في أزقته حفاة عراة

عندما تنهض الشمس..
وتعج الحياة في أزقة المكان
أستحث الليل
كي لا يبق في حضرة وحدتي سوى وجهك على بدر عتمتي
كي لا يبق سواك حاضرة في غيابي

كالبق نمتص أيام أجدادنا..
ونتكاثر على الحصيرة
نمتصهم حتى لا يبق منهم سوى ما يمكن أن نتخلص منه أخيرا
وكالغربان نخفي فعلتنا
ونذرف بعض قصائدنا كي نغسل نرجسنا بالغفران

في لحظات
نعتقد أننا نتقرى في الأفق الذي لن يجيء
لكننا نبقى على قيد الانتظار
في الصمت نخاطب الغائب كي يحضر إلى هنا الآن
لكننا نستطيع أن نسمع، لو أصغينا، صوت الغائب يتلو أعذاره إلى الهواء
لكننا نستطيع حين يخفق القلب كجرس مفاجئ
أن نجعل أرواحنا تصغي إلى الأعذار المغفورة .
copy short url   نسخ
23/09/2017
1660