+ A
A -
درعا (سوريا)-/ الأناضول-رفض فصيلان سوريان معارضان، طلباً من الولايات المتحدة للمشاركة في معارك بمحافظة دير الزور (شرق)، بالتعاون مع ما يسمى بـ «قوات سوريا الديمقراطية» المنبثقة عن تنظيم «ب ي د»، الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية.
وقال محمد الجراح، الناطق باسم «جيش مغاوير الثورة» (أحد فصائل الجيش الحر المدعوم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي)، للأناضول، إن فصيله رفض مؤخرا عرض الولايات المتحدة إشراكه بمعركة دير الزور، إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية».
وشدد «الجراح»، على رفض التعامل مع «أي فصيل انفصالي أو تكفيري».
واعتبر أن «داعش» و»ب ي د»، هما «العكازان اللذان يتكئ عليهما (رئيس النظام السوري) بشار الأسد، بعد شلله الذي ألحقته به الثورة».
ونفى المتحدث باسم «مغاوير الثورة»، توقف الدعم الأميركي نتيجة رفض فصيله التعاون مع «ب ي د».
وقال «ما بيننا وبين التحالف الدولي، عقود شراكة ولسنا مرتزقة، فكما نشاركه في الرأي، نشارك في القرار أيضا».
واشترط فصيل «مغاوير الثورة»، التمتع بـ «الاستقلالية» للمشاركة في معركة دير الزور، وفق الجراح.
وتابع «لا يمكن أن نكون يد مجرمة نشارك في هذه المعارك بحق أهالينا».
ووصف ما يحدث في دير الزور، بـ«مذبحة كبرى»، ينفذها طيران النظام السوري والروسي بحق المدنيين.
وبين الجراح، في حديثه للأناضول، أن فصيله قدم منذ حوالي ثلاثة أشهر خطة عمل لفتح جبهتين من الجنوب من قاعدة «الزكف» (جنوب شرق دير الزور)، وأخرى من ناحية الشمال، بالتزامن مع فتح معارك دير الزور تقريبا.
وأردف «فوجئنا بالموافقة الأميركية على فتح قاعدة الشدادي، في ريف الحسكة (شمال شرق)، لنا بشرط أن نعمل مع ب ي د، ولكننا قابلنا ذلك بالرفض».
من جهته، قال سعد الحاج، الناطق باسم جماعة «أسود الشرقية» (فصيل معارض مدعوم من غرفة الموك المخابراتية الدولية) في حديث مع الأناضول، أن فصيله تلقى عرضاً من «الموك»، للقتال إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، في دير الزور، ولكنه رفض ذلك أيضا.
وقال «الحاج»، «ليس لدينا ثقة بما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، فهي والنظام من زمرة واحدة، وهم تابعين لـ(ب ي د)، التي نعلم تماماً أنها على تواصل مع النظام».
‎وتابع «نسعى لإيجاد طريقة أو وجهة للخوض في معارك دير الزور، لكن بشكل مستقل، بعيداً عن (ب ي د)».
ولفت إلى أن محاولة نقل فصائل الجيش الحر، للعمل مع تلك المنظمة هو «لخلط الأوراق وزعزعة صفوف الجيش الحر، وإضاعة الأهداف والمبادئ التي خرجنا من أجلها».
و»الموك» هي غرفة مخابرات دولية أسست في 2013، باتفاق وتنسيق بين مجموعة أصدقاء سوريا، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، ولهذه الغرفة مقر رئيس في الأردن.
وفي 9 سبتمر الجاري، أعلنت «ب ي د»، عملية عسكرية للاستيلاء على دير الزور، من قبضة «داعش» الذي يسيطر على معظم أجزائها.
بموازاة ذلك وفي علامة على تفاقم التوتر اتهمت وزارة الدفاع الروسية هذا الأسبوع جواسيس أميركيين بأنها أثارت هجوما لعناصر إرهابية ضد مناطق تسيطر عليها نظام الاسد في شمال غرب سوريا الثلاثاء.
وذكرت الوزارة في بيان صدر مساء الأربعاء أن عناصر إرهابية حاصرت 29 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية نتيجة لذلك وأن روسيا اضطرت لكسر الحصار بعملية خاصة مدعومة بقوة جوية.
وقال الكولونيل سيرجي رودسكوي «وفقا لمعلوماتنا فإن أجهزة مخابرات أميركية أثارت الهجوم لوقف تقدم ناجح لقوات الحكومة إلى الشرق من دير الزور».
من جهة اخرى تلاحق قوات سوريا الديمقراطية، آخر فلول مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، معقله الابرز في سوريا، بعد معارك دامت نحو اربعة اشهر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس.
وقال المرصد السوري ان «قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية بدأت عمليات تمشيط لكامل المدينة»، مشيرا إلى ان «كثافة الألغام» التي خلفها الإرهابيون تقف عائقا أمام انهاء التمشيط «بشكل سريع» وامام «وصول القوات إلى كامل أزقة وشوارع المدينة».
ويتوارى آخر عناصر الإرهابيين في الرقة، وفق المرصد، «في اقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية» في وسط المدينة.
copy short url   نسخ
22/09/2017
3163