+ A
A -
كتب- محمد حربي
استضاف النادي الدبلوماسي جمعاً كبيراً من الدبلوماسيين ممن التفوا بقلوب المحبين، حول سفير المحبة الإكوادورية سعادة السفير قبلان أبي صعب، ليشهدوا بأنفسهم آخر ما يغرسه من بذور الحب والود والإخلاص الصادق لدولة قطر تعبيراً عن شعور عميق في داخله وبين ثنايا الفؤاد للشعب القطري وقيادته الحكيمة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – حفظهما الله-، على ما وجده من حفاوة وحسن استقبال، ودعم ومساعدة لتيسير مهام عمله، حتى أثمر ذلك عن العديد من الإنجازات، التي تظل بصمة ناصعة البياض في تاريخه الدبلوماسي.
وفي بداية كلمته رحب سعادة السفير قبلان أبي صعب، بالحضور وعلى رأسهم سعادة الشيخ حسن بن خالد بن حسن آل ثاني، السكرتير الخاص لصاحب السمو لشؤون الأسرة الحاكمة، وسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وأصحاب السعادة المسؤولون الرسميون والسفراء الكرام، ورؤساء التحرير، ورجال الصحافة والإعلام، مبدياً بالغ سروره لحضورهم الأمسية المتميزة بوجودهم، العبقة بعطر الفكر والكلمة، والمتألقة بوجوههم النيرة، مرحباً بهم فرداً فرداً، أصدقاء، أحباء، أوفياء، شاكراً لهم حضورهم الكريم وتعاونهم الخير، طيلة فترة عمله كسفير لجمهورية الإكوادور لدى هذا البلد الطيب، قطر المجد، مؤكدا أنها كانت حقبة مميزة في حياته، تركت بصمات مؤثرة في مسيرته المهنية، وصداقات حميمة في علاقاته الإنسانية، ستبقى محفورة في القلب، ساكنة في وجدانه، لا تمحى من ذاكرته.
وقال سعادة السفير قبلان أبي صعب: ماذا عساي أن أقول، وأنا أخاطب أسياد القلم والصحافة، رجال الإعلام، الفكر والكلمة الحرة، من الأصدقاء، موضحا أنه فاضت كلماته وانفجر «مارد عبقر» في قريحته، واستحضره قولان، الأول لروسبيير، عندما سئل: «ممن تخاف؟»، فأجاب: «من قلم صحفي سليط وشريف».. والثاني لنابليون بونابرت حين قال: «لا تخيفني قنابل المدافع وساحات القتال، كما تخيفني عبارة كاتب من الكتاب، وكيف لا، وهم سيف الحق ودرع الحقيقة، وحراس الحرية».
وأوضح السفير قبلان أبي صعب، أنه كان خلال الأمسية، مغتبطا وخائفا مرتاحا ومرتجفا، لينا وناشفا، ولمن يتساءل عن سبب هذا التناقض أجابهم: إنه أمام من يعيش: الكلمة والصورة، الرؤية والضرورة، الحقيقة والصيرورة، فهم إن شاؤوا: جنود للحق، ومدافعون عن الحقيقة، وبمجالس الكبار: لهم الصدارة، في مواقع العظماء: لهم الحضارة، في محراب الحق: لهم النضارة، وفي صنع التاريخ: لهم تجليس الاعوجاج وفضح الانزعاج، يدقون نفير التغيير أمام من يسيء الأمانة، ويتصدون للظلم والظالمين إن استباحوا الإهانة يصح بهم قول الشاعر الشابي: «لكم الصدر دون العالمين أو القبر».
وأضاف سعادة السفير قبلان أبي صعب أن سخط الناس على القدر يجعل من قدر الرجال الكبار محطة إشعاع مضيئة في رمزيتها، أزلية في ارتداداتها، محكمة في جدليتها، فيمتزج اسم هؤلاء مع عظمة العمل الذي قاموا به، مشيرا إلى أنه بالأحرى، إذا كان هذا العمل، هو عصارة رجال فكر وإبداع، رجال صحافة وإعلام، أصحاب رؤية في مسار الأوطان، لا يتوقف ناقوسهم عن الطنين، ولا يتعب قلمهم من الكتابة والتعبير؟
وشدد سعادة السفير قبلان أبي صعب أنه مهما شكر وفعل لن يستطيع أن يوفي الشعب القطري الطيب الصديق بعضاً من محبته وصداقته وعاطفته النبيلة، التي أكرمه بها طيلة فترة تجربة الخمس سنوات ونيف التي أمضاها في هذا البلد العريق المعطاء، قطر السيادة والإباء، قطر تميم المجد، بل يحتاج إلى أضعاف وأضعاف من هذه السنوات، علها تفي بعضاً من حق، لافتا إلى أن بالرغم من انتهاء عمله في هذا البلد الذي أحبه، ورحيله عنه،لا........ لن يقول وداعاً.....فالوداع يحمل الأوجاع والدمع والأحزان، وهو من أحب الحياة، الفرح والأحلام،
لا..... لن يكون أبداً منه آخر سلام، لأن القطريين يسكنون القلب مهما ابتعد المكان وطال الزمان، وهم سنابل القمح المليئة بالعطاء، أناس طيبون يحدقون إلى الشمس بعزة وإباء.
لهم دائماً منه فرداً فرداً كل الشكر والتقدير والوفاء.
copy short url   نسخ
20/09/2017
1389