+ A
A -
وصف الأستاذ محمد حمد المري رئيس التحرير المسؤول خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالتاريخي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بما تضمنه من وضوح وشفافية ومصداقية وموضوعية، حيث تناول سموه قضايا المنطقه بطرح واقعي، مؤكدا أن الكل يتقبل الخطاب بصدر رحب لأنه يتكلم عن أمور واقعية على الأرض.
وتابع رئيس التحرير خلال حديثه على قناة الريان معقباً على خطاب صاحب السمو أمام الأمم المتحدة: مثلما توقعنا فكلمة صاحب السمو ستكون الأميز والأكثر شمولية وتشمل الكثير من الملفات، وأعتقد أن الكلمة لبت كثيرا من تطلعات الناس الذين ترقبوا الكلمة وأنا واحد منهم، والتأكيد على مبادئ قطر في كثير من الملفات، مشيرا إلى تطرق صاحب السمو أيضا لموضوع جديد لم يكن في خطبه السابقة واستأثر بالنصيب الأكبر من الخطاب خاصة بعدما رفضت دول الخليج الحوار فوجد أنه أمام دول العالم لإيصال صوت قطر بطريقة صحيحة وسليمة دون فبركات، فتحدث عن كل شيء فذكر طريقة الحصار ووصفها بالغدر وهي فعلا غدر لأنها لم يسبقها سابق إنذار بل كان هناك انسيابية في العلاقة بين دولة قطر ودول مجلس التعاونن ولم يُذكر في السابق أن هناك أي اختلاف في وجهات النظر حول هذه المواضيع التي أثيرت بشكل مفاجئ.
حقوق الشعوب
وأكد الأستاذ محمد حمد المري أن سموه بالرغم من الحصار لم ينس شكاوى الروهينغا فطالب بإعادة حقوقهم وألا يتم تهجيرهم أو التنكيل بهم، لافتا انه في كل مرة يدافع عن المجتمع الدولي ومشاكله وهذه حقيقة، ففي كل المناسبات كان صاحب السمو يدافع عن حقوق الشعوب المسلوبة.
وقال: إنني اليوم أتحدث عن شعبي، ولم يصف شعبه بالمواطنين بل قال المواطنون والمقيمون، فهو يعتبر أن كل من يقيم على أرض قطر فهو يمثل قطر وجزء منها، وذكر أنهم تعاملوا بعزة وكبرياء ورقي مع تلك الأزمة المفاجئة، فلم ينحدروا بمستوى الخطاب ولم ينحدروا إلى مستوى الانتهاكات الأخلاقية من قبل الدول الأخرى، فذكر أنه لم يكن هناك أي دلائل من الدول الأخرى على وجود مشكلات، بل كان النقيض هو الواضح.
وأضاف رئيس التحرير أن سموه أشار إلى تقدم قطر بخطوات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب بشهادة المجتمع الدولي الذي كان يخاطبه سموه بشكل مباشر، وهم يدركون أن قطر فعليا اتخذت إجراءات موثقة ومعاهدات وإجراءات مع كثير من الدول، وقامت بالدخول في تحالفات دولية حتى تكافح الإرهاب وتجفف منابعه، بل تقوم بخطوات أخرى غير مباشرة ولكنها تقلل من نسب الإرهاب مثل تعليم سبعة ملايين طفل حول العالم، والذي يعد من أهم أسباب الإرهاب الفقر والجهل والقمع، لذلك عندما تقوم قطر بمحاربة تلك المظاهر عبر دعم الدول الفقيرة ودعم الأمم المتحدة لتصل المرتبة الأولى في التنمية البشرية والتنمية المستدامة. متابعا عندما نرى تلك الإجراءات والأرقام ونقول ان قطر لها علاقة بالإرهاب يكون هذا الكلام مضحكا وكلام هراء، فنحن نجد أن المنظمات الدولية والحقوقية تشهد أن قطر تقوم بإجراءات كبيرة لمكافحة الإرهاب وتقوم بدعم الحكومات التي تحارب الإرهاب مثل العراق وغيرها.
موقف ثابت
وقال الأستاذ محمد حمد المري إن الخطاب أوضح أن موقف دولة قطر لن يتغير وهناك وضوح وشفافية ورغبة في تطبيق بنود الأمم المتحدة وأهمها عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وعدم المساس بسيادة الدول وحسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية والجلوس على طاولة الحوار، مؤكدا أن كل هذه القيم صنعتها الدول عبر عقود من السنوات وعند حدوث مثل هذه التجاوزت كما يحدث حاليا من دول الحصار لابد أن يقوم كل المجتمع الدولي للتأكيد على عدم المساس بأي بند من بنود الأمم المتحدة أو قيمها، بغض النظر عن صحة هذه الافتراءات أو عدمها لأن هناك خطوطا وثوابت يجب أن تظل راسخة حفاظا على العلاقات بين الدول.
وتابع: صاحب السمو أكد خلال خطابه أن هذه الدول انتهكت هذه القيم ومبادئ الأمم المتحدة وحاولت التدخل في شؤون قطر الداخلية بكل الاجراءات، كما قامت بخرق قوانين منظمة التجارة العالمية، وانتهكت مبادئ حقوق الإنسان على جميع الاصعدة الاجتماعية والدينية والاقتصادية، وايضا في حقوق الملكية الخاصة وحرية التنقل والتعليم، لافتا أن صاحب السمو تطرق ايضا لشعوب دول الحصار وقيام دولها بفرض غرامات عليها وعقوبات بالحبس لمجرد إبداء التعاطف، وهو انتهاك آخر لبند رئيسي من مواثيق حقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة وهو حرية الفكر وإبداء الآراء.
حلول للأزمة
وأكد رئيس التحرير أن صاحب السمو أظهر جميع مخالفات دول الحصار ووضع ايضا الحل والمخرج للأزمة الخليجية، وأكد أن قطر لا تتهرب من الحوار ولكنها ترفض الجلوس على طاولة حوار يتم التطرق فيها للسيادة القطرية، وهذا أمر ترفضه كل الدول والمجتمع الدولي.
وأشار الأستاذ محمد حمد المري إلى حديث صاحب السمو أمام الأمم المتحدة عن الاجراءات التعسفية التي قامت بها دول الحصار لأنه لم يسبق لها مثيل وأن جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة قامت بالاطلاع على هذه الانتهاكات ولديها ما يثبت أن قطر تعرضت لحصار غير طبيعي، مؤكدا أن صاحب السمو دائما ما تكون خطاباته أمام الأمم المتحدة واضحة وصريحة ولا تحمل مجاملات، ولكنها تكشف حقائق وتطالب بإصلاحات وتتطرق لمشاكل الدول الأخرى اقليميا وعالميا، وكذلك يضع الأمم المتحدة أمام حقائق وخاصة حول مشاكل المنطقة ومنها قضية الإرهاب.
ولفت إلى ان قطر أكثر دولة فعليا تعمل بشكل واضح وصريح لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وسمو الأمير تحدث عن هذا الموضوع عدة مرات، وكان حديثه يتحدث عن عدم اختزال الإرهاب في حوادث وقتية، ولكن يجب معالجة الظاهرة من جذورها وتجفيف منابعها ومعالجة اسبابها، وأن مواجهتها ليس أمنيا أو عسكريا فقط، لذلك فإن دولتنا لها تواجد قوي داخل الاتحاد العالمي لمكافحة الإرهاب، كما قامت قطر مؤخرا بتوقيع اتفاقية تعاون مع الأمم المتحدة لاتخاذ اجراءات فعالة للقضاء على الإرهاب، وقطر دائما ما تستنكر الحوادث الإرهابية حتى التي تقع في دول الحصار مثل مصر والبحرين.
وختم رئيس التحرير ان سموه دائما ما يحمل رسائل جديدة للأمم المتحدة خلال خطاباته لتشمل جميع قضايا العالم واهمها القضية الفلسطينية وحل القضية السورية التي تحتاج لتدخل قوي من الأمم المتحدة.
copy short url   نسخ
20/09/2017
1016