+ A
A -
كتب- يوسف بوزية
حظي خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باهتمام عالمي وإعلامي واسعين، نظراً لأنه يأتي في ظل الأزمة الخليجية الراهنة، مقدماً رؤية قطر الواضحة تجاه الأزمة الخليجية، دون أن يغفل أياً من القضايا الدولية والإقليمية الأخرى، ولا ما تعانيه المنطقة العربية وما تزخر به من أحداث وتحولات متسارعة ذات طابع تاريخي في أهميته.. وأكد أعضاء في مجلس الشورى لـ الوطن أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، كان قويا وصريحا أمام المجتمع الدولي، حمل عدة رسائل قوية تعبر عن نهج دولة قطر في الدفاع عن قضايا الإنسان في أي مكان، كما حمل ملفات غاية في الأهمية منها القضية الفلسطينية والسورية واليمنية والليبية، وأيضا تصاعد خطر التطرف والإرهاب، ومعوقات التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان.
وقال السيد راشد المعضادي، إن حضرة صاحب السمو تناول في كلمته عدة قضايا عربية وإقليمية ودولية وما يهمنا بالدرجة الأولى هو القضية الخليجية المتمثلة في الحصار الظالم الذي فرض على دولة قطر من قبل جيرانها، حيث بين للمجتمع الدولي حجم الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي من تدخل في الشأن الداخلي لدولة قطر، ومحاولة زعزعة أمنها واستقرارها وفرض الوصاية عليها تحت مزاعم واهية، لم تستطع تقديم دليل واحد عليها بدعوى دعم الإرهاب، وهي في حقيقتها تهدف إلى إخضاع دولة قطر لوصايتها من منطلق القوة والنفوذ والقدرة المالية، وهذا ما لا يمكن قبوله في ظل سيادة القانون وتساوي الدول في حقوقها، وواجباتها في المجتمع الدولي.
ونوه المعضادي في تصريحات لـ الوطن إلى تأكيد صاحب السمو نهج دولة قطر في حل أية خلافات دولية من خلال الحوار العادل، دون إملاءات أو شروط مسبقة تنال من سيادتها وشخصيتها الدولية، في حين تمثل السياسة التي تنتهجها دول الحصار سابقة من شأنها أن تؤثر سلبا على جهود الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
الروح الوطنية
كما أشاد سموه بموقف الشعب القطري من مواطنين ومقيمين بروحهم الوطنية في مواجهة هذا الحصار وتحليهم بالاخلاق والقيم العربية والإنسانية المتأصلة في المجتمع القطري، من خلال تعاطيهم مع الحملات الاعلامية الشعواء التي تدعمها دول الحصار، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة الالتفات إلى تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للقارات من خلال وضع ضوابط وآليات قانونية تحكمها وتنظمها، مؤكدا سموه على استعداد دولة قطر للمساهمة في هذا الأمر.. وانتقل سموه بعد ذلك للعديد من القضايا العربية والاقليمية داعيا إلى ضرورة ان تنهض الأمم المتحدة بواجباتها لمعالجتها وإيجاد حلول عادلة لها مثل القضية الفلسطينية وسوريا واليمن وليبيا مؤكدا على قضية حقوق الإنسان وحماية كرامة الإنسان في حقه للأمن والاستقرار والحياة الكريمة، وحقه في حرية التعبير دون وصاية أو توجيه من أحد، وفي الختام، كمواطن قطري وعربي أقول إن كلمة سمو الأمير تمثلني.
رؤية قطر
ومن جانبه أكد السيد خالد اللبدة، عضو مجلس الشورى، أن كلمة حضرة صاحب السمو كانت معبرة عن رؤية قطر ومنهجها في المرحلة القادمة، وعن مستوى أخلاقي رفيع في التعامل مع الخصوم، حيث جاءت منسجمة مع الرؤية الإسلامية والإنسانية للأزمات التي تتعرض لها الشعوب، عندما دعا إلى الحوار لحل المشاكل وهو منطق منسجم مع روح الشريعة، وتعاليم السماء في كل الأديان، ومع جميع القوانين والمواثيق الدولية المعاصرة.
ونوه بما قاله من تكاتف الشعب القطري ووقوفه بشجاعة ورباطة جأش في مقابل حملات التحريض والحصار. حيث وقف الشعب القطري صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة في أوقات الشدة والرخاء، لأن إظهار اللحمة الوطنية يُظهر معادن الشعوب الأصيلة في أوقات الأزمات، والتأكيد على أن قطر تجاوزت الآثار المباشرة للحصار، وعادت لتعيش بشكل عادي، وهذا أمر مهم جداً بالنظر إلى ما كانت تهدف له الحملة من حصار هذا البلد، وهو إجباره على الاستسلام، ورفع الراية البيضاء.
القرار المستقل
وأكد اللبدة في تصريحات لـ الوطن على اعتزازه بخطاب حضرة صاحب السمو ومضامينه بما يؤكد استقلالية القرار الوطني لدولة قطر، وصواب نهجها لأن قطر تمارس العمل السياسي والدبلوماسي بحرفية عالية، وتتعاطى بنهج متزن مع كافة القضايا الخارجية، ولدى قطر ظهير شعبي من جميع الدول العربية والإسلامية، لما لها من مواقف مشرفة مشهودة في دعم الأشقاء والوقوف بجانب القضايا العربية والإسلامية، دون أن يلمس أحد، من قطر أي تدخل في شأن أي دولة، شقيقة أو صديقة. وأعرب السيد اللبدة عن كامل ثقته في حكمة صاحب السمو في تخطي هذه الأزمة، وإفشال تأثيرها على المجتمع والاقتصاد القطري، فضلا عن تأثيرها على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
اختراق القيم
وقال السيد أحمد خليفة الرميحي، عضو مجلس الشورى أن الخطاب جاء كالعادة في منتهى القوة والحسم وشمل جميع القضايا التي تواجه العالم وأكد على أن دولة قطر عزيمتها لن تلين وتواجه كافة أزمات الحصار بقوة وحسم شديدين، وأنها مثلما تواجه الحصار بقوة فإن لديها الاستعداد للجلوس على طاولة الحوار شريطة ألا يمس ذلك سيادتها، وهو ما جعل الخطاب يثلج الصدر بقوة وهذا ما عهدناه من قيادتنا الرشيدة ولم يغفل الخطاب أيضا آلام أشقائنا في الدول العربية والإسلامية التي تعاني ويلات الحرب والدمار، حيث عكس شعور قطر بالألم حيال الأحداث في اليمن وليبيا وسوريا، وأيضا الألم على ما يتعرض له مسلمو الروهينغا. وأضاف السيد الرميحي أن الخطاب أيضا لم يغفل أمر الحصار الجائر الذي تتعرض له قطر، وكانت الكلمات التي تناولت الأزمة قوية أسمعت صوت قطر عسى أن يستيقظ ضمير المحاصرين ويعرفوا أنهم الخاسرون في النهاية، لأنه وكما هو واضح فإن الأزمة قامت على الغش والتدليس من جانب دول الحصار التي لم تتوان عن اختراق كل قيم وأعراف وتقاليد العروبة والخليج، فألقوا علينا بتهم وشائعات من العيار الثقيل، لهذا كان من الواجب أن تستغل القيادة الرشيدة وجودها في الأمم المتحدة وأمام هذا المحفل الدولى المهم لطرح حقيقة الأمر وكشف مؤامرة الإعلام المأجور الذي أجج الصراع بين الشعوب بشكل لم تعرفه الأمة العربية من قبل. وأوضح أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لا يترك فرصة إلا وطالب العالم بضرورة العمل على رفع الظلم عن الشعوب المقهورة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال منذ عقود طويلة، حيث طالب سموه بأهمية العمل على وقف الاستيطان واحترام الوضع القانوني للقدس الشريف ورفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري.
ومن جانبه ثمّن السيد عبدالله الحاج، مشرف مكتبة مجلس الشورى، ما تضمنه خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من رسائل هامة، قدمت رؤية قطر الواضحة تجاه الأزمة الخليجية المفتعلة، فضلا عن رؤيتها للقضايا الدولية والإقليمية وتشخيصها لأسباب التطرف والإرهاب، وتداعيات سياسات القمع وغياب العدالة الاجتماعية في بعض الدول في تفجير العنف والتطرف والإرهاب.
رسالة واضحة
كما تضمن الخطاب رسالة واضحة إلى مفتعلي الأزمة، ومفادها أن قطر تتعامل معهم بلا تشنج، وهي منفتحة من أجل طي صفحة الأزمة بالحوار وعلى أساس شرطين: احترام سيادة كل دولة وإرادتها، وأن يتم الحوار بلا إملاءات من طرف على طرف آخر، وذلك مع الإعراب عن احترام وتقدير الوساطة الكويتية والإسناد الدولي لها.. وهي كلمة متزنة متوازنة وصادقة بما تحمله وترمي إليه، في حين أنهم كانوا يقرعون طبول الحرب من الطرف الآخر، ويهددون بالقطيعة وفرض العقوبات، وتحريض المجتمع، وتركيب انقلابات وهمية، واستخدام أموالهم ونفوذهم لعزل قطر، وحتى طردها من مجلس التعاون الخليجي.
وكان الخطاب معبرا عن نبض الشارع القطري وجاء هادئاً ولكن قويا في فضح المؤامرات التي حاكتها دول الحصار والفبركات التي استندت اليها في فرض الحصار واتخاذ إجراءات عبثية بلغت مستويات غير مسبوقة، تجاوزت العقاب السياسي والكيدي إلى إلحاق الأذى بالمواطنين القطريين.
وأكد الحاج أن الخطاب الرسمي القطري يترفع عن مجاراة الخطاب الاعلامي الهابط لدول الحصار وما يبثه من سموم وفبركات لكن الأزمة فتحت أعين القطريين وساعدتهم على اكتشاف إمكانات كامنة في ذواتهم، سياسية واقتصادية وثقافية، وخصوصا اجتماعية تمثلت في حصانة اللحمة الوطنية في مواجهة مؤامراتهم وهذا مصدر أساسي من مصادر قوة هذا البلد الصغير في مساحته الكبير في مواقفه وإنجازاته.
copy short url   نسخ
20/09/2017
933