+ A
A -
نيويورك (الأمم المتحدة)- وكالات- افتتحت في نيويورك، أمس، أعمال الدور «72» للجمعية العامة للأمم االمتحدة بحضور كبير للقادة والزعماء والرؤساء من مختلف دول العالم. وقد بدا واضحا ان ملفات سياسية وإنسانية وأمنية معينة قد هيمنت على كلمات وخطابات قادة العالم في الجلسة الافتتاحية لاعمال الجمعية العامة، وفي مقدمة تلك الملفات قضايا إيران وكوريا الشمالية وميانمار، بالاضافة إلى قضايا شرق أوسطية تصدرتها القضية الفلسطينية وقضايا سوريا واليمن وليبيا والعراق.
وفي افتتاح أعمال الجمعية العامة دافع الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في خطابه عن «عالم بدون أسلحة نووية» محذرا من مخاطر حرب مع كوريا الشمالية. وفي اول خطاب أمام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 دولة، اكد غوتيريش ان الحل مع بيونغ يانغ «يجب ان يكون سلميا» وانه لا يجب التوجه إلى «الحرب».
من جانبه فقد ندد الرئيس الاميركي دونالد ترامب من على منبر الأمم المتحدة أمس بما اسماه بـ«الدول المارقة» التي أكد أنها تشكل خطرا على العالم، مهاجما بالخصوص إيران ونظامها «الديكتاتوري الفاسد»، وكوريا الشمالية التي هدد بـ«تدميرها بالكامل» اذا شكّل نظامها «الفاسد والشرير» خطرا على الولايات المتحدة أو حلفائها.
وفي أول خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يهيمن عليها هذا العام ملفا كوريا الشمالية وإيران قال الرئيس الاميركي ان «الدول المارقة» تشكل تهديدا «لباقي الأمم ولشعوبها نفسها ولديها اكثر الأسلحة قدرة على التدمير» في العالم.
وأمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة يشاركون في الاجتماعات وصف الرئيس الاميركي إيران بـ«الدولة المارقة» و«الديكتاتورية الفاسدة».كما وعد ترامب بالقضاء على ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامي المتطرف» الذي «يمزق دولنا والعالم أجمع».
وقال «يجب على كل الدول المسؤولة ان تعمل معا لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل أن يمزق العالم أجمع».
والملفت في خطاب ترامب أمام الأمم المتحدة عودته إلى استخدام عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف» التي تثير غضب العالم الإسلامي، وكان ترامب قد تجنب استخدامها في خطاباته الأخيرة، ولا سيما في الكلمة التي عرض فيها استراتيجيته في افغانستان. من جانب آخر انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترامب، ودافع بشدة على الاتفاق النووي الإيراني «الجيد» قائلا إن أولئك الذين لا يحترمونه لا يتسمون بالمسؤولية.
وقال ماكرون «سيكون التخلي عنه خطأ جسيما وعدم احترامه أمرا غير مسؤول لأنه اتفاق جيد ضروري لإحلال السلام في وقت لا يمكن فيه استبعاد حدوث حريق جهنمي».
الى ذلك حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من فقدان ثقة المجتمع الدولي في حال تخليها عن الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وصرح روحاني الموجود في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقابلة مع قناة ان بي سي «اذا امتنعت الولايات المتحدة عن احترام الالتزامات وداست على هذا الاتفاق، فهذا سيعني تحملها تبعات فقدان ثقة الدول فيها».
في غضون ذلك استقطبت قضية المجازر التي يتعرض لها اللاجئون الروهينغا المسلمون في اقليم اراكان في ميانمار اهتماما ملحوظا سواء في كلمات القادة والزعماء والمسؤولين السياسيين وناشطي المنظمات الإنسانية أو في أروقة الاجتماعات واللقاءات والنشاطات الجانبية على هامش قمة العالم (اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة).
في هذا السياق ربط الرئيس النيجيري محمد بخاري أعمال العنف التي تقع حاليا ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار بأعمال الإبادة الجماعية التي شهدتها كل من البوسنة والهرسك ورواندا وطالب بوقف «أعمال التطهير العرقي المستمرة» وتأمين عودة اللاجئين.
وقال بخاري أمام الاجتماع السنوي لزعماء العالم في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك «أزمة ميانمار تُذّكرنا بقوة بما حصل في البوسنة عام 1995 وفي رواندا عام 1994».
وأضاف أن «المعاناة المروعة» سببها «برنامج وحشي مدعوم من الدولة لإخلاء المناطق التي يقطنها الروهينغا في ميانمار على أساس عرقي وديني».
الى ذلك قالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن مسلمي الروهينغا «يتعرضون لأعمال وحشية كبيرة بإقليم أراكان غربي ميانمار» على يد قوات الجيش والميليشيات البوذية المتطرفة. وطالب مرزوقي داروسمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في ميانمار، الحكومة بأن «تمنح البعثة الأممية حق الوصول غير المشروط إلى إقليم أراكان».
من جانب آخر قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف»، إنّ عدد أطفال اللاجئين الروهينغا الذين فروا من إقليم أراكان في ميانمار، نحو الأراضي البنغالية، بلغ 250 ألف طفل.
جاء ذلك على لسان ماريكسي ميركادو، المتحدث باسم «يونسيف»، الذي أعلن أمس بلوغ إجمالي عدد لاجئي الروهينغا الوافدين إلى بنغلاديش منذ 25 أغسطس الماضي، 421 ألف لاجئ.
وأوضح «ميركادو» أنّ المنظمة الأممية تتلقى يوميا معلومات جديدة حيال المخاطر التي تحيط بأطفال اللاجئين الروهينغا في مخيمات اللجوء ببنغلاديش. وأضاف أنّ 13 بالمائة من أطفال اللاجئين الروهينغا، يعانون من نقص التغذية. وفي تطور لافت أعلنت بريطانيا أمس تعليق دوراتها التدريبية لجيش ميانمار في ظل اعمال العنف في ولاية راكين و«انتهاكات حقوق الإنسان» التي تتعرض لها اقلية الروهينغا المسلمة. وقال متحدث باسم الحكومة في بيان انه «في ظل العنف المستمر في ولاية اراكان والأزمة الإنسانية المتزايدة الناجمة عنها وقلقنا العميق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث، قررنا تعليق الدورات التدريبية للجيش البورمي حتى التوصل إلى حل مقبول للاوضاع الحالية».
وتمزق أعمال العنف الطائفية ولاية راكين في غرب بورما منذ ان شن مسلحون من الروهينغا هجمات دامية على مواقع الشرطة في 25 أغسطس.
وأسفرت عملية للجيش عن مقتل عشرات الاشخاص وفرار نحو 420 ألفا من الروهينغا إلى بنغلاديش المجاورة.
وأضاف المتحدث «ندعو القوات المسلحة البورمية إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف العنف في راكين وضمان حماية جميع المدنيين والسماح بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية وتسهيل تنفيذ الحكومة المدنية لتوصيات اللجنة الاستشارية في راكين كاملة».
وكانت اللجنة التي استمر عملها عاما بقيادة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان مكلفة معالجة الانقسامات بين الروهينغا والبوذيين.
copy short url   نسخ
20/09/2017
1219