+ A
A -
بيروت- الوطن- نورما أبو زيد- أثارت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا مؤخراً، حفيظة «حزب الله»، من خلال تزويدهما أفواج الحدود البرية في الجيش اللبناني بشبكة من أبراج المراقبة البرية، تغطي كامل الحدود اللبنانية– السورية، التي تمتدّ على طول 370 كلم، وذلك تحت عنوان «مكافحة الإرهاب وضبط الحدود».
من جهته، اعتبر فريق «8 آذار»، ولا سيما «حزب الله»، أنّ أجندة الأميركيين والبريطانيين فيما خصّ أبراج المراقبة، مختلفة عن أجندة الجيش اللبناني الذي تلقّف الهبة، مفسّرة الهدف من هذه الهبة في شقيها الأميركي والبريطاني هو رصد طرق إمداد «حزب الله»، ومراقبة سلاحه المتدفّق عبر هذه الحدود، إضافة إلى التنصّت على شبكة الهاتف اللبنانية والسورية، وتثبيت الفصل الجغرافي والسياسي بين لبنان وسوريا، وذلك خلافاً للهدف المعلن والذي هو حفظ استقرار لبنان، ومنع التهريب بينه وبين سوريا.
وذهب «حزب الله» في رفضه لأبراج المراقبة، إلى القول بأنّ الجيش اللبناني سيصبح نسخة عن الجيش الأردني وقوات البشمركة، إذ سيحصر نفسه في مكافحة الإرهاب فقط، معتبرة أوساطه أنّه إذا انجرّ الجيش لذلك، سيكون الهدف التالي حرفه عن عقيدته القتالية التي تعتبر إسرائيل عدواً للبنان.
المؤسسة العسكرية تحفّظت على ما بدر من أوساط «حزب الله» من مخاوف، كما تحفّظت عن ذكر عدد الأبراج المنتشرة على السلسلة الشرقية التي تفصل لبنان عن سوريا، واكتفت بالقول إنّ الأبراج هدفها ضبط الحدود والإشراف على المعابر وحماية الجنود»، مشيرة إلى أنّ هذه «الأبراج مؤلّفة من طبقات، وتتسع لعدد كبير من الجنود، وهي مزوّدة بكاميرات نهارية وليليّة ومراصد إلكترونية للأفراد والآليات، وكذلك بالأسلحة المناسبة للتعامل مع أي تسلّل على الحدود»، وأنّ «الكاميرات تنقل المعلومات إلى غرفة العمليات في قيادة الجيش، وتتصل الأبراج بعضها بالبعض الآخر للحصول على رؤية كاملة للحدود، بحيث تبدأ رؤية البرج التالي من حيث تنتهي رؤية البرج السابق، وتستطيع أجهزة الأبراج رصد مسافات طويلة، تصل إلى حدّ 20 كلم». وقد رأت أوساط «حزب الله» أنّ الإشراف البريطاني والأميركي على المشروع، يثير الشكوك من أن يكون الطرفان يستفيدان من الرصد الذي تؤمّنه كاميرات الجيش، واعتبرت أنّ الرصد البرّي يبدو مقلقاً في حال استفادة الأميركيين والبريطانيين منه.
copy short url   نسخ
20/09/2017
1375