+ A
A -

أكد الموقع الإلكتروني لشبكة «تي آر تي» العالمية، أن حصار قطر من قبل بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جاء بنتائج عكسية، حيث ساهم في تعزيز علاقات الدوحة خارج المنطقة، وخاصة مع الهند، التي تحولت إلى «بوصلة لتحقيق الأمن الغذائي، الذي يعد عصباً رئيسياً للاقتصاد القطري»، وذلك عبر شحناتها المستمرة للدوحة، منذ بداية الأزمة في 5 يونيو الماضي وحتى الآن.
وقال الموقع: «الأمن الغذائي يحتل مكانة كبيرة فى جدول أعمال قطر، وذلك ليس وليد اليوم، ولكنه ظهر قبل فترة طويلة من اندلاع الأزمة الحالية فى مجلس التعاون الخليجى، التي بدأت منذ حوالي 15 أسبوعاً وحتى الآن»، حيث تستهدف قطر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأمن الغذائي. وأضاف: «قبل إغلاق الحدود السعودية- القطرية في 5 يونيو الماضي، استوردت الدوحة ما يقرب من 90 % من غذائها، عبر منفذ أبو سمرة، غير أن قطع العلاقات بين الدوحة والدول الأعضاء في اللجنة الرباعية، ألهم صناع القرار في قطر إلى ضرورة إعادة هيكلة طرق استيراد المواد الغذائية».
واستطرد موقع شبكة «تي آر تي»: «إنه على الرغم من أن الكثيرين قد لاحظوا أن لتركيا وإيران وعمان أدوار عظيمة في مساعدة الدوحة على تلبية متطلبات الأمن الغذائي، إلا أن الهند كانت أيضا شريكاً مهماً للقطريين، في إعادة هيكلة خطوط الاستيراد، لمقاومة الحصار». وساعدت الهند قطر بعدة طرق، حيث أقامت الدولتان شراكة وثيقة، ساعدت الدوحة على التعامل مع قضية الأمن الغذائي، فهدف الدوحة هو زيادة الإنتاج الزراعي المحلي، لرفع إنتاج الغذاء الخاص بها إلى 70 %من حيث الاكتفاء الذاتي.
وأقامت قطر والهند في السنوات الأخيرة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة، وخاصة في تعزيز الموارد الزراعية في قطر، ففي عام 2013، استثمرت الدوحة 500 مليون دولار في شركة هندية لإنتاج المواد الغذائية.
كما قامت نيودلهي بإرسال طرق الشحن إلى الدوحة من خلال الطريق الذي يربط بين ميناء حمد وميناء جواهر لال نهرو.
ويساهم العاملون الهنود بشكل كبير في قطر، خاصة في الوقت الذي تستعد فيه لكأس العالم 2022، وبصرف النظر عن جميع المواطنين الهنود، الذين يعيشون في قطر، كما أن الدوحة ونيودلهي لديهما أيضاً علاقة تكافلية، من شأنها أن تؤذي كلا الجانبين إذا تدهورت، وتقوم قطر حالياً بتزويد الهند بأغلبية الغاز الطبيعي المسال، الذي يمثل 65 % من استهلاك الطاقة في الهند.
وتعد الهند ثالث أكبر وجهة للصادرات القطرية، كما تزود الهند قطر بالمواد الغذائية والتكنولوجيا الزراعية، وكذلك مع جميع الموارد البشرية، التي تنتقل إلى قطر للعثور على عمل. وقد عملت نيودلهي على توطيد هذه العلاقة على مدار العقود الماضية.
وتقول «تي آر تي: «رغم كونها إمارة عربية تتشاطر الكثير من القواسم المشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، إلا أن قطر سوف تصبح مرتبطة بشكل متزايد مع الهند ودول أخرى خارج شبه الجزيرة العربية، للحفاظ على ازدهارها، دون تلبية مطالب اللجنة الرباعية غير الواقعية». ويؤكد موقع شبكة «تي آر تي»: أن المسؤولين في نيودلهي يرون قطر الغنية بالغاز شريكا مهما ورئيسيا في الشرق الأوسط، والآن بعد أن قدمت نيودلهي مساهمات كبيرة لنجاح قطر، من حيث تجنب أزمة الأمن الغذائي، من المقرر أن يوسع الهنود علاقاتهم مع الدوحة سياسياً واقتصادياً.
copy short url   نسخ
20/09/2017
3140