+ A
A -
قالت صحيفة واشنطن بوست إن واشنطن التي تعتمد على دول الخليج كحليف رئيسي لها في الحرب ضد تنظيم داعش بدأت تشعر بقلق متزايد من استمرار أزمة حصار قطر التي تجاوزت الآن أكثر من ثلاثة أشهر.


ونسبت الصحيفة في تقرير لها، أمس، إلى مسؤول أميركي- لم تسمه- القول إن بلاده لديها مصالح كثيرة بالخليج، موضحا أن شركات أميركية بدأت تبلغهم عن إلغاء عقود عمل بسبب الوضع هناك، وإن القاعدة الجوية التي ينطلقون منها لتنفيذ هجمات في سوريا والعراق تواجه مصاعب، كما أن «وحدة هذه الدول» ضد إيران بدأت تضعف.
وذكر مسؤول أميركي أن «لدينا الكثير من الأسهم هنا. فهل من المقبول أن تبدأ الشركات الأميركية في إبلاغنا إلغاء عقودها جراء الظروف المحيطة بمنطقة الخليج؟ أم أن القاعدة الجوية التي نشنّ من خلالها هجماتنا على المتطرفين في سوريا والعراق تتعرض للمخاطر؟ أم أن الحصن العربي الموحد الذي يقف ضد إيران قد انهار؟ بدأنا جميعا نشعر بأن الأزمة الخليجية تعترض طريق ما نعتزم القيام به». وباختصار، أجمل المسؤول الأميركي ما يريد قوله في أنهم بدؤوا يشعرون بأن الأزمة في الخليج تعرقل ما يريدون عمله.
حملات للتهم والشتائم
وأورد التقرير أنه ومنذ اندلاع الأزمة بين قطر ومحاصريها شنت الأطراف حملات عامة من التهم ضد بعضها البعض، وأغلبها عبر حملات بملايين الدولارات في الولايات المتحدة موجهة إلى مجتمع السياسيين بواشنطن. وأشار إلى أن أكبر هذه الحملات الدعائية هي التي نفذتها ما تسمى لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأميركية التي أنفقت 1.6 مليون دولار على قنوات تليفزيونية.
وذكر أن أحد إعلانات هذه الحملة يقول وسط موسيقى توحي بنهاية العالم «إحدى دول الخليج تهدد الأمن العالمي، الرئيس ترامب، لا يمكن الثقة بدولة قطر»، بحسب البيانات التي قدمتها CMAG-KANTER MEDIA إلى صحيفة واشنطن بوست، والتي تتابع الإعلانات التليفزيونية.. وعلقت الصحيفة بأنه لا يوجد من المسؤولين الأميركيين من يعتقد أن قطر خطر على الأمن العالمي.
حان الوقت
وسرد التقرير تسلسل تطورات الأزمة منذ مايو الماضي عندما تبنى ترامب في الرياض- عقب حصوله على استثمارات ومبيعات أسلحة أميركية بمليارات الدولارات- وجهة نظر دول الحصار ضد قطر لتقول إنه وما إن حل الشهر الجاري وبعد جهود مثابرة من وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين حتى بدا أن ترامب قد قرر أن الوقت قد حان لوضع نهاية لهذه الأزمة.
وقال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض يحاول الآن إنهاء الأزمة قبل أن تؤثر على العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة دون أن يهتم بمعرفة من هو على حق من أطراف الأزمة رغم النشاط المحموم الذي تبذله كل دولة في الدعاية لموقفها.
وقالت الصحيفة، إنه لم يعد للإدارة الأميركية تأثير فعال على الجانب الآخر (دول الحصار)، ما لم يكن ترامب يعتزم التضحية بمبيعات السلاح وصفقات التجارة الأميركية الأخرى مع الجانب السعودي أو يهدّئ من إطرائه على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيس للمملكة في حصار قطر. وأشارت الصحيفة إلى أن حكام السعودية والإمارات توددوا لإدارة ترامب بالبيت الأبيض.
واختتمت واشنطن بوست تقريرها بأن أحد المسؤولين الأميركيين يقول إن الرسالة التي يجب أن يفهمها قادة دول الخليج هي أن جوقة الأصوات المتنافرة لشركات الدعاية التي يستأجرونها أمر غير ملائم، وهي لا تعدو كونها جهات تستنزف أموالهم «ونحن نحاول أن نقول لهم أوقفوا ذلك».
copy short url   نسخ
19/09/2017
1494