+ A
A -
كتبت- نجوى إسماعيل





توقع مراقبون للقطاع السياحي انتعاشاً في التدفقات السياحية الواردة من دول شرق آسيا في أعقاب الخطوة التي اتخذتها الهيئة العامة للسياحة الأسبوع الماضي بافتتاح أول مكتب تمثيلي لها في العاصمة الصينية بكين، على أن يتْبعه مكتبان فرعيان آخران في مدينتي شنغهاي وجوانجتسو.
ومن المقرر أن تتولي هيئة السياحة تشغيل المكتب الرئيسي والمكتبين الفرعيين بالتعاون مع شركة «بي أتش جي» للاستشارات، وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة «بي أتش جي» العالمية المتخصصة في مجال تقديم الخدمات التمثيلية والاستشارية للهيئات والمجالس السياحية وشركات إدارة الوجهات السياحية وشركات الطيران والعلامات التجارية الفندقية. وتأتي هذه الخطوة بعد منح دولة قطر رسمياً صفة الوجهة السياحية المعتمدة في الصين، مما يسمح لها باستقبال السياح من السوق الصينية والترويج لدولة قطر باعتبارها وجهة سياحية داخل الصين.


وأوضح المراقبون أن الموسم الشتوي سيستحوذ على اهتمام السياحة الواردة من الأسواق الآسيوية لتفرده بالعناصر التي يحتاج إليها السائح الأوروبي والآسيوي وأهمها الطقس الدافئ والشواطئ الرملية التي توفر خيارات ترفيهية متعددة مثل المخيمات ورحلات السفاري وركوب القوارب وغيرها، لافتين إلى أن دولة قطر اتخذت حزمة من الإجراءات لدعم السياحة أبرزها تكثيف الجهود للترويج لقطر خارجياً من جهة والانفتاح أكثر عبر إعفاء 80 جنسية من تأشيرة الدخول من جهة أخرى.
يقول محمد الملا، مدير عام سفريات الملا،: إن افتتاح أول مكتب تمثيلي لهيئة السياحة في العاصمة الصينية بكين يؤسس لتعزيز التدفقات السياحية الواردة من أسواق شرق آسيا وهي خطوة من شانها زيادة أعداد الزوار إلى قطر بشكل نوعي؛ حيث تعتبر تلك الأسواق شديدة الأهمية على مستوى السياحة العالمية وهي تؤثر بشكل كبير في العائدات؛ لأنها تمثل شرائح مختلفة من السياح، لافتاً إلى أن خطوة إلغاء التأشيرات تعتبر المنطلق الأساسي لفتح هذه الأسواق وتتبعها خطوة افتتاح المكاتب وكذلك إطلاق خطوط مباشرة إليها؛ حيث تعتبر تلك الخطوات جميعها مكملة لبعضها البعض وتصب في خدمة الهدف الأساسي وهو فتح قطر أمام أسواق جديدة عالمية مهمة.
وشدد الملا على استعداد المكاتب السياحية إلى تكثيف جهودها وتحديث برامجها من أجل مواكبة هذا التطور السياحي ومن أجل المشاركة الفاعلة في عملية التنمية السياحية داخل قطر، حيث تعتبر مهامها أساسية عبر توفير البرامج المتكاملة والرحلات إلى أهم المرافق السياحية في البلد مما يترك الانطباع الأفضل لدى السائح ليعود إلى قطر مراراً وتكراراً، بحيث تصبح قطر وجهته المفضلة وخصوصاً في موسم الشتاء الذي نعول عليه غالباً لجذب الزوار؛ حيث تتمتع قطر بمقومات سياحية عالمية في هذه الفترة من العام مع طقسها الدافئ وشواطئها الرملية والأنشطة الصحراوية المتنوعة التي لا يجدها السائح الأوروبي أو الآسيوي إلا في منطقتنا.
خطوة نوعية
من جانبه قال وليد الجاعوني، المدير التنفيذي للشركة القطرية الدولية للمغامرات،: إنه بعد فتح أسواق عالمية مهمة أمام قطر مثل أوروبا وأميركا واستراليا ونجاحها في استقطاب الزوار من تلك الأسواق، فإن الجهات المختصة تتجه اليوم نحو أسواق جديدة في خطوة ستحدث نقلة نوعية في السياحة الوافدة في قطر؛ حيث ستؤدي إلى توافد الزوار من مختلف الدول والشرائح.
وأشار الجاعوني إلى أهمية السوق الآسيوية كونها تضم أعداداً هائلة من السكان وكونها تمثل سوقاً عالمية تعتمد عليها دول سياحية شهيرة لرفع عائداتها، لافتاً إلى أن فتح قطر أمام هذه السوق خطوة ذكية توجت بقرار إلغاء التأشيرات السياحية من جانب، وتمديد فترة الإقامة في قطر إلى 84 ساعة أي أربعة أيام، ومن شأن هذه الخطوات أن تجعل السائح يختار زيارة قطر دون أن يجد صعوبة في اتخاذ قراره، فكل شيء ميسر أمامه وليس عليه سوى حجز تذكرة الطيران.
ونوّه إلى أن شركة المغامرات الدولية أبدت اهتماماً كبيراً منذ الإعلان عن هذه الخطوة، وكان من أولى خطواتها لمجاراة هذا الواقع هو إضافة اللغتين الصينية والروسية إلى الموقع الإلكتروني الخاص بها، إضافة إلى ذلك، فإن الشركة سترسل ممثلين لها إلى الصين وروسيا قريباً من اجل الترويج والقيام بحملة دعائية لقطر أمام مسؤولي السياحة هناك، بحيث تضمن توجه وفود كبيرة ومجموعات سياحية إلى البلد ولدعم قرارات الهيئة وجهودها، لافتاً إلى استعداد مجموعة سياحية من الصين لزيارة قطر في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وأكد أن خطة الهيئة العامة للسياحة موجودة حتى قبل الحصار، وتعزز «القطرية» من هذه الجهود، حيث تطلق رحلاتها المباشرة إلى تلك الوجهات وهي خطوة أولى وأساسية نحو فتح السوق، مضيفاً: إن السوق الآسيوية مثل الهند والصين سوق كبيرة وتحتاج إلى تركيز وجهود كبيرة وهذا ما تقوم به الجهات المعنية.
وحول مستوى الأسعار في الدوحة وما إذا كان ستتم مراعاة الشرائح المتنوعة التي ستزور قطر أكد الجاعوني أن البلد متاح أمام جميع المستويات؛ حيث يمكن للسائح أن يختار الإقامة في الفندق الذي يناسب ميزانيته وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة الترفيهية الأخرى، مشدداً على أن الطاقة الاستيعابية للفنادق كبيرة كما أن البلد مجهز لاستقبال ملايين السياح سنوياً.
تكثيف الجهود
بدوره، قال سامر ماضي، مدير عام شركة اويتك للسياحة والسفر،: إن التوسع باتجاه أسواق جديدة يمثل خطوة إيجابية تترك تأثيراتها على القطاع السياحي في قطر وجميع المرافق مثل الطيران، الفنادق، المطاعم والمواصلات وغيرها، مؤكداً أن افتتاح أسواق جديدة مثل الصين وشرق أوروبا هو خطوة كبيرة باعتبار أن هذه الأسواق عالمية وتعتبر من كبرى أسواق السياحة ولها مردود كبير، كما أنها متنوعة وسيؤدي ذلك إلى تنوع السياح القادمين منها ومن ثم توجههم إلى الخدمات السياحية المتنوعة بالدوحة، مثل التسوق، الأنشطة المائية، الصحراوية، الفنادق، المواقع التراثية والمعالم المهمة وغيرها.
وأشار ماضي إلى أن مكتب اويتك للسياحة باشر في التواصل مع هذه الأسواق منذ إعلان الهيئة العامة للسياحة عن توسعها هناك وزيارتها المؤخرة إلى الصين تحديداً، حيث بدأ بالتعامل مع المكاتب السياحية في تلك الدول من اجل استقبال الوفود والمجموعات منها أي من الصين وروسيا وأوكرانيا أيضاً التي دشنت الخطوط الجوية القطرية مؤخراً خطاً مباشراً إلى عاصمتها كييف، لافتاً إلى ضرورة تكثيف الجهود في الفترة الحالية من اجل الاستفادة من كل التطورات هذه في الموسم الشتوي الحالي الذي يبدأ في الشهر المقبل.
وقال إن قطر تهتم اليوم بالسياحة الوافدة والسياحة الصادرة، والتركيز على السياحة الوافدة يترجم من خلال الخطوات التي شهدناها على أرض الواقع من إلغاء تأشيرات وفتح مكاتب تمثيلية وجولات ترويجية، مشدداً على أن كل هذه الخطوات مدروسة ومخطط لها من قبل هيئة السياحة ولكن جرى تسريعها نظراً للظروف التي فرضها الحصار على دولة قطر، مشدداً على أن هيئة السياحة تتحرك لأسواق بديلة من اجل توسيع نطاق ونوعيات التدفقات السياحية الواردة إلى قطر. وتوقع مدير عام «اويتك للسياحة والسفر» أن يشهد موسم السياحة الشتوي الذي يبدأ اعتباراً من منتصف شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل المقبل إقبالاً قياسياً من زوار قطر القادمين من الأسواق الأوروبية والأميركية والأسواق الآسيوية الجديدة، مؤكداً أن مكاتب السياحة تكثف جهودها حالياً من أجل استقبال هذه الأعداد وتوفير برامج مبتكرة ومتنوعة لهم كما تتواصل مع الفنادق لتقديم الخدمات الأفضل، وتشمل البرامج مناطق سياحية مهمة مثل سوق واقف، كتارا، اللؤلؤة، وكذلك أنشطة تتميز بها قطر مثل سفاري، الأنشطة المائية، الجولات الصحراوية، مشيراً إلى وجود تنسيق مع الهيئة العامة للسياحة للاستثمار في مخيمات صحراوية كبيرة وعلى مستوى عال من الخدمات وذلك لاستيعاب أعداد الزوار الذي يرغبون بقضاء عدة أيام في الصحراء بحيث لا يقتصر نشاطهم على رحلات السفاري اليومية وإنما يتم تجهيز مخيمات مجهزة بجميع الخدمات اللازمة لإقامة مريحة وكاملة.
كانت الهيئة العامة للسياحة قد أعلنت قبل أسابيع منح إعفاء لمواطني ثمانين دولة من تأشيرة الدخول المسبقة عند وصولهم إلى قطر، ومن بينها دول آسيوية كالصين ودوّل في أوروبا الشرقية مثل روسيا وأوكرانيا وروسيا في إطار سياسة تهدف لزيادة أعداد الزوار وتعزيز الإنفاق السياحي في البلاد.
وتنقسم الجنسيات التي حصلت على هذا الإعفاء إلى مجموعتين، الأولى تضم 33 جنسية وتحصل على إعفاء سار لمدة 180 يوماً من تاريخ الإصدار، ويسمح لحامل الإعفاء بالبقاء في دولة قطر لمدة تسعين يوماً خلال زيارة واحدة أو عدة زيارات.
أما المجموعة الثانية فتضم 47 جنسية وتحصل على إعفاء سار لمدة ثلاثين يوماً من تاريخ الإصدار، وهو إعفاء قابل للتجديد لمدة ثلاثين يوما أخرى، ويسمح لحامله بالبقاء في دولة قطر لمدة ثلاثين يوماً خلال زيارة واحدة أو عدة زيارات.
copy short url   نسخ
19/09/2017
1069