+ A
A -
أكد موقع «سي تي في نيوز»، أن القارة الإفريقية رغم بعدها عن دول الخليج، فإن الأزمة الدبلوماسية العربية، التي عصفت بقطر، قد أثرت عليها بشدة وجعلتها أحد أكبر الخاسرين من استمرار الحصار، على المستويين السياسي والاقتصادي. فخلال السنوات الأخيرة، حققت قطر والدول الأخرى الغنية بالطاقة، تقدما في القرن الإفريقي عبر إنشاء قواعد عسكرية وإدارة الموانئ وإغراق الدول الصديقة بالمساعدات الخارجية. ومع ارتفاع حدة التنافس مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، التي تسعى لحصار قطر، لوحظ خسارة دول شرق إفريقيا ووضعها فوق صفيح ساخن.
ويعلق «كريستيان كوتس أولريخسن»، زميل الأبحاث بمعهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة في جامعة رايس الأميركية: «أعتقد أننا نشهد تنفيذ لعبة الشطرنج الجيوسياسي».
ويلاحظ مدى أهمية القرن الإفريقي بالنسبة لدول الخليج، بمجرد النظر إلى الخريطة، حيث يقع شاطئ تلك المنطقة على بعد 30 كيلومترا «18.5 ميل» من اليمن عند مضيق باب المندب مباشرة، الذي يعرف بأنه ممر حيوي لناقلات النفط المتجهة من الخليج إلى أوروبا.
وعلى مدى سنوات، كانت شواطئ شرق إفريقيا نقطة حاسمة للوصول لليمن، فضلا عن أنها كانت أرض صيد غنية مستهدفة، ولكن عملية تأمينها باتت ذات أهمية جديدة بالنسبة لدول الخليج منذ مارس 2015، عندما شن التحالف، الذي تقوده السعودية، حربه ضد المتمردين وحلفائهم، ممن ينتهكون حرمة العاصمة اليمنية صنعاء. ومنذ بدء الصراع، أنشأت الإمارات وغيرها من الدول قواعد عسكرية بشرق إفريقيا، فهناك قاعدة إماراتية في ميناء مدينة عصب الإريترية، كما أنه سيتم بناء قاعدة عسكرية إماراتية أخرى في الأراضي الصومالية.
وناقشت السعودية، في الوقت نفسه، وضع قاعدتها في دولة جيبوتي الصغيرة، التي كانت موطنا لقاعدة عسكرية صينية قيد الإنشاء وقاعدة أميركية تطلق طائرات بدون طيار على الصومال واليمن.. ووفقا لهذا الصدد، يعتقد المحللون أن كل هذه المنشآت العسكرية الخليجية ستصبح سمات دائمة في شرق إفريقيا.
أما في ما يخص الصومال، التي نصبت حكومتها المدنية الأولى بعد عقود من الفوضى والحروب، ضد الحركة الشبابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، فسنجد أن دول الخليج تلوح في الأفق.
وفى الوقت نفسه، ستفتتح تركيا قريبا قاعدة عسكرية خارجية بالعاصمة الصومالية مقديشو، ما حث «رشيد عبدي»، مدير مشروع القرن الإفريقي، بمجموعة الأزمات الدولية على الإشادة بمكانة الصومال، حيث قال: «لن تجد مكانا آخر أكثر استراتيجية للقوى العربية من الصومال، وهذا ما يفسر شدة اهتمام هذه القوى بالصومال».
أما إثيوبيا، التي خاضت حروبا ضد الصومال وإريتريا في السنوات العشرين الماضية، فإن أزمة الخليج الجارية تضيف حالة جديدة من عدم اليقين، فالبلاد تحتفظ بإحدى أقوى الميليشيات بالمنطقة، ولكنها تعتبر نفسها محاطة بالقواعد العسكرية الأجنبية، كما أنها كافحت للبقاء في وضع الحياد، خلال هذا النزاع.
copy short url   نسخ
04/09/2017
1645