+ A
A -
رؤية جديدة للأزمة، اختلقتها بعض الدول، لفرض حصار غير مبرر على قطر، ويعبر عن تلك الرؤية عالم الاجتماع البولندى «زيمونت بومان» على موقع «إي يو بوليتين» المعني بالشؤون الأوروبية، حيث يقول «بومان»: «يبدو أن مشكلة حصار قطر باتت تفرض نفسها على العالم أجمع، ولم يعد من الممكن تجاهلها».
ويتحدث «بومان» عما يسميه بـ«أوقات السيولة»، وهو مصطلح يشير إلى التغيير المستمر، الذي تتفكك فيه المؤسسات الاجتماعية بسرعة تفوق سرعة تكوين مؤسسات بديلة. ويؤدى ذلك إلى خلق حالة من عدم اليقين والاضطراب.

ويمضي قائلاً: إن هذا هو الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط التي تحفل بالتناقضات. وهذه المنطقة تتميز بالتحالفات قصيرة الأجل، التي يتم إبرامها تحت تأثير المخاوف، أكثر من تطابق المصالح والرؤى والاهتمامات. وهذه التحالفات السائلة تعمل في مناخ من الصراعات السائلة.
وأوضح مثال لهذه الحالة من السيولة في رأي عالم الاجتماع البولندي، هو الحصار الإقليمي المفروض على قطر. فعلى سبيل المثال نجد هذا الحصار، يؤدي إلى حالة من التقارب بين تركيا وإيران لدعم قطر رغم ما بينهما من تناقضات. ونفس الأمر ينطبق على تحالف السعودية والإمارات. فكل دولة منهما تساند طرفا مختلفا في ليبيا. تساند الإمارات «خليفة حفتر»، بينما لا تقتنع السعودية بحفتر وتفضل أن يبقى خارج اللعبة. ورغم ذلك اتحدت هذه الدول، من أجل فرض حصار على قطر. ورغم علاقاتها الوثيقة مع السعودية، لم تنضم باكستان إلى هذا التحالف حرصاً على مصالحها. ولم يكن هذا أول مواقفها، بل سبق ورفضت المشاركة في التحالف العربي ضد الحوثيين في 2015. وعلى ذلك، تدهورت العلاقات بين باكستان والسعودية، التي اعتبرتها غير جديرة بالتعاون الأمني، مما يمكن أن تكون له آثار جيوسياسية بعيدة المدى على المنطقة. وهناك أيضاً المغرب والجزائر، رغم ما بينهما من خلافات. لكنهما اتحدتا في رفض الحصار، كما سبق ورفضتا المشاركة في الحرب ضد الحوثيين في اليمن. وسعت كل منهما إلى مساعدة الأسواق القطرية بصادراتها. ودعمت السيولة بعض الأحداث العالمية كذلك، مثل تولي إدارة جديدة في البيت الأبيض رحب رئيسها في البداية بالحصار، ثم تراجع بعد أن أقنعه مساعدوه بخطأ مساندة حصار دولة حليفة، بما يمكن أن يضاعف من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. واختتم الكاتب: «حالة السيولة والتحالفات في الشرق الأوسط، يمكن أن تؤدي إلى تفتت المنطقة، لذا لا يمكن الاستمرار فيها أو تجاهلها بعد ذلك».
copy short url   نسخ
29/08/2017
721