+ A
A -
كتب- عوض الكباشي
إن الإنسان لقيمه وقيمته في الحياة أن يظل أبي النفس.. قوي الشكيمة.. رفيع ودمث الخلق.. لا تغتاله نفوس الضباع ليكون سبعاً يفترس تحت سماء غابات الظلم الأبرياء، لنا قدوة نقتدي بها نبراساً ورحمةً؛ إذ جاء من أنفسنا مدحه رب العزة من فوق سبع سماوات.. بقوله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم»؛ فأخذ منه الحياء كل مأخذ؛ إذ قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
أسفت لأن تتجاسر الأعين والشفاه تغولاً على الحق وغلظة، فتطاول بهم الحقد الأعمى على جسر نراه بني من أجل توطيد وتأصيل العلاقات بما يجمل الإنسان في نهجه الرياضي؛ فالرياضة جسر للمحبة فكم قربت من أعداء فألفت بينهم وكم من خصوم زاب جليد الخصام بينهم بدفء الرياضة. ولكن درج سفيه بين الناس أن يتطاول على صرح عظيم منتهكاً كل الأعراف والمثل ضارباً بالأخلاق عرض الحائط والشي من معدنه لا يستغرب ولا يثير الدهشة وهم بلا وفاء ولا عهود.
امتننا ولا امتنان بيننا نحن في قطر أن نهدي العالم أجمع عبر قنواتنا الرياضية البي إن سبورت شعارات السلام والتسامح لإيماننا بقضية الرياضة والرياضيين وسفيهنا هذا لا إيمان له ولا حياء يستر عورته
فسلك نهج القراصنة جهاراً نهاراً بالتغول الفضائي والاسفيري وسرقة الحق الأدبي وحقوق الملكية لقنوات البين اسبورت.
وكم كنّا نمني النفس أن تكون السرقة للترويح، ومن أجل الحصار والخصومة، ولكنها للأسف الشديد أصبحت للتكسب الرخيص والربح، وها هي الآن تتحول لاستثمار!!
ليتهم افهمونا حوجتهم للمال، لكانت لنا اليد العليا وكانوا هم اليد السفلى وذلك نهج درجنا عليه متى ما أستحت الأخلاق.
وقد مات فيكم الضمير والخلق والشرف، فأصبحتم عهراً تنتاشه الأقلام.. فمستنقع العهر هو موطن وساقط أمثالكم.
توالت ردود الأفعال الرافضة بقوة للقناة التي سميت الشبح، بعد أن تم الإعلان عن انطلاق قنوات BEOUTQ المجانية، نعم هكذا جاء الإعلان عن بداية الانطلاقة للقنوات بالمجان!، الرفض جاء عنيفاً وقوياً وكان أهل الدار هم المبادرون والرافضون للسرقة والقرصنة، وجاءت تعليقات رواد شبكة التواصل الاجتماعي والإخباري (تويتر) الأقوى، عبر خالد بن منير ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏المختص في العلاقات العامة والإعلام وكاتب رأي السعودي والمهتم في السياسة والشأن العام عبر عن رفضه لما جاء في الإعلان وكتب على صفحته: «‎نحن أمام عملية غش وخداع وتضليل وعلى الجهات المختصة القيام بواجبها حمايةً للمواطنين وحفاظاً على سمعة بلادنا»، وعلق الكثير من الرافضين للخطوة، من جانبه اتفق الكابتن خالد السرحاني، لاعب فريق القادسية السابق، على منشور خالد بن منير قائلاً: «صدقت أخي خالد والأسوأ من ذلك من يسوق لها».
ليست مجانية تخيل تدفع فلوس ثم تتوقف لا يسبب من الأسباب»، ثم جاءت مشاركة أخرى رافضة لما يحدث من قرصنة وسرقة في وضح النهار من موسى المالكي الذي كتب منبهاً على موقف بي إن سبورت قائلاً: «وهل تعتقد أن بي إن سبورت سوف تقف موقف المتفرج، بل ستغير تردد بثها وتغلق باب السرقة وعلى كل من اشترك في هذا العرض متابعة سبيستون وطيور الجنة»، من الرباط اطلق عبدالله محمد الصالح‏ دكتوراه في التنمية الاقتصادية مؤسس تمام وكاتب في جريدة الجريدة اطلق تساؤلات مشروعة تتمثل في: «هيئة كبار العلماء، عشاق بي إن سبورت يسألون سماحتكم.. ما حكم سرقة بث قناة بي إن سبورت؟ هل تقطع يده!، وكتب أيضاً: «كيف تدعون الناس للإسلام! وأنتم تسرقون حقوق الآخرين.. علانية وتجيزونها! أليس الأولى تطبيق الإسلام على أنفسنا!، وكتب أيضاً: «أجبروا شعوبهم على كره قطر.. بزرع الأكاذيب! وسيجبرون شعوبهم على حب قطر.. بعد الصلح، دول الحصار.. تسلب مواطنيها حق التفكير والقرار!»، بالأرقام قال نادر عتيق‏ إن بي إن سبورتس أفضل وكتب: «قيمة الرسيفر 320 وقيمة الإنترنت السريع 6 شهور مفتوح بـ600 ريال؛ قيمة رسيفر بي ان 260 وقيمة اشتراك 6 شهور بـ570.. بي إن أرخص وأضمن للأمانة»، شاهد البوستر الخاص في الإعلان وأنت تعرف الكثير من التفاصيل المشوقة تخيلوا أن فواز الشريف هو صاحب الإعلان وهو يكتب أمام اسمه أنه وزير الأحلام- رئيس لجنة شباب الإعلام بالاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي- عضو تنفيذي في الاتحاد العربي للثقافة الرياضية رئيس تحرير مجلة خليجي- خادم لوطني.
لكن جاء سؤال محمد أبوعوف لفواز صادماً وهو يكتب له قائلاً: «أخ فواز هل هذا الرسيفر نظامي، هل يتوافق مع قوانين الفيفا بعدم اختراق بث المباريات الحصرية!!»، وهو سؤال من الصعوبة الإجابة عليه!!
الإعلامي ماجد الخليفي رئيس تحرير صحيفة استاد الدوحة غرد وهو يرد على منير قائلاً: «عينة بسيطة من الإعلام المرتزق اللي يطبل للسرقة، ولا يعلم أنه يقزم الأعلام»، كلمات الخليفي وجدت قبولاً كبيراً وعلق عليها محمد المنصوري وهو معد برامج في قنوات BEINSPORTS ومدير المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي بالنادي العربي القطري وعلق قائلاً: يا ريت على هؤلاء هناك المزيد من الذين فضلوا بيع ذممهم والدخول في سلة المهملات.. آخرهم من كان خلوقاً حمزة إدريس».
«فضيحة» حادثة القرصنة ومحاولة الالتفاف على حقوق بث «بي إن سبورت» الشرعية بالترويج المنظم من كبار الإعلاميين، يجعل الرياضيين في حالة سخرية وسخط واسعة في أوساط الشارع الشبابي الرياضي السعودي الذي يعيش حالة من الإحباط، في ظل قرار السلطات السعودية حجب قنوات «بي إن سبورت» ومعاقبة كل من يقوم بتشغيلها بالمعاقبة، وحاول البعض إقناعهم بحل «السرقة» ويبدو أن القناة الشبح، كما اطلق عليها الكثيرون لن تكون هي الحل المرضي للشباب السعودي الذي يرغب في مشاهدات المباريات والفعاليات «بالحلال» كما غردوا.
copy short url   نسخ
28/08/2017
4763