+ A
A -
حتى تتمكن الولايات المتحدة من إدارة الأفول الروسي، فإنها تحتاج لتبني مقاربة من توازن القوى كفيلة بالحد من مخاطر التصعيد. فبالرغم من دخول العلاقات الأميركية الروسية مرحلة من الشدّ والجذب، منذ بداية وصول ترامب للبيت الأبيض، إلا أن هناك فرصة لتحسين هذه العلاقات مع مرور الوقت. وهنا أستطيع القول إن تفاؤلي الحذر هذا يعتمد على ثلاثة افتراضات:
الأول، أن الرئيس ترامب لا يزال مهتماً بالانخراط والتعاون مع روسيا، وعينه على احتواء وهزيمة التهديد الإرهابي، والتوصل إلى تسوية في سوريا وأوكرانيا، ومعالجة تحديات الانتشار النووي.
الثاني، أعتقد أن بوتين أصبح أكثر جدية بشأن التعاون مع الولايات المتحدة وأخذ في إظهار مؤشرات واضحة بشأن متطلباته، بعد أن كان الغموض والافتقار للجدية الذي يغلب على الموقف الروسي، يشكل العقبة الرئيسية في وجه تحقيق التعاون المطلوب.
وها هو صمود اتفاق تخفيض التصعيد في سوريا يدعم صحة هذا الافتراض.
الافتراض الثالث، باستطاعة إدارة ترامب الخروج باستراتيجية روسية متوازنة وقابلة للتطبيق كبديل للممارسات المتناقضة المثيرة الحالية، وخاصة التركيز على اتهامات روسيا بالتدخل والتلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
غير أن وجود هذه الاستراتيجية، يعتمد على توفر ثلاثة أمور:
أولاً، التحقق من صحة التدخل الروسي في انتخابات 2016، خاصة وأن هناك قلقا كبيرا تجاه وجود تواطؤ بين الروس والقائمين على حملة ترامب.
ومن شأن إجراء تحقيق شامل وضع النقاط على الحروف في هذه القضية المزعجة، ومساعدة صناع السياسة في واشنطن على استيعاب التكتيكات والقدرات الروسية وتطوير الطرق المناسبة لمواجهتها وإحباطها في المستقبل.
ثانياً، إرساء توازن قوى إقليمي وتطوير القدرة على المنافسة.
copy short url   نسخ
23/08/2017
859