+ A
A -
مدريد- الوطن- زينب بومديان
اهتمت الصحف الاسبانية الواسعة الانتشار بشكل كبير بما أسمته «مؤامرات دول الحصار» ضد قطر، ومحاولات النيل من استقرارها وشق صف الشعب القطري لزعزعة استقرار البلاد من الداخل، بالاضافة إلى العديد من المحاولات البائسة لتحسين صورة دول الحصار على الصعيد الإقليمي والدولي، لكنها فشلت كجميع المحاولات السابقة، وظهر للرأي العام الدولي تفاصيل الألاعيب الجديدة التي اتسمت بالسذاجة، منها إنشاء «غرفة عمليات خاصة» بدعوى خدمة القطريين المقيمين في السعودية، في حين أن هدفها الأساسي زعزعة استقرار قطر وشق الصف الداخلي بدعم إماراتي.
مؤامرة مكشوفة
نشر موقع تليفزيون «هايسبان تي في»، الاسباني بعنوان «السعودية تنشئ غرفة عمليات لمهاجمة قطر»، أن صحيفة «الرأي اليوم» العربية كشفت مؤخرا أن السعودية تخطط لإطلاق «غرفة عمليات خاصة» لمهاجمة قطر، وأن فكرة هذه الغرفة وإشارة البدء في تنفيذها وضعت تحت لافتة خادعة بعنوان «توفير خدمة للشعب القطري عموماً والحجاج القطريين بصفة خاصة ورجال الأعمال والأسر القطرية المقيمة في السعودية»، لكن هدفها الأساسي مهاجمة رموز الدولة في قطر بهدف إثارة الفتنة وزعزعة استقرار البلاد.
وأضافت الصحيفة، أن إنشاء تلك الغرفة هدفه إثارة البلبلة في قطر وشق وحدة الشعب القطري لتسهيل مهمة تفكيك المجتمع من الداخل، بعد أن فشلت كل محاولات محاصرة قطر وزعزعة استقرارها.
موازين القوى
ونشرت صحيفة «سان بروندون» الاسبانية بعنوان «الأزمة القطرية: لماذا قطعت المملكة العربية وحلفاؤها العلاقات فجأة مع جيرانها؟»، أن قطر عانت من محاولات هيمنة السعودية والامارات وما تبعتها من توترات خلال سنوات، وزادت حدة التوتر، بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، بقطع العلاقات مع قطر من جانب كل من «السعودية والامارات والبحرين ومصر»، وغلق الممرات البرية والجوية في محاولة لحصار الدوحة، ووصل الأمر إلى طرد القطريين المقيمين في دول الحصار، وطالبوا قطر بقطع العلاقات مع إيران وغلق قناة «الجزيرة» الاخبارية ووقف دعم الإرهاب، وهي الاتهامات التي نفتها قطر، كونها واحدة من الدول الكبرى في التحالفات المناوئة للإرهاب.
وأضافت الصحيفة، أن قطر الدولة الغنية والمتقدمة في المنطقة قدمت مساندات كبيرة لثورات الربيع العربي وللمقاومة الفلسطينية خلال السنوات الست الماضية، على عكس ما سعت إليه السعودية وحلفاؤها، وهو ما أثار النزاعات والضغائن ضد قطر، التي انحازت للشعوب العربية الساعية للتحرر، في حين سعدت دول الحصار لدعم الدكتاتوريات القديمة للعودة إلى سدة الحكم في الدول العربية وخاصة شمال إفريقيا، وزادت حدة الأزمة بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث قدم لشريكته «السعودية» الدعم الكامل، محدثا تغيراً في مراكز القوى الإقليمية، وشجع نظام البحرين على سحق المعارضة، مما أسفر عن مقتل خمسة محتجين في إحدى القرى، وإغلاق الصحيفة المستقلة الوحيدة في المملكة، ومازال الوضع في ظل هذه المستجدات غامضاً رغم تزايد الأصوات المرجحة لحل الأزمة في أقرب وقت عن طريق الحوار في استجابة للوساطات الكويتية والغربية.
مناورة مكشوفة
أما صحيفة «ليفنجارديا» الاسبانية، فنشرت بعنوان «شركة الخطوط الجوية السعودية تقول إنها لا تملك صلاحيات نقل الحجاج القطريين»، أن شركة الخطوط الجوية السعودية أعلنت أنه لا يمكن نقل الحجاج القطريين إلى مدينة مكة المكرمة لأنها لا تملك إذنا من السلطات القطرية بالهبوط في الدوحة ونقل الذين يرغبون في أداء فريضة الحج.
وقال مدير الشركة، ياسر صالح آل سعود، إن السعودية مازالت لم تتلق جوايا من قطر بمواعيد الرحلات في مطار حمد الدولي في الدوحة.
وأضافت الصحيفة، أن تصريحات المسؤولين بالسعودية تتضارب مع المرسوم الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مؤخرا، وظن الكثيرون أنه بداية لحل الأزمة، لكن ما هي إلا أيام وتبين أن الأمر لا يتعدى كونه مناورة أو خطوة في المكان لكسب الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي واظهار روح التسامح من جانب السعودية تجاه الشعب القطري، لكن الواقع أظهر التفافا متعمداً لعرقلة وصول الحجاج القطريين إلى السعودية، على عكس ما هو معلن.
copy short url   نسخ
23/08/2017
1450