+ A
A -
تحقيق- منصور المطلق
بين الموقف المعلن والواقع في المملكة العربية السعودية تناقضات كبيرة تطرح مخاوف مشروعة لدى حجاج بيت الله الحرام من دولة قطر، ولا ضمانات تطمئن، حيث إن خطاب الكراهية الذي تتبناه وسائل الإعلام السعودية تجعل من السفر إلى المملكة مغامرة نهايتها مجهولة وكل الاحتمالات على الطاولة.
الوطن ترصد ابرز المخاطر التي تهدد الحجاج من دولة قطر وتستند على تقارير وآراء مواطنين ومراقبين دوليين في هذه المسألة، بالنسبة للمواطنين يرون أن الواقع مغاير جداً عن المواقف الرسمية المبهمة رغم الترحيب الظاهر بالحجاج من دولة قطر، مشيرين إلى الاعتداءات على ممتلكات مواطنين كانوا في المملكة عندما فرض الحصار على دولة قطر، إضافة إلى الإساءات اللفظية التي تمس الرموز وكيان الدولة، بالرغم من اعتبارهم المسبق أن مثل هذه الإساءات لا تمثل الشعب السعودي الشقيق، إنما تفرض مخاوف مشروعة من التعرض لمثل هذه الإساءات لاسيما وأن العادة جرت أن يؤدي الفرد مناسك الحج مع أسرته من صغار وكبار. إضافة إلى غياب ممثل للجالية القطرية المتمثل في إغلاق القنصلية في مدينة جدة وفرض قيود على تنقل الحجاج.
خطاب الكراهية
وقد رصد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، المخاطر التي تهدد الحجاج القطريين بسبب «خطاب الكراهية التحريضي» الذي تتبناه وسائل إعلام سعودية، بحسب ما نقل «هيرست» عن مسؤولين حقوقيين. وفي تقريره على موقع ميدل إيست آي البريطاني، نقل هيرست عن مسؤولين في منظمات حقوق الإنسان الادِّعاءات الواردة في الإعلام السعودي بأنَّ قطر تدعم الإرهاب وتوجيه اتهامات غير معقولة تهدد امن المملكة يرقى إلى خطاب الكراهية، ويجعل الوضع صعبا بالفعل بالنسبة لحجاج دولة قطر، موضحاً أنه عندما يوجه الإعلام الرسمي في المملكة العربية السعودية جملة اتهامات إلى بلد معين، فكيف تتوقع أن تكون ردة فعل المجتمع السعودي العادي حيث ينصتون ويتابعون هذا الفجور في الخصومة وتوجيه الاتهامات التي لا يقبلها عقل.
هذا وقد نشرت الكثير من التقارير الدولية التي تبرر مخاوف الحجاج القطريين في ظل الظروف الحالية، وتتفق هذه المخاوف مع آراء الشارع القطري، ففي تحقيق سابق نشرته الوطن أكد مواطنون أن عوائق اداء مناسك الحج لهذا العام عديدة مثل التخوف من التعرض لاعتداءات شخصية وأن كانت لا تمثل المجتمع السعودي الشقيق ولكنها واردة نظراً للواقع الذي يرجح مثل هذه الحالات لاسيما وأن الإعلام في المملكة العربية السعودية يصر على اسلوب التحريض على المواطنين القطريين، وتدعم هذه المخاوف العديد من الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر تخريبا لممتلكات شخصية تتبع لمواطنين من دولة قطر وإساءات لفظية، موضحاً أن جميع هذه الأمور تحول دون أداء الحاج من دولة قطر سواء كان مواطنا أو مقيما لمناسك الحج لهذا العام. ومن عوائق أداء فريضة الحج هذا العام هو غياب القنصلية القطرية التي يلجأ لها المواطن في حال تعرضه لأي موقف، ومنع التعامل بالريال القطري وفرض شروط معينة على الحجاج،
وبسبب كل تلك المخاوف هناك نية لتأجيل اداء مناسك الحج استناداً إلى آيات في القرآن الكريم وفتاوى علماء في الشريعة الإسلامية السمحاء. وهناك من تساءل إن كانت ستقدم المملكة العربية السعودية على تقديم ضمامان للحجاج من دولة قطر بأن يؤدوا مناسكهم بسلام دون التعرض لهم حتى وإن كان بالإساءات اللفظية من بعض المواطنين السعوديين.
في البداية عدد محمد الحميدي مخاوفه العديدة وعوائق أداء مناسك الحج لهذا العام من وجهة نظره إلا وهي: التخوف من التعرض لاعتداءات شخصية وإن كانت برأيه لا تمثل المجتمع السعودي الشقيق، ولكنها واردة نظراً للواقع الذي يرجح مثل هذه الحالات لاسيما أن الإعلام في المملكة العربية السعودية يصر على أسلوب التحريض على المواطنين القطريين، إضافة إلى الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر تخريباً لممتلكات شخصية تتبع لمواطنين من دولة قطر وإساءات لفظية، موضحاً أن جميع هذه الأمور تحول دون أداء الحاج من دولة قطر سواء كان مواطناً أو مقيماً لمناسك الحج لهذا العام.
عوائق أمام الحجاج
وفي سياق متصل قال الحميدي أيضاً من عوائق أداء فريضة الحج هذا العام هو غياب القنصلية القطرية التي يلجأ لها المواطن في حال تعرضه لأي موقف، ومنع التعامل بالريال القطري وفرض شروط معينة على الحجاج، ففي السابق كان الحج عن طريق البر يوفر الكثير على الناس ويسهل أداء المناسك لأصحاب الدخل المحدودة، بينما اليوم لا يستطيع الجميع تحمل التكاليف المالية ومشقة السفر لاسيما أن الرحلة أصبحت طويلة جداً، نظراً لشروط المملكة التي تنص على ألا تكون الرحلة مباشرة من دولة قطر وهناك كبار سن يجدون مشقة في ذلك. من جانبه قال المواطن يوسف السادة يمكن أداء مناسك الحج للأفراد ممن يستطيعون تحمل مشقة الرحلة وتحسباً لأي طارئ يحدث هناك في ظل غياب قنصلية ترعى شؤون الحجاج من دولة قطر، وأضاف نشكر وزارة الحج السعودية ونحسن الظن في ترحيبهم لحجاج قطر وإن كانت هناك عوائق مثل منع التعامل بالريال وفرض شروط معينة على التنقل، مؤكداً أن الشعبين السعودي والقطري تجمعهما الكثير من الأشياء المشتركة مثل الدين والثقافة وقرابة النسب والدم، وقد يكون موسم الحج مبادرة صلح تغسل القلوب وتعود الأحوال، كما كانت عليه بالسابق، وقال مازلنا نأمل خيراً من الإخوان في المملكة العربية السعودية ونتمنى أن نرى تسهيلات أكثر للمواطنين حتى لا تفوتهم فريضة الحج لهذا العام.
من جانبه قال المهندس علي البوشريدة العذبة تناقضات إدعاء وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الترحيب بالحجاج من دولة قطر والواقع الذي يجد فيه الكثير من الراغبين في الحج معوقات كثيرة وعراقيل غير مبررة تدعو الكثيرين ممن عزموا على أداء مناسك الحج إلى إعادة النظر أو تأجيله، وأضاف نتيجة تخوفاتهم من الكثير من الأمور المتعلقة بالترتيبات والإقامة وطريقة السفر وغيرها من الأمور التي قد تمس سلامتهم خلال أداء الفريضة.
اعتداءات على الممتلكات
من جهته أكد نايف المير أن الواقع مغاير جداً لبيان وزارة الحج السعودية الذي كان جزءا كبيرا منه سياسياً رغم الترحيب الظاهر بالحجاج من دولة قطر، وأشار إلى الاعتداءات على ممتلكات مواطنين كانوا في المملكة عندما فرض الحصار على دولة قطر، إضافة إلى الإساءات اللفظية التي تمس الرموز وكيان الدولة، موضحا أنه لا يعتبر هذه الإساءات تمثل الشعب السعودي الشقيق، إنما تدعوهم إلى الخوف من التعرض لمثل هذه الإساءات لاسيما أن العادة جرت أن يؤدي الفرد مناسك الحج مع أسرته من صغار وكبار. وفي ذات السياق عدد المير عوائق أداء المناسك لهذا العام مثل إغلاق القنصلية في مدينة جدة وعدم التعامل بالريال القطري ومنع حجاج البر وفرض قيود على تنقل الحجاج مثل ضرورة أن تكون رحلة الحاج من الدوحة إلى الكويت أو بلد آخر ثم جدة ثم العودة بنفس الطريقة.
وقال السيد فرحان الحببي قطر بفضل الله ننعم بالأمن والأمان ورخاء المعيشة ومواطنوها قادرون على تأدية مناسك الحج على نفقتهم الخاصة، وأضاف نشكر المملكة على هذه المكرمة ولكن نحن لسنا بحاجتها وهناك من هم أولى منا من المجتمع السعودي، موضحاً أن الشيء الوحيد الذي يبحث عنه المواطن القطري هو الأمان وهذا لا يتحقق مع التحريض الإعلامي الذي تتبناه وسائل إعلام سعودية، متمنياً أن يتم إعادة النظر في هذا الموضوع ويتم التعامل مع الحجاج من دولة قطر سواء مواطنين أو مقيمين على الأسس الإسلامية السمحاء ولا يسيس الحج.
copy short url   نسخ
23/08/2017
1093