+ A
A -
قال عدد من أصحاب حملات الحج إن هناك صعوبة بالغة في التواصل مع الجانب السعودي، وتحديداً وزارة الحج والعمرة السعودية، والفنادق والجهات المعنية بخدمة الحجيج، مؤكدين أن الاتصال بات مقطوعاً تماماً مع تفاقم الأزمة، بالرغم من قرار خادم الحرمين الشريفين بالسماح للمواطنين القطريين بالقدوم للحج عبر منفذ سلوى البري، دون السفر على الخطوط الجوية القطرية.
وأضاف أصحاب الحملات لـ«الوطن» أن القرار الأخير من الجانب السعودي لم يغير شيئا واقعياً، ولم يسهل الحج بالنسبة للقطريين، إذ اعتاد القطريون على أداء مناسك الحج من قبل البعثة الرسمية والحملات المعتمدة لدى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، بينما الوضع الحالي أجبر المواطنين على اختيار لم يألفه المواطنون أو المقيمون.
في البداية يقول السيد إبراهيم الإبراهيم صاحب حملة «التقوى» إن الحج هذا العام محفوف بالغموض، حيث أن الحملات كانت تستقبل قبل فرض الحصار الجائر على قطر وقطع العلاقات وغلق الحدود، طلبات المسجلين والمقبولين لدى وزارة الأوقاف، علماً بأن عدد المتقدمين للحج هذا العام، كان قد وصل إلى 22 ألفا بين مواطنين ومقيمين.
وأوضح الابراهيم أن الحاج القطري الذي كان يرغب في أداء مناسك الحج هذا العام، لن يجد هناك سفارة قطرية ترعى شؤونه، ولا توجد بالطبع بعثة رسمية من قبل الدولة، وبلا شك حملات الحج لن تصل إلى هناك بدون استخراج لتصاريح الحج، من قبل الجهات المعنية في السعودية.
وقال إن أبرز العراقيل التي واجهت سير الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، هو تخوفهم من حدوث أمر ما يتعلق بأمنهم، حيث لا توجد أية جهات رسمية قطرية تتمكن من متابعة سير الحج ومتابعة حجيج قطر، وقال «كيف يتصرف المواطن القطري إذا فقد جواز سفره أو بطاقته أو حدث له مكروه أو وقعت حالات وفاة لا قدر الله؟»، مشيراً إلى أن دور بعثة الحج القطرية يتمثل في رعاية الحجاج، وتوفير كل سبل راحتهم وأمنهم، وتأمين مسكنهم وخيامهم، كما تشرف على علاج المرضى وكبار السن، لاسيما التنسيق مع الجهات المعنية في المملكة لتأمين الإسعافات في حالة الحوادث. وأوضح أن حملة التقوى كانت تعتزم تسيير 80 حاجا تقريباً لأداء مناسك الحج، لكن العراقيل التي تشهدها من الجانب السعودي تحول دون ذلك.
أما السيد محمد فرج جمعان باجيده صاحب حملة «التوحيد» فقد أكد أن كل الادعاءات التي أوردتها وسائل الإعلام السعودية بوجود حجاج قطريين وطائرات خاصة لنقلهم عارية تماما من الصحة، موضحاً أن الجانب السعودي تعمد إقصاء القطريين عن أداء الحج هذا العام، على خلفية الأزمة السياسية القائمة.
وقال باجيده لـ«الوطن»: الحملة ردت المبالغ التي دفعها الحجيج بعد تفاقم الأزمة، بسبب عدم وجود سفارة قطرية في المملكة، لأنها المنوطة بإصدار التصاريح للمواطنين وأيضاً التأشيرات للمقيمين.
وأوضح باجيده أن معظم الحملات كانت قد تراجعت عن تسيير الحج بسبب الموقف السعودي، الذي يحول دون وصول الراغبين في الحج من قطر، سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين.
وقال حسن الهاجري صاحب حملة «الهاجري» إنه لم يتمكن من إصدار تصاريح للحجيج من قبل وزارة الحج والعمرة السعودية، كما أنه لا توجد سفارة قطرية في المملكة، الأمر الذي يمنع المقيمين من الحصول على تأشيرات، لاسيما عدم وجود بعثة قطرية هذا العام.
وأضاف الهاجري أن القرار السعودي بشأن الحج لم يغير الواقع، حيث ظلت المعوقات أمام حملات الحج كما هي، ولا توجد أية استجابات من قبل الجانب السعودي، لذلك هناك استحالة لتوجه حملات الحج إلى السعودية هذا العام.
وفي السياق ذاته يقول السيد أشرف شاهين مدير حملة «القدس» إن الحملة قد أبلغت الحجيج عن أسفها واعتذرت بصورة رسمية عن عدم التسيير هذا العام، مشيراً إلى أنها ردت كافة المبالغ التي دفعها الحجيج، الذين تم اختيارهم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بحسب حصة قطر في الحج هذا العام، وهي 1200 حاج، وأكد أن نسبة 80% من المسجلين لدى الحملة كانوا من المواطنين.
وأضاف مدير حملة القدس أن قرار خادم الحرمين وضع الحملات في موقف صعب، مشيراً إلى أنه ولو كانت السعودية سمحت للحجيج ونقلهم بالطرق التقليدية والرسمية القطرية، لن تتمكن الحملات من التنسيق مع الجانب السعودي، في ظل قطع الاتصال نهائياً من هناك، حيث لا يوجد أي تواصل وتنسيق منذ فرض الحصار، وبالتالي لا تستطع الحملات عودة التنسيق وإجراءه على أفضل نحو، علماً بإن الوقت لا يسعف الحملات للتأكد من ذلك التنسيق.
أما حملة «البيان» فيقول السيد يحيى أبو ندى وهو مديرها «إن الحملة اعتذرت للحجاج على متن رحلتها لأداء فريضة الحج هذا العام، بعد قطع العلاقات والتواصل مع الجهات المعنية السعودية، حيث لم تلق الحملة أية ترحيب أو تنسيق من الجانب السعودي، فضلاً عن تفاقم الأزمة وغلق الحدود».
وأضاف أبو ندى أن العمرة أيضاً متوقفة لدى الحملة، وهناك غموض بشأن المقيمين، فمن أراد منهم الحج أو العمرة لن يجد أية وسيلة تنقله إلى هناك، إلا أن يخرج إلى بلد آخر ومنه إلى السعودية، وهو الخيار الأثقل على كاهله، وبالرغم من وجوده لن يتمكن من الحصول على تأشيرة من السفارة القطرية هناك، لأنها غير موجودة.
copy short url   نسخ
19/08/2017
1800