+ A
A -
إساءة وبهتان.. قذف للأعراض.. شتائم واتهامات يندى لها الجبين.. حصار بري بحري وجوي تبعه طرد لمواطنيها دون أي اعتبار إنساني.. عدوان منسق انطلق بهجوم إعلامي غير مسبوق في التاريخ العربي تجاه دولة قطر.
بين طرفة عين وانتباهتها أصبحت قطر إرهابية قطر خائنة.. قطر تريد تدمير الدول العربية.. قطر الشيطان الذي يجب أن يُرجم.. قطر الإخوان.. قطر إسرائيل.. قطر إيران.. قطر الحوثي.. قطر سبب كل ابتلاء على وجه المعمورة.
اطردوا قطر من مجلس التعاون.. صبرنا عليكم طوال 22 سنة.. ما نبيكم.. انتوا لحال ونحن لحال.. يجب سحب كأس العالم وتغيير النظام.
بين ليلة وضحاها انقلب الحال وأصبح الإخوة أعداء واختفت أواصر القربى بعد أن سقطت الأخلاق.. فكان السؤال: أين هي وحدة المصير والمصالح المشتركة؟.. أين مجلس التعاون الذي كنا نتغنى به طوال ثلاثة عقود وأكثر؟
قال تعالى: «وعسى أَن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم».. ذلك الإفك وما تبعه من خطايا تعرضت له ولم تتمناه قطر، لكنه أصبح خيراً لم تكن تتوقعه، فبه اليوم استطاعت قياس مدى مرونة مؤسساتها بالتعامل مع ظروف وتبعات الحصار داخلياً وخارجياً.
الحصار كان فرصة لمعرفة فاعلية الدبلوماسية القطرية التي أسسها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووزير خارجيته الأسبق سعادة الشيخ جاسم بن جبر، وسار عليها أمير قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيته سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن في التأثير بالقرار الدولي لخدمة قضاياها.
الحصار أعاد اكتشاف قطر من جديد وبشكل إيجابي على جميع الأصعدة سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وفنياً واقتصادياً؛ ‏فشاهدنا الإبداع ينبع من العقول القطرية في كيفية التأقلم مع الخيارات المتوفرة والبحث عن بدائل اقتصادية جديدة بعد أن أغلقت المصادر التي كانت تأتي عبر دول الحصار.
أثبتت قطر خلال هذا الحصار أنه لا يجب أن تكون بلداً كبيراً حتى تبهر العالم بعطائك؛ فقد قدمت لنا القيادة القطرية بمعاونة الشعب القطري تجربة حقيقية تثبت أن النجاح في الأزمات لا يحتاج لمساحات أو تعداد سكاني كبير، بل الأساس للنجاح هو الإرادة المخلصة والصادقة للإنجاز.
قطر في هذه الأزمة علت بكعبها بعد أن احترفت سياسة ضبط النفس وتحويل كل الاتهامات والأخطاء التي انطلقت من دول الحصار لصالحها شعبياً ورسمياً عربياً ودولياً وهو ما فرض التعاطف معها رغم محاولات إعلام الحصار إظهار عكس ذلك.
‏قطر لم تخسر إلا في هاشتاقات وأوسام الجيش الإلكتروني المستخدم من بعض دول الحصار، قطر لم تهزم إلا عبر إعلام دول الحصار البعيد عن المهنية الإعلامية.. قطر لم تتعثر إلا في أحلام بعض مستشاري دول الحصار الذين يرتزقون على إطالة مدة الأزمة.. قطر لم تسقط إلا من عيون بعض الحاسدين من دول الحصار الذين عجزوا عن مجاراتها.
الزبدة..
«قطر تنتصر بالحق»
copy short url   نسخ
19/08/2017
1916