+ A
A -
نالت المنتجات المحلية إعجاب المستهلكين، بعد نجاحها في اختبار الأسواق منذ بداية الحصار الجائر المفروض على قطر، وغلق المنفذ البري والمجالات الجوية للدول المحاصرة، ووقف أشكال التبادل التجاري، الذي أدى بطبيعة الحال لتكبد التجار والشركات في تلك الدول خسائر مادية كبيرة، وكانت الحكومة الرشيدة قد بدأت تنفيذ الخطط البديلة بصورة فورية، وفتح الخطوط التجارية مع دول صديقة وتعدد مصادر الاستيراد الجوي والبحري عن طريق ميناء حمد، كما حرصت الحكومة بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على تشجيع ودعم الاقتصاد الوطني، وخلق بيئة تنافسية بين المنتجين الوطنيين تصب في صالح المستهلكين، المواطنين والمقيمين، وتحقق عوائد وفوائد كبيرة على الاقتصاد القطري، وهو ما انعكس جلياً على نشاط السوق المحلية خلال نيف وسبعين يوماً، منذ فرض الحصار.
الوطن رصدت حالة الأسواق وحركة البيع والشراء في الأسواق، واستطلعت آراء المستهلكين في ما يخص جودة وتنوع المنتجات الوطنية الصناعية، والسلع الغذائية أيضاً، ولامست من خلال جولة ميدانية حالة الانتعاش التجاري، وأظهرت الكثير من جوانب التنافس بين التجار والمصنعين المحليين، والإقبال الاستهلاكي أيضاً على السلع المستوردة من البلدان الصديقة، التي حلت بديلاً قوياً عن المواد الغذائية المصنعة خليجياً.
وقد كشفت جولة الوطن عن انتعاش حركة البيع والشراء للملابس والمنتجات الزراعية والمواد الغذائية المحلية والمستوردة، وذلك لطرح العديد من العروض الترويجية وإطلاق الكثير من التنزيلات والتخفيضات على بضائع مختلفة، تشمل الملابس والأغذية، ما أدى لإنعاش الأسواق والمراكز التجارية في المجمعات الكبرى.
أما المنتج القطري، فقد رصدت جولة الوطن إقبال المواطنين والمقيمين على المنتجات المصنعة عن طريق الشركات والمصانع والمزارع في قطر، والتي تحمل شعار «منتج قطري»، حيث يوجد الشعار على عشرات المنتجات في مختلف الأقسام داخل المجمعات الاستهلاكية، وكشفت آراء المستهلكين عن إعجابهم بالمواد الغذائية المصنعة محلياً، مؤكدين رغبتهم في استمرار ضخ المزيد من المنتجات والعلامات التجارية الوطنية في الأسواق، نظراً لجودتها التي تضاهي كبرى العلامات التجارية في مجال الأغذية على مستوى العالم.
عروض ترويجية
قال محمد أحمد الدرويش: «إن الحصار الجائر على قطر رفع الروح المعنوية والتنافسية لدى التجار والمستثمرين الوطنيين، وأنا كمستهلك أرى أن جميع المصنوعات والمواد الغذائية متوفرة في الأسواق، وتعدد المصادر والعلامات التجارية وفر خيارات متنوعة أمام المستهلكين، وهو لب التنافسية وتشجيع المنتجين والمستثمرين، الذي وجهت به الحكومة الرشيدة، بفضل توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني».
وأضاف الدرويش لـ الوطن: إن الحملات التفتيشية المستمرة التي تدشنها وزارة الاقتصاد والتجارة؛ لضمان حقوق المستهلك، جيدة جداً في ظل هذا الانفتاح التجاري، وجذب المواد والغذائية والمصنوعات من بلدان مختلفة حول العالم، موضحاً أن التخفيضات والتنزيلات التي تطلقها المحال التجارية في المجمعات إنما هي حقيقية تماماً وتجتذب الكثيرين.
وأوضح الدرويش أن مراقبة السوق والمعروضات خلال التنزيلات والتخفيضات ضرورة، لفرز وتفنيد البضائع كالملابس الجاهزة، مقترحاً وضع الأسعار قبل وبعد التخفيض على فاتورة الشراء، وأكد ضرورة عرض البضائع ذات الجودة العالية، حتى ولم تخفض أسعارها بنسبة كبيرة، فالمهم أولاً وأخيراً جودة البضائع.
أما خالد سعيد محمد فقال لـ الوطن: «أنا من المهتمين جداً بمتابعة التنزيلات التي تعلن عنها المحلات وخاصة إذا كان منتجاً وطنياً، وقد عزز الحصار الجائر على قطر الطاقة التشجيعية للصناعات المحلية، وأصبح التجار اليوم يتنافسون لطرح منتجاتهم بالأسعار والجودة المناسبتين».
وبالنسبة إلى الحملات التي تدشنها «حماية المستهلك» بوزارة الاقتصاد والتجارة، فعلق سعيد قائلاً: «إنه من الضروري الإعلان بشكل واضح عن تلك الحملات التي تستهدف حفظ حقوق المستهلك والتاجر معاً، وتحافظ على إيقاع حركة البيع والشراء بصورة آمنة ومضمونة».
وأشار خالد إلى إلزام جميع المحلات بإصدار فاتورة الشراء باللغة العربية، من قبل «الاقتصاد والتجارة»، مؤكداً أن القرار صائب، وساعد الكثيرين الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية بمراجعة الفاتورة عند عملية الشراء، ولهذا يجب على الوزارة ترويج الحملة بشكل افضل من ذلك ليتعرف عليها الجميع ويعرف المستهلك حقه في عملية الشراء عند التخفيضات أو التنزيلات، التي تستقطب آلاف المستهلكين يومياً إلى المتاجر والمجمعات.
في السياق ذاته، قال حمزة أحمد: إن التنزيلات والتخفيضات حقيقة، خاصة إذا كانت البضائع «صناعة وطنية»، موضحاً أن هناك مبالغة في وضع نسبة التخفيضات؛ حيث تصل في بعض المحلات إلى 70%.
أما عن مراجعة للفاتورة خلال الشراء فقال: «أنا شخصياً لا أقوم بذلك أبداً».
الملابس النسائية
«أنا جداً مهووسة بالتخفيضات خاصة في ما يخص النساء من مستحضرات تجميل أو ملابس، وأعتقد أن هناك مصداقية في التخفيضات الخاصة بالنساء، حيث تصل إلى 60%».. هكذا قالت سارة يوسف لـ الوطن.
وأضافت سارة: أما عن التخفيضات خلال فترة الحصار فهي منتعشة، واستطاعت أن تجتذب الكثير من الراغبين في انتقاء واقتناص الملابس بأسعار مميزة، خاصة أن الأسواق اعتمرت بالمنتج المحلي ولهذا نجد أن تنزيلات كثيرة بالنسبة للنساء حقيقة.
وأكدت سارة يوسف أن وزارة الاقتصاد تعمل دائماً على مراقبة الفاتورة لحماية المستهلك، فهذا جيد، ويجب عمل حملة إعلانية من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية؛ لاطلاع المستهلكين.
التنزيلات الموسمية
وقال عثمان خليل عثمان: «أفضل اقتناء الملابس والتبضع خلال التنزيلات الموسمية، حيث تعلن الكثير من المتاجر تخفيض الأسعار وتصبح مناسبة للجميع، كما توفر فرصاً حقيقية لشراء الملابس الشتوية أو الصيفية بأسعار مذهلة».
وأضاف خليل: إن الحصار الجائر على قطر انعكس بإيجابية على الأسواق؛ حيث تعلن المجمعات الاستهلاكية ومحلات الملابس بشكل يومي تقريباً عن التنزيلات والعروض، وهو بدوره ما يجعل دورة تخزين الملابس أقصر في مخازن المحلات، ومن ثم يجد الزبون ما يحتاجه وبالجودة المناسبة وبالأسعار المخفضة.
«الوطني» يربح
وقال ياسر ياسين النور لـ الوطن: إن الحصار أعطى لكثير من التجار القوة في تصنيع وإنتاج منتجات بجودة عالية تنافسية، وقيامهم بطرح تلك المنتجات وبأسعار مخفضة وإطلاق العروض والتنزيلات من حين لآخر، أكد قوة الاقتصاد المحلي والقائمين عليه، وقدرتهم على التحكم في الأسعار وتحقيق التوازن المطلوب.
التفتيش الدوري
وقال محمد الشامي: إن أغلب البضائع المعروضة الآن في الأسواق محلية الصنع، مضيفاً أن التنزلات والتخفيضات على أسعار الملابس في المجمعات والمتاجر الكبرى حراك تجاري إيجابي، خاصة في ظل الحصار الجائر المفروض على قطر.
ورحب الشامي بدور وزارة الاقتصاد والتجارة، مشيداً بإطلاقها للحملات التسويقية وتثبت الأسعار خلال المرحلة الحالية، ومنع التلاعب في الأسعار، والحفاظ على جودة السلع والمعروضات.
copy short url   نسخ
19/08/2017
1725