+ A
A -
لأن جزيرة «الريتويت»، تعاني إفلاسا فكريا، وللأسف أخلاقيا أيضا، فإن الكذب والافتراء، وقلب الحق إلى باطل، والتنكر للمعروف، أصبح واحدا من سمات إعلامها الرسمي.
ذلك الإعلام، تفتق ذهن القائمين عليه، وبالأصح أذهان موجهيه، ومن يصدرون له الأوامر بالإساءة لدولة قطر، سواء من الداخل أو من الخارج، عن احتيال و«فنكوش» جديد، ببث مقطع صوتي، لمكالمة بين معالي رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والمعارض البحريني، علي سلمان، وصفته بأنه يتضمن ما أطلقت عليه مؤامرة لقلب نظام الحكم في البحرين.
ولا نعرف كيف سمحت لهذا الإعلام ومديريه وموجهيه أنفسهم بأن يصفوا الاتصال بما وصفوه به، اللهم إلا إذا أرجعنا الأمر كله إلى قلة الخجل! فالاتصال لم يتضمن كلمة واحدة يفهم منها التحريض أو التآمر.
من المهم أن نؤكد أولا أن معالي الشيخ حمد بن جاسم أكبر من ادعاءاتهم وتفاهاتهم، وأفلامهم الهابطة، وأكاذيبهم المخجلة، وأن تاريخه الدبلوماسي، يشهد العالم بنقائه، وقدراته الفذة على رأب الصراع ونزع فتيل التوتر، في حالات كثيرة، تدخل فيها ممثلا لقطر، الكبيرة والعصية على أن ينال منها إعلام مأمور ومتآمر، ويتلقى من خارج حدوده الأوامر.
فقط نريد أن نذكر جزيرة «الريتويت» بأنه في عام 2011، ولأن قطر تحظى بثقة الجميع، طلب منها التدخل لنزع فتيل الأزمة التي قامت بين الحكومة البحرينية، والمعارضة آنذاك، في حضور ملك البحرين، ووزير الخارجية السعودي الراحل، الأمير سعود الفيصل رحمه الله.
وبالطبع فإن المكالمة «المجتزأة»، كانت في سياق تلك الوساطة وجهود الخير القطرية، التي تلقت عليها دولة قطر، ومعالي الشيخ حمد بن جاسم، الشكر من وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، وهو شكر مازالت تحتفظ به تسجيلات «يوتيوب»، كما أن مراحل التفاوض موثقة ومسجلة، وتحتفظ بها جميع أطراف الأزمة.
ولأننا على قناعة تامة، بأن من سمحوا لأنفسهم بالتدليس والاجتزاء، وتحويل وساطة الخير المشكورة، إلى وسيلة للإساءة والاتهام الباطل، لا ترتقي أخلاقياتهم إلى مرحلة المناقشة، وحوار الأدلة والبراهين، فإننا نود أن نذكر الرأي العام، الذي لم تنطلِ عليه أكاذيب إعلام «الريتويت»، سواء في البحرين، أو في بقية دول المنطقة، ببيان الشكر المتلفز، الذي قدمته البحرين، على لسان وزير خارجيتها لقطر، تقديرا لحسها الوطني وجهدها الأمني، الذي أسفر عن توقيف خلية إجرامية، تجاوزت الحدود البرية، وقامت بتسليمها إلى الأمن البحريني، وتأكيده على دور قطر ومعالي الشيخ حمد بن جاسم الإيجابي دائما تجاه البحرين.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن، والذي نوجهه فقط لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: هل يتسق أن دولة تتآمر وتحرض، كما يدعي إعلام الكذب، أن يقوم أمنها بتوقيف خلية، كانت ستعمل ضد الدولة التي يفترض، حسب زيفهم التافه، أنها تتآمر عليها؟!.
من المهم أيضا، أن نردد السؤال الذي وجهته جمعية الوفاق البحرينية- بالمناسبة رئيسها كان يجلس على مائدة الحوار والتفاوض مع الحكومة البحرينية من قبل– لماذا لم تقوموا ببث كامل المكالمة بدلا من هذا الاجتزاء المضلل؟!.
إننا نعرف أن الإعلام البحريني يعرف أن بلاده التابعة، تبحث عن دور في الأزمة، وتتلقى الأوامر، ولا تملك إلا التنفيذ، ونعرف أيضا أنهم يعرفون أن قطر ورجالها وقياداتها، على مر العصور، أكبر من أكاذيبهم، وأسمى من ادعاءاتهم، وأن أحدا لا يصدق «المفبكرين» والقراصنة، وأنهم سيواصلون الهبوط، لأنهم لا يخجلون ولا يستحون.. وإن لم تستح فافعل ما شئت.
copy short url   نسخ
18/08/2017
4664