+ A
A -
كتب- جليل العبودي
توقفت طويلاً إزاء التصرفات «الخرقاء» لدى البعض في الوسط الرياضي الخليجي الذي دس أنف الرياضة بالسياسة بلا وجه حق أو مبرر، واستعدت مواقفهم الضحلة إزاء الرياضة القطرية، واللجوء إلى المقاطعة أو عدم اللعب أو إلغاء بطولات خليجية كونها تقام في الدوحة، والهجوم الظالم للتقليل من الشموخ القطري في الجانب الرياضي الذي يسير متوازناً مع النجاحات الاخرى المتحققة في شتى المفاصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتفاف الشعب حول قيادته.
ولم أجد اكثر من أن أشفق على هؤلاء الذين يتخذون مواقف ليست بقناعتهم بل استجابة لما يطلبه «معزبهم»، وأن الايام الاخيرة شهدت بعض السلوكيات المضحكة، والتي يمكن ان تترتب عليها عقوبات وغرامات اذا ما سلكت الاطراف المتضررة الطرق القانونية في المطالبة بحقوقها وما نتج عنها من اضرار مالية، لاسيما في جانب البطولات التي ألغيت، ومن بينها ما اقدمت عليه التنظيمية الخليجية التي ألغت البطولات الخليجية، وكأن من يشارك فيها اعداء بينهم خصومات ازلية، متناسين ان الرياضة في مفهومها الحقيقي تقرب بين الشعوب وتزرع البسمة وتوجد المحبة، الا في قاموسهم فهي على النقيض من ذلك!
ان ذلك لم يكن فقط في البطولات أو اللقاءات الرياضية بل حتى في التعامل الاعلامي الذي يفترض ان يكون محايدا لاسيما عندما يكون في بطولات عالمية، حيث حدثت مواقف كشفت ضعف اصحابها، ومنها التغاضي عن مشاركة ابطال قطر في بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت مؤخرا في لندن وكيف ان صوت المعلق يختفي مع ظهور ابن قطر، بل يغوص هذا المعلق أو ذاك في الوحل ويدفن رأسه بالرمال عندما يكون الانجاز وهذا ما شهدناه مع انجاز بطلنا العالمي برشم الذي حصد ذهبية العالم لقطر والعرب، فكانت قفزته سهما اخترق احشاء الحاقدين ومزقت قلوبهم المرتجفة.
وشتان ما بين الثرى والثرية وما بين الصادق والكذاب والواثق والمهزوز، حيث ان قطر اعلنت بحكم كونها بلد المقر لاتحاد كأس الخليج العربي عن تواصل استعداداتها لإجراء القرعة لخليجي 23 المزمع اقامتها في الدوحة اواخر العالم الحالي وان قرعتها ستجري في 25 من سبتمبر، وهذا جاء على لسان امين عام الاتحاد جاسم الرميحي الذي أكد ان كل الأمور الاستعدادية تسير وفق ما هو مخطط له، وهذا على النقيض مما اقدمت عليه التنظمية الخليجية التي ألغت كل بطولات الكرة الطائرة، وهو يكشف عن الثقة القطرية بقدراتها وخطواتها وثبات يدها وعلى العكس من الايادي المرتجفة التي لا تعرف تثبت موعد بطولات رسمية معلنة سابقا.
انها الثقة يا سادة في بلد السيادة قطر، وهي ثقة الواثق بالنفس والتي هي مطلبٌ يُمكِّن الأفراد من الوصول لكثيرٍ من الأمور في حياتهم، ويساعد على تحقيق الأهداف والغايات التي يتطلّعون إليها، فهي تعني قدرات الإنسان وإمكاناته في الحياة، وقدراته على تجاوز الصّعاب؛ فإذا فقد الإنسان ثقته لنفسه فإنّه لن يَستطيع أن يُحقّق الإنجازات والأحلام التي يطمح إليها، ولن يَستطيع أن يُغيّر من نفسه وحياته نحو الأفضل، فتصوروا أين سيقودهم سلوكهم «الاهوج» وقراراتهم المرتبكة؟
copy short url   نسخ
18/08/2017
1949