+ A
A -
باريس- خديجة بركاس
استنكر سياسيون فرنسيون إصرار دول الحصار على التصعيد ضد قطر، وانتهاج أسلوب التحريض والتآمر والتمسك بالمراوغة وقلب الحقائق وإطلاق الأكاذيب لتركيع قطر وإجبارها على القبول بالتبعية السياسية والتفريط في السيادة الوطنية التي هي حق لكل الدول كما هي حق لقطر، مطالبين بسرعة التدخل الحازم لوقف ما أسموه «العبث بأمن الخليج»، خاصة أن انكشاف المزيد من الألاعيب والمؤامرات الإماراتية ضد قطر والتي كشفتها الصحف الأميركية مؤخراً تشير إلى مزيد من التعقيد وليس الحل، مطالبين السعودية بمراجعة حساباتها السياسية والتخلي عن قيادة التحالف المهزوم منذ البداية واتخاذ موضع القائد الحقيقي للحفاظ على تماسك مجلس التعاون الخليجي وبحث الخلافات عن طريق الحوار والتوصل إلى حلول عقلانية ومنطقية.
ألاعيب صغار
وقال فينست بون، عضو المكتب الرئاسي لحزب الجمهوريون الفرنسي لـ الوطن، إن دول الحصار تمارس سياسة خطيرة ضد قطر ومنطقة الخليج بالكامل، تخلو من المنطق والهدف المعقول، وكأنها ألاعيب صغار لاستعراض العضلات، وذلك وفق التعبير «الضمني» الذي أعلنه أطراف الوساطة الغربية «أميركا، وفرنسا، وألمانيا» ومؤخرا تركيا وروسيا، الجميع يرون أن ما يحدث في المنطقة لا علاقة له بالسياسة ولا بأي شيء إلا أحقاد وضغائن من حكام أبوظبي ضد قطر، لأن الأخيرة تفوقت في كل شيء بشكل فاق قدرات جيرانها، فتكاتفوا وتحالفوا لتدمير المتفوق لا من أجل اللحاق به ومواكبته، وقد لاحظنا من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عقب عودته من جولة الوساطة الخليجية تقديره للموقف القطري وجهود الوساطة الكويتية، وأكد أيضا في مناسبات عدة أن دول الحصار ليس لديهم أسباب واضحة وحقيقية لهذا الصراع إلا «الهزل» أو استمرار مسلسل التهور الذي أوشك أن يدمرهم، فلا هم نجحوا في اليمن ولا نجحوا في تأمين منطقة الخليج، وأخيرا يسعون بكل إصرار لتدمير تماسك المنطقة، لأسباب لا يعلمها أحد حتى الآن لكن الظاهر هو الحقد والغيرة من قطر ليس أكثر.
الحوار
وأشارت بريجيت فرانسوا، الأمين المساعد للجنة الاتصال الخارجي بالحزب الاشتراكي، إلى أن ما قدمته قطر من جهود لمحاربة الإرهاب حتى الآن يؤكد كذب ادعاءات دول الحصار في بداية الأزمة، والقائمة أو المبادئ التي أعلنوها مؤخرا وتحتوي على أسماء شخصيات اتهمتهم بالإرهاب أيضا لا توجد مشكلة بخصوصها بالنسبة لقطر، إذن الأزمة بالكامل يمكن حلها بشكل كامل بالحوار بين جميع الأطراف وجها لوجه، وتهرب دول الحصار من الحوار يعني أنهم غير جادين في أي شيء يخص السلام في المنطقة أو مكافحة الإرهاب ووقف تمويله، وأن أهدافهم هي النيل من قطر وتدبير المكائد وتنفيذ المؤامرات وترويج الأكاذيب فقط.
موقف قوي
وأكد داني دي فينس، عضو اللجنة القانونية والتشريعية بالجمعية الوطنية الفرنسية «البرلمان»، أن سير الحكومة القطرية في طريق التعويضات والمطالبة برفع الحصار الجوي بالطرق القانونية ودفع المجتمع الدولي للتدخل أمر ضروري، خاصة أن موقفها قوي ومدعوم من المنظمات الأممية ذات الاختصاص، كون ما مارسته دول الحصار ضد الدوحة «جريمة» مكتملة الأركان وسوف ينتهي الأمر بالتأكيد لصالح قطر، ولن يكون أمام دول الحصار إلا التراجع «مجبرين» عن كل هذه الممارسات غير المسؤولة، ومن متابعتنا الدقيقة للوضع فنحن على يقين أن قطر سوف تنتصر ويحصل كل مواطن فيها على حقه، مادامت الحكومة القطرية تسير وراء هذه الغاية بكل إصرار كما ترى، وأيضا الوقت يكشف للعالم كل يوم خفايا النوايا ضد قطر، والصحف الأميركية أثارت العديد من الفضائح لمسؤولين أميركيين وإماراتيين وهو ما دعم موقف قطر «قانونياً وجماهيرياً» وقلب السحر على الساحر، وأصبحت الدوحة في موقف القوي وأصبح الخصوم مدانين أمام الرأي العام الدولي قبل القانون، لذلك فإن السبيل الوحيد أمامهم الآن هو الحوار خاصة أن حصارهم فشل ومؤامراتهم افتضحت والتصعيد أصبح أمرا مرفوضا دولياً وبالتالي مستحيل، وقريبا سيعلنون خضوعهم للحوار غير المشروط بعد إنهاء الحصار المفروض على قطر لقرابة الشهرين.
copy short url   نسخ
30/07/2017
1391