+ A
A -
أعرب إعلاميون مغاربة عن استيائهم من استمرار وسائل الإعلام التابعة لدول الحصار في ترويج الأكاذيب وفبركة الأخبار بشكل فج ضد قطر بالمخالفة لمواثيق شرف المهنة الدولية والعربية ويسيء للمهنة والعاملين بها، مطالبين بمحاسبة دولية للمخالفين وإلزامهم باحترام أخلاقيات المهنة وقوانينها، ومؤكدين على أن حرية الإعلام مكفولة لكن وفق ضوابط وأصول لا يجب أبدا الخروج عنها تملقا للحكام واقتياد بوسائل الإعلام القطرية التي نجحت بامتياز في تغطيتها خلال الأزمة.
خطايا إعلامية
وقال الكاتب الصحفي سعيد بن شاكر، مدير قطاع الأخبار بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية سابقا، أن وسائل إعلام الحصار تصر منذ بداية الأزمة على ممارسة كل ما عرفه تاريخ الإعلام من خطايا وانحرافات ونهى عنه ميثاق شرف المهنة والقوانين المنظمة للإعلام حول العالم دون خجل، حتى وصفنا الغرب بـ«منطقة صناعة الأكاذيب» وهو ما يحتم علينا نحن الصحفيين العرب الوقوف ضد هذا الابتذال من خلال جميع الاتحادات والكيانات النقابية والمؤسسات المعنية بالعمل الإعلامي لوضع حد لهذا الهزل والتدني في مستوى الإعلام حفاظا على ما تبقى لنا من سمعة مهنية أمام العالم، كما نطالب بتفعيل التشريعات المنظمة للعمل الإعلامي في الوطن العربي وأدوات الرقابة على الإعلام لوقف هذه المهازل ومحاسبة المبتذلون ومروجي الأكاذيب لحماية الوعي العربي من العبث، فما نشهده الآن من ترويج للأكاذيب وتزييف للحقائق يؤكد أننا أصبحنا أمام أزمة حقيقية يجب أن ننتفض جميعا لوضع حد لها.
الوجه المكشوف
وأضاف محمد الخوري، أستاذ الصحافة بمعهد الاتصال – الإعلام- بالرباط، أن دول الحصار بعد أن فشلت في غلق «الجزيرة» لإسكات الحقيقة، لجأت إلى سياسة ترويج الأكاذيب لتشويه الحقيقة وصرف الجماهير عنها، فأصبح المواطن العربي لا يعلم من يصدق، الإعلام القطري المهني أن سيل الأكاذيب الذي يحاصره، والغريب في الأمر أن وسائل إعلام دول الحصار وصلت إلى مرحلة «الوجه المكشوف» فيكذبون دون حياء ويتمادون في الكذب والتسريب ودس الأخبار وفبركة التصريحات وزرع الفتن بين الناس والحكومات والدول، فأشعلوا الصراعات وتسببوا في أزمات غير مسبوقة ثم يدعون بعد كل هذا أن «الجزيرة» تمارس الكذب!، نحن أمام أزمة حقيقية وعلينا جميعا الوقوف معاً للتوصل إلى حلول، وإعادة ضبط بوصلة الإعلام العربي، وبالتأكيد لن يكون ذلك عن طريق المؤسسات والكيانات العربية، فالاجتماع الوحيد لوزراء الإعلام العرب الذي انعقد مؤخرا جاء لبحث «كوارث» الإعلام العربي فلم يرى المجتمعون أي أزمة في الواقع الإعلامي العربي إلا «الجزيرة» والعاملين بها، وانتهى الاجتماع كالعادة إلى لا شيء، لذلك لا ننتظر من هؤلاء أي حل، بل الحل يجب أن يكون من خلال الصحفيين العرب ووسائل الإعلام العربية المحترمة، يجب أن نتوحد ضد الأكاذيب وأن يوضحها للرأي العام، وتكشف مثل هذه الوقاحات الإعلامية للناس ولهم حرية الاختيار بعد ذلك.
دور تضليلي
أما لحبيب حميش، المخرج الأول بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، فيؤكد على أن نجاح «الجزيرة» ووسائل الإعلام القطرية وإشادة العالم بها ثم كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤخرا وإشادته برقي الشعب القطري، وأخلاقهم التي بدت واضحة للعالم خلال الأزمة، أصابت الخصوم بالجنون، فزادوا من أكاذيبهم وتلفيقهم، وانطلقت لجانهم الإلكترونية التابعة لصحفهم وقنواتهم لبث القاذورات الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي في صورة غير مسبوقة في تاريخ العالم، شوهت صورة الإعلام العربي لدرجة أن مركز «الرأي العام» للدراسات الإعلامية في باريس ذكر في تقرير صادر له الأربعاء أن الإعلام السعودي والإماراتي والمصري أصبح يمارس دور «تضليلي» فج يخالف جميع المعايير المتعارف عليها للإعلام، وينتهك جميع القوانين «دولية ومحلية» بالمنظمة للعمل الإعلامي بشكل يؤكد على أن الوعي لدى جماهير وسائل الإعلام هذه قد تم تدميره دون رقيب أو حسيب، لذلك نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية والمؤسسات المعنية بالعمل إعلامي التدخل الفوري لتنظيم العمل الإعلامي وضبطه للحفاظ عليه وسيلة لتنوير الشعوب وليس سلاحا في يد الحكومات والأنظمة الحاكمة.
copy short url   نسخ
30/07/2017
1500