+ A
A -
قال السياسي الأردني البارز عضو مجلس النواب الأسبق المهندس علي أبو السكر أن دولة قطر قادرة على الصمود في وجه الحصار لفترة أطول مما كان يعتقد البعض وأن الشعب القطري سطر أروع المثل في الالتفاف حول قيادته ووطنه. وأضاف أبو السكر القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في حديث لـ «الوطن» أن قناة الجزيرة استطاعت أن تنهض بالوعي العربي في فترة كانت تسيطر على الفضاءات العربية ووسائل الإعلام جهات حكومية عملت على تغيير الواقع من خلال ادواتها الإعلامية.
واعتبر أبو السكر بأن القيادة في قطر تدرك تماما مآلات الحصار وتعلم مسبقا أن كل ما جرى يستهدف المواقف القطرية خاصة وأن المطالب لم تكن منطقية منذ البداية وأن الهدف من وضعها هو رفضها بالاساس.
وبين أبو السكر أن قطر وكل العقلاء في الوطن العربي مازالوا ينادون بحل سلمي للأزمة الخليجية وأن التصعيد السياسي ومزيدا من الاجراءات الاحادية من جانب دول المقاطعة لن تسهم في حل الأزمة معتبرا أن طاولة الحوار هي فقط القادرة على طي هذه الصفحة.
وأشاد أبو السكر بالاجراءات القطرية التي عملت عليها القيادة مؤكدا أن قطر باستطاعتها الصمود طويلا وليس كما يعتقد الكثيرون وأن قطر تمتلك أدوات تمكنها من الصمود والتقدم والمزيد من العطاء.
واعتبر أن رصيد قطر من المحبة والاحترام عند الشعوب العربية ومختلف القادة في الدول الكبرى كافٍ لتسير بخطى ثابته دون أن تتأثر بأي إجراءات سواء كانت قبل الرد أو بعده.
واشار إلى أن سر قوة قطر هو ما تمتلكه من أدوات جاءت نتائج مواقفها المشرفة مع الدول والشعوب العربية التي ساندتها ووقفت إلى جانبها في كل المحن والاوقات حتى أصبحت قطر رمزا لنصرة المظلوم والانتصار للحق والعروبة والإسلام في كل اقطار الارض.
وحول المطلب بإغلاق قناة الجزيرة أشار أبو السكر أنه قد يكون مقبولا انتقاد بعض وسائل الاعلام وهو حق للجميع أما المطالبة بإغلاقها فهو امر غير مسبوق وغير مقبول في ذات الوقت معتبرا أنها محاولات لإسكات صوت الحق.
وأضاف أن انحياز قناة الجزيرة للشعوب العربية ولنبضها خلال فترة الربيع العربي وما تبعها من انقلابات على ارادة الشعوب أزعج الكثيرين في المنطقة والعالم لما مثلته من حرية الرأي والتعبير ووفرت منبرا حرا للرأي الاخر الذي بقي طي الكتمان لعقود طويلة.
وأشار إلى أن الجزيرة استطاعت أن تغير المشهد الاعلامي وتفرض واقعا جديدا عنوانه الرأي الآخر والشعوب العربية وكانت بحق منبر من لا منبر له وصدحت في كل اصقاع الارض حتى اصبحت معرفا مهما للإعلام العربي في كل دول العالم.
وأضاف أبو السكر أن قبل عصر الجزيرة كانت الحكومات تسيطر على وسائل الاعلام وخاصة المرئية منها وكان كل ما يبث على معظم هذه القنوات يمر عبر موافقة الاجهزة الأمنية والحكومات في هذه الدول قبل أن تظهر الجزيرة وتخلق واقعا جديدا عنوانه رأي الشعوب والمستضعفين والخبر بدون حذف أو اضافات.
وشدد على أن الجزيرة استطاعت أن تدخل بيوت كل العرب وتكرس نفسها فضاء رحبا يتسع إلى كل الآراء مهما كانت، مشيرا إلى أن الجزيرة كرست هذا النهج خلال فترة الربيع العربي في كل الدول العربية حين هدرت أصواتها عبر شاشات الجزيرة.
وأشار إلى أن هناك شعورا لدى عمومم الشعوب العربية والطبقات المثقفة بأن ما يحدث في الخليج العربي ما هو الا استهداف للدور الرئيس الذي لعبته دولة قطر في الوقوف إلى جانب المستضعفين.
وشدد على أن وقوف قطر إلى جانب المقاومة الإسلامية في وجه العدوان العربي كان عاملا حاسما في استهداف قطر معتبرا أن هذه الهجمة ليست الأولى التي تستهدف قطر الدولة والموقف.
واعتبر أبو السكر أن هذه المطالب جاءت بشكل تعجيزي بهدف عدم قبولها والانتقال إلى مراحل متقدمة من الحصار والمقاطعة مشيرا بأن دولة قطر تعرف ذلك ومن خلفها الشعوب العربية محذرا في الوقت ذاته من مخططات تستهدف الأمة العربية عبر بوابة الخلافات العربية العربية.
وشدد على أنه من المحزن أن يصل حال العرب والأشقاء في الخليج العربي إلى هذا الحد من الخلاف معتبرا أن وحدة الدم والدين والتاريخ والجغرافيا كان يجب أن تقف حائلا أمام هذا النوع من التصعيد الذي يضر بمصالح عموم العرب والمسلمين.
وأوضح أن قطر كانت على الدوام نصيرة للشعوب العربية والإسلامية ولها مواقف مشرفة في مشارق الارض ومغاربها وأنها وقفت إلى جانب أمتها بكل إخلاص ما أكسبتها محبة مئات الملايين وما موقف الشعوب العربية الآن تجاه الأزمة إلا جزء يسير مما قدمته قطر لهذه الشعوب.
واعتبر أبو السكر أن في مختلف الاقطار العربية والإسلامية هناك ايادٍ بيضاء لقطر من خلال مؤسساتها الخيرية المشهود لها وأن أي محاولات للتشوية في صورة قطر مرفوضة ومكشوفة ومذمومه ولن تمر على الشعوب العربية التي اصبحت أكثر وعيا اليوم من أي وقت مضى.
وبين أبو السكر أن أي شروط تعجيزية لا يمكن القبول بها خاصة وإذا كانت هذه الشروط تمس في سيادة الدولة وهو الامر الذي لا تقبل به قطر وترفضه جملة وتفصيلا في حين رفضتها كل الدول الحرة والمنظمات الدولية التي اعتبرها تعديا صارخا على السيادة.
وبين أن الشروط التي تقدمت بها دول الحصار لا يمكن القبول بها لانها تدخل من باب التعجيز السياسي وأن الجواب واضح على عدد كبير من النقاط فيها مبينا أن أي دولة لها سيادة لا تقبل بهذه الشروط وأن قطر وبالرغم من أنها منسجمة مع محيطها العربي الا أنها لا تقبل التنازل عن سيادتها.
وشدد أبو السكر أن أي دولة حرة في العالم لا يمكن أن تتنازل عن سيادتها تحت أي ظرف من الظروف مشيرا إلى أن ما تم الحديث عنه من شروط تدخل في باب التنازل عن السيادة الوطنية وتقديم تنازلات لا يقبل بها عاقل.
وأكد أن الجواب القطري الذي رفض هذه المطالب لم يغلق باب الحوار ولم يحرق كل السفن وترك الباب مواربا ومفتوحا وجاء جوابها ناضجا يحترم سيادة بلده وفي ذات الوقت يحترم أدبيات الحوار والدبلوماسية وأواصر العروبة.
وبين أن المتتبع يرى أن قطر تدير هذه الأزمة بحكمة ونضوج سياسي لأبعد حد وأنها في حين ترفض المطالب والتدخل بسيادتها تؤكد على أهمية حل هذه الأزمة بالدبلوماسية والحوار والابتعاد عن لغة التصعيد والتهديد مشددا على ضرورة ان تعمل كل الدول بهذا النهج لتجاوز هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد الوحدة العربية.
واعتبر أن لهذه الأزمة ارتدادت خطيرة على الوطن العربي مؤكدا أن اثارها قد تظهر في ملفات أخرى منها القضية الفلسطينية والازمة السورية وأن على العرب أن يلتقطوا أن هذه الأزمة تستهدف الوحدة العربية والوطن العربية والقضايا المصيرية.
copy short url   نسخ
27/07/2017
1710