+ A
A -
بقلـــم - فهــــد العمـــادي
عندما تكون وزيرا للخارجية فهذا يعني أنه يجب أن تكون شخصا مؤهلا، تتحلى بالأمانة والمصداقية واللباقة والدبلوماسية، وتمثل بلدك خير تمثيل، وإذا أردت أن تدافع عن وطنك فعليك أن تتسلح بالصدق والإثباتات والبراهين والأدلة الدامغة حتى تكون محل ثقة، وتجيد فن الإقناع والحوار والطرح لا أن تكون كذاباً أشراً، نافخا للكير محرضا ومشوها لسمعة الآخرين وتفتقد لأبسط قواعد العمل الدبلوماسي والسياسي متناسيا قوله عليه الصلاة والسلام:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
لقد فوجئنا وصُدمنا كما فوجئ العالم أجمع بوزير خارجية السعودية عادل الجبير الذي يعتبر مثالا للكذب والدجل في كل تصريحاته ومؤتمراته وتنقلاته من اجل تشويه سمعة قطر أمام العالم، ففي بداية تسلمه حقيبة الخارجية السعودية توسمنا خيرا به كونه شخصا مثقفا يجيد عددا من اللغات، وبدأ بداية مقنعة نوعا ما، ولكن سرعان ما سقط القناع عن وجهه مع أزمة حصار قطر وما قبلها مع بدء الحملات الإعلامية المغرضة والدنيئة فأصبح همازا مشاء بنميم ومناعا للخير ومعتديا أثيما.
وقال يحيى بن كثير: يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة، والنميمة من انواع السحر، لأنها تشارك السحر في التفريق بين الناس وتغيير قلوب المتحابين وتلقيح الشرور.
لقد أثبت الجبير انه شخص لا يتحلى بأي مصداقية في عمله فهو للوشاية عنوان ولعل منذ بدء الأزمة وهو يسعى إلى تشويه سمعة قطر بدءا من تهم الإرهاب المزيفة وصولا إلى اختلاقه قصة وهمية أن قطر منحت السعودي عبدالعزيز المقرن الجنسية القطرية، ولصق عملياته الإرهابية بقطر مع العلم أن هذا الشخص لم يدخل قطر أبدا وهذه الاتهامات العارية من الصحة تؤكد انه شخص غير سوي في عمله، ومن المعيب حقا أن يكون وزير خارجية دولة كبيرة بحجم السعودية بهذا الكم من الكذب والسقوط الأخلاقي، لاسيما وانه يضع نفسه في مواقف محرجة وأمام الغرب عندما وجه له وزير خارجية بلجيكا صفعة حين قال ‏‏: لدينا أدلة أن تمويل العمليات الإرهابية ببروكسل بمارس 2016 جاء من السعودية ونريد توضيحا حول ذلك.
الجبير يعلم تماما أن المملكة ودول الحصار عموما ملطخة أيديها بدعم الإرهاب بشكل غير مسبوق، وانه عندما يتهم قطر بالإرهاب لكي يصرف النظر عن بلاده فإنه يراهن على حصان خاسر لأن الجميع يعرف أن علاقة السعودية بالإرهاب وثيقة، وهذا معروف لدى اغلب دول العالم.. فقد وصل الجبير إلى حد أن لا أحد يهتم بما يقوله، فقد سقط في اكاذيب المؤامرة واصبح يلفق معهم فبركات الاعلام وتحول من وزير خارجية إلى بوق كاذب واضعا بشت الحقيقة والدبلوماسية مرتديا جلباب الافتراءات.
لقد تطاول الجبير كثيرا وتمادى في اساءاته وتشويه سمعة دولة شقيقة وجارة كانت حتى قبل الأزمة عضدا وداعمة للمملكة، والجبير يعرف ذلك جيدا الا انه يصر على افتراءاته وأكاذيبه والا يفهم ويستوعب أن العالم أجمع يعلم بتدليسه، فكيف لهم أن يثقوا فيما يقوله مستقبلا وأي ثقة تلك التي سيستعيدها أمام نظرائه في دول العالم وأمام شعبه كذلك؟ وهذا ليس بمستغرب خصوصا انه يعكس دبلوماسية وسياسة دولته التي ضربت بعرض الحائط كل الأعراف والأخلاقيات بحصار قطر وشعبها!
copy short url   نسخ
26/07/2017
1842