+ A
A -
عمان- الوطن- سليمان قبيلات- دخلت الحكومة الأردنية في أزمة عقب قبولها مغادرة حارس سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمان، الذي قتل أردنيين اثنين يوم الأحد الماضي، وسط اتهامات لها بالتفريط بالسيادة الوطنية.
واشتعل غضب الأردنيين لدى تسريب مكالمة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو مع الحارس القاتل، حين أكد له أنه سيعود إلى «إسرائيل» التي لها «تجارب سابقة» مع الأردن في مثل هذه الحالات، فضلا عن استقباله له وتربيته على كتفه مناديا إياه بـ«قاتل الأردنيين».
وتأتي هذه التداعيات لتفاقم أوضاع الحكومة تأزما عقب إصدار حكم مدى الحياة سجنا على الجندي الأردني «معارك التوايهة» الذي قتل ثلاثة جنود أميركيين في نوفمبر الماضي، عند بوابة قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الجفر الصحراوية، إذ صرح متحدث عسكري أردني في حينه بأن الجندي التوايهة طبق قواعد الاشتباك لدى اطلاقه النار على الأميركيين.
وأثار الحكم على التوايهة غضبا شعبيا فاقمه قبول مغادرة القاتل الإسرائيلي.
وطالب رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الحكومة بتقديم تقرير مفصل حول حادثة السفارة الإسرائيلية.
وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص في بيت عزاء الفتى محمد الجواودة (17 عاما)، الذي قتل الأحد هو ومواطنه الطبيب بشار حمارنة إثر خلاف مع دبلوماسي إسرائيلي يعمل في سفارة الاحتلال بعمان.
حمل المشيعون الجثمان وساروا به من بيت العزاء في منطقة الوحدات إلى مقبرة «أم الحيران» القريبة وسط هتافات بينها «الموت لإسرائيل» و«بالروح بالدم نفديك يا شهيد».
وعقب دفنه انطلق المشيعون في تظاهرة من المقبرة إلى شوارع الوحدات، وسط هتافات بينها «طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع» و«عالقدس رايحين شهداء بالملايين».
ومن المقرر ان يشيع جثمان الطبيب حمارنة إلى مثواه الأخير اليوم الخميس.
وانتشرت قوات الدرك ومكافحة الشغب أمس بكثافة في محيط سفارة إسرائيل بمنطقة الرابية تحسبا لتظاهرات غاضبة يدعو لها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. من جانبه، قال سامي الجواودة وهو عم الفتى محمد خلال التشييع إن «هذا عرس وطني للأردنيين ونتشرف بأن محمد شهيد للأقصى».
وأفاد مصدر حكومي أردني فرانس برس أن عمّان سمحت للدبلوماسي الإسرائيلي الذي قتل الأردنيين بالمغادرة إلى إسرائيل بعد استجوابه والتوصل مع حكومته إلى «تفاهمات حول الأقصى».
وأشار وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى أن «حادثة السفارة الإسرائيلية قضية جرمية ويتم التعامل معها وفق القانون المحلي والدولي، ولا نقايض بدماء أبنائنا وأنه لا توجد صفقات أو تفاوض حول القضية وهي الآن أمام الادعاء العام». وقال إن «تعاملنا مع الحادثة وفق الأسس القانونية».
copy short url   نسخ
26/07/2017
2051