+ A
A -
أكد موقع «سيتس أيه أم» البريطاني، أن حصار أربع دول خليجية لقطر يهدد بقوة اقتصاد منطقة مجلس التعاون الخليجي بأسرها، ويضع مركزها المالي والتجاري تحت التهديد، كما يرفع حدة التوقعات السلبية، بشأن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، التي نتجت عن تلك الخطوة غير محسوبة العواقب، وينذر بحدوث انخفاض أكبر في أسعار النفط، مطالباً دول الحصار الأربعة برفع حالة التأهب الاقتصادية القصوى استعداداً للسيناريو الأسوأ، إذا بقي الحال على ما هو عليه.
وقال المحلل السياسي والاقتصادي «تيموثي آش»، خبير الأصول والأسواق الناشئة في مؤسسة «بلو باي» العالمية في مقال له بالموقع: «قطعت عدة دول بما فيها السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع قطر متهمة إياها بمزاعم عن دعم الإرهاب، كما قطعت العلاقات الدبلوماسية، وأغلقت وصلات النقل، وأوقفت الصادرات، وأكد التصعيد المتواجد في الفترة الحالية بين هذه الدول وقطر وجود مزيج غير مستقر ومسمم يتفاعل حالياً في منطقة الخليج والشرق الأوسط».
وأضاف: «الازمة الخليجية ربما تكون لها آثار إقليمية واقتصادية أوسع بكثير، وقد تكون مجرد تحذير أولي من أن المخاطر الجيوسياسية قد تتحول إلى واقع في أي وقت، ويمكن أن تتكرر بسهولة مع ارتفاع وتيرة نبرة الانتقام».
وأكد المحلل السياسي والاقتصادي، أنه مما نراه يبدو أن الأزمة بين قطر ونظرائها في مجلس التعاون الخليجي قد تمتد لعدة أسابيع أخرى، إن لم تكن عدة أشهر. مضيفاً: «هذا الحال يصب سلباً في كفة دول الأزمة بكل تأكيد».
واستطرد: «في جزء من هذا الحصار، يبدو أن موازين القوى الجيوسياسية في المنطقة تشهد اختلالا من قبل الوريث السعودي الجديد للعرش محمد بن سلمان، الذي يتوق إلى تأكيد سلطته في المملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع، بعد نتائجه المختلطة في حرب اليمن. والمنافسات المتكررة وانتشار الغيرة في المنطقة، بشكل لا يبشر بالخير بالنسبة للسلام والاستقرار الإقليميين».
واضاف «أعتقد أن الدعم التركي أمر بالغ الأهمية، لأنه يسمح لدولة قطر بتفادي أي انتقاد حول أنها تسير وراء إيران».
وقال «قد تطبق المزيد من العقوبات من السعودية وآخرين على قطر، ولكن بالنظر إلى ميزانيتها القوية، فإن الدوحة تبدو في وضع جيد وتستطيع تحمل الحصار لفترة طويلة من الزمن».
أما الآثار الأوسع نطاقا فهي أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات في جميع أنحاء الخليج، ويضعف دول مجلس التعاون الخليجي، وربما يلقي الضوء -مرة أخرى- على ربط العملات في جميع أنحاء المنطقة بالدولار الأميركي، ومدى التأثيرات السلبية، التي قد تقع على دول الحصار بسبب ذلك.
وقال «آش»: «انفراجة الأزمة تظل حجر الزاوية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وكلما طال أمد هذه الأزمة سنتوقع أسعار نفط أقل»... وشدد الكاتب على أن الحفاظ على وحدة منظمة الأوبك أصبح «أكثر صعوبة»، وربما ينتقص من احتمالات خفض الإنتاج ويحتفظ بالضغط الهبوطي على أسعار النفط.
copy short url   نسخ
26/07/2017
2908