+ A
A -
واشنطن- وكالات- كشفت صحيفة واشنطن بوست عن وجود جهازين لعلاج السرطان يحتوي كل منهما على مادة «كوبالت- 60» المشعة، التي يمكن إنتاج «قنبلة قذرة» منها بالموصل، ولم يعثر عليهما تنظيم داعش طوال فترة سيطرته عليها.
وقالت إنه ومنذ اليوم الأول لسيطرة تنظيم داعش على الموصل وقع تحت سيطرة التنظيم منجم كبير من الأسلحة والمعدات والأموال التي لم تقع بيد أي من التنظيمات «الإرهابية» من قبل، مثل المركبات العسكرية والمدنية ومئات الملايين من العملات الصعبة والقواعد العسكرية الممتلئة بالمدافع والبنادق، والقنابل، والصواريخ وحتى الدبابات، لكن السلاح الذي كان أكثر تخويفاً للغرب بالمدينة آنذاك ولم يستخدمه أي تنظيم غير حكومي من قبل هما جهازا المواد المشعة اللذان يمكن تصنيع قنابل قذرة منهما.
كان الجهازان مخبأين بأحد أبنية جامعة الموصل، وبداخلهما بالطبع مادة «الكوبالت- 60»، وهي مادة معدنية تتميز بمستويات من الإشعاع العالي القاتل. وللاستفادة من الكوبالت في علاج السرطان يتم إدخاله في الجهاز الإشعاعي، ويُغلف تغليفاً كثيفاً لجعل الإشعاع عند المستوى الذي يقتل خلايا السرطان ولا يقتل البشر.
وفي يد التنظيمات مثل تنظيم داعش يمكن أن تكون الكوبالت-60 المادة الرئيسية لإنتاج قنبلة قذرة، وهي سلاح يُستخدم لنشر الإشعاعات القاتلة والخوف. وكانت أجهزة الاستخبارات الغربية على علم بوجود الجهازين، وأصبحت تراقب بقلق خلال السنوات الثلاث الماضية أي إشارات على محاولات تنظيم داعش للاستفادة منهما.
وزادت هذه المخاوف أواخر 2014 عندما تفاخر قادة التنظيم بأنهم حصلوا على مواد مشعة، وبداية العام الماضي عندما استولى مقاتلو التنظيم على معامل بالمبنى نفسه، الذي كان الجهازان داخله بهدف محاولة تصنيع أسلحة في المعامل الجامعية.
وفي واشنطن، كتب خبراء نوويون مستقلون أوراقاً علمية حول فعالية الكوبالت ومدى الضرر الذي يمكن أن ينتج عنه، لكن تفاصيل ما احتوته هذه الأوراق تم التكتم عليها حتى لا يعلم تنظيم داعش ما يوجد لديه إذا كان لا يعلم ذلك حتى تلك اللحظة.
ولم يعلم القادة العسكريون العراقيون الخطر الذي كان محدقاً بالجميع إلا بعد نهاية المعارك الشرسة والطويلة، ومن مبنى لمبنى، وشاهدوا جهازي الكوبالت، وكان ذلك في يناير بالموصل الشرقية.
ظل الجهازان بمكانهما الذي تُركا به عام 2014، لم تلمسهما أيدي التنظيم. وقال أحد مسؤولي وزارة الصحة العراقية وهو يتنفس الصعداء آنذاك: «لا يتمتعون بالوعي الكافي لمعرفة فائدة الجهازين لهم».
وقالت الصحيفة إن السبب وراء فشل تنظيم داعش في الاستفادة من كنز الكوبالت غير واضح، ونقلت عن مسؤولين وخبراء نوويين أميركيين قولهم ربما يكون السبب هو الخوف الواقعي والعملي للتنظيم من خطر تفكيك الجهازين وإطلاق أشعتهما القاتلة على مسؤوليه ومقاتليه.
copy short url   نسخ
24/07/2017
1896