+ A
A -
عواصم - وكالات- سويت أحياء في غرب مدينة الموصل العراقية بالأرض وامتلأت المباني التي مازالت قائمة بثقوب ناتجة عن القصف وطلقات الرصاص بعد تسعة شهور من القتال الشرس بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وبعد أسبوعين تقريباً من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحقيق النصر في المدينة قالت قوات الشرطة الاتحادية أمس إنها لاتزال تطهر المدينة القديمة من المتفجرات والألغام وتبحث عن المتشددين الباقين.
وقال العقيد عماد خلف عبدالله: «خلال الأسبوع الماضي باشرت جميع وحدات الشرطة الاتحادية بناء على أوامر صادرة من قيادة الشرطة الاتحادية بتفتيش المناطق وتطهيرها من العبوات الناسفة وكذلك إذا كان هناك بعض الدواعش الذين كانوا يختبئون في السراديب أو في الحفر».
ومع استعادة القوات الحكومية مدينة الموصل بدأ المئات يعودون لتفقد منازلهم في الجانب الغربي المدمر بالمدينة لإنقاذ ما بقي من ممتلكاتهم أو البحث عن مكان جديد للإقامة.
لكن الكثير منهم يترددون في العودة بسبب نقص الخدمات الأساسية.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن آلاف الأسر تحتاج لمساعدات غذائية عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
بموازاة ذلك ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن العراق وإيران وقعا اتفاقاً، أمس، لزيادة التعاون العسكري ومحاربة «الإرهاب والتطرف»؛ مما سيثير على الأرجح المخاوف في واشنطن.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ونظيره العراقي عرفان الحيالي وقعا مذكرة تفاهم تشمل أيضاً أمن الحدود والدعم اللوجيستي والتدريبي.
وأضافت، بعد توقيع الاتفاق في طهران،: «ومن جملة المحاور التي تم التفاهم بشأنها تطوير التعاون وتبادل التجارب في محاربة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود والدعم التدريبي واللوجيستي والتقني والعسكري».
في غضون ذلك نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً قالت فيه إن عدد القتلى المدنيين بالموصل الغربية يُقدر بعشرات الآلاف، وإنه من بين أكثر حصارات المدن بتاريخ العالم قتلى، ووصفت صمت العالم تجاه ذلك بأنه مخجل.
وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها بالموصل باتريك كوبيرن: إن عدد القتلى المدنيين بالموصل كارثي ولم يحصل على اهتمام السياسيين ولا الصحفيين بالعالم مثلما حصل مع قتل المدنيين في حلب السورية جراء القصف الروسي والسوري الذي قوبل بغضب عارم.
ونقل كوبيرن، عن وزير المالية العراقي السابق، هوشيار زيباري، تقديره لعدد القتلى المدنيين بالموصل الغربية بـ 40 ألفاً، قائلاً إن الناس مستغربون من كبر هذا العدد.
وحاول المراسل تفسير ذلك بحجم النيران التي استخدمتها القوات العراقية، خاصة الشرطة الاتحادية غير الجيدة التدريب والتي يغلب عليها الطابع الطائفي، بالإضافة إلى غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وقال إن منطق استراتيجية استعادة الموصل بأي ثمن، مع إصرار تنظيم داعش على عدم التخلي عن دروعه البشرية من المدنيين، يفسر العدد الكبير للضحايا.
وأورد كوبيرن تفاصيل عن أنواع الأسلحة التي استخدمتها القوات العراقية، واصفاً إياها بالثقيلة وبعضها بأنه عتيق وغير دقيق واستخدم في الحرب العالمية الثانية من قبل القوات السوفياتية.
وانتقد ما زعمته قوات التحالف الغربي من أنها حذرت المدنيين بإسقاط منشورات تحثهم على الابتعاد عن مواقع مقاتلي تنظيم داعش، وأنها حاولت تفادي قصف هؤلاء المدنيين، قائلاً: إن المدنيين بالموصل يسخرون من هذه التدابير الغربية؛ لأن القوات الغربية تعلم أنه ليس للمدنيين مكان يهربون إليه لأن التنظيم يقتل كل من يحاول الهروب.
ولإبراز عدم اهتمام القوات الغربية والعراقية بمصير المدنيين، نقل المراسل عن سكان الموصل قولهم إن عدد مقاتلي التنظيم كان قليلاً، ورغم ذلك يتم قصف أي مكان بنيران كثيفة للغاية، وفي بعض الأحيان تُقصف منازل أو أقبية لا يوجد فيها مقاتلون بل مدنيون فقط.
واختتم المراسل تقريره بأن أحد أسباب عدم غضب العالم من الحجم الكبير للقتلى بالموصل هو أن العالم يرى أن تنظيم داعش من أكثر التنظيمات شراً وقسوة في التاريخ ويجب هزيمته بأي تكلفة، معلقاً بأن هذه الحجة مفهومة، لكنها لن تؤدي إلى السلام والأمن بالعراق حتى إذا غاب التنظيم.
copy short url   نسخ
24/07/2017
1611