+ A
A -
ناقش سعد شريدة الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة «قطر للبترول» تأثير الأزمة الخليجية وحصار قطر على سوق النفط والغاز المحلي والعالمي، مؤكداً أن قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وتنتج ما يصل إلى 77 مليون طن من الغاز سنوياً. وفي شهر أبريل الماضي، أعلنت قطر أنها ستعزز الإنتاج في أكبر حقل للغاز في العالم(حقل الشمال)، الذي تتقاسمه مع إيران.
وقد ساعد الغاز على تحويل قطر إلى واحدة من أغنى دول العالم، مما دفع صعودها عالمياً وتحولها إلى لاعب إقليمي رئيسي في ذلك السوق المحتدم، ومساعدة قطر على تمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة، والتمهيد لاستضافة الأحداث الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2022.
عندما قامت أربع دول عربية، هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في 5 يونيو الماضي، مما أدى إلى الحصار وقطع الروابط البرية والبحرية والجوية، كانت هناك مخاوف بشأن التأثير المتوقع على اقتصاد قطر.
وحول كيفية تأثير الخلاف الدبلوماسي بين قطر وبعض جيرانها على اقتصاد قطر بوجه عام، وصناعة النفط والغاز في الدوحة بصفة خاصة، تحدث «الكعبي» مع قناة الجزيرة عن أزمة دول مجلس التعاون الخليجي، وصناعة النفط والغاز في قطر، ومستقبل الشركة.
وبحسب «الكعبي»، فإن أزمة دول مجلس التعاون الخليجي مع الدوحة لن تؤثر على الناتج المحلي للبلاد، ولن تدفع قطر إلى قطع الغاز إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من شرط «القوة القاهرة» الموجود في اتفاقية خط دولفين لأنابيب الغاز، الذي يربط بين حقل الشمال القطري الضخم مع الإمارات، ويضخ حوالي 57 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى الإمارات.
وقال «الكعبي» لـ«الجزيرة الإنجليزية»: «إذا توقفنا عن ضخ الغاز، فسيكون المتضرر الأكبر هو شعب الإمارات، ونحن نؤمن بداخلنا بأن أبناء الإمارات هم أبناء عمومة وأقارب وأصدقاء، وليس لدينا شيء ضدهم».
ووفقا للمحللين في قطاع الغاز والموارد النفطية، فإن إغلاق خط أنابيب دولفين الذي يبلغ قطره 364 كم، والذي يربط بين حقل الشمال العملاق والإمارات وسلطنة عمان، سيسبب اضطرابات كبيرة، بسبب احتياجات الإمارات الكبيرة من الطاقة.
وبالإضافة إلى خط أنابيب دولفين، فهناك اتفاقيات أخرى وقعت عليها قطر مع الإمارات مؤخراً، وعن ذلك يقول «الكعبي»: «لقد وقعنا عقدا جديدا لمدة 10 سنوات، يورد ما بين اثنين إلى 300 مليون قدم مكعب (ما يعادل 8.5 مليون متر مكعب) يومياً من الغاز، ولدينا أيضاً عقد مدته 15 عاما لتزويد دبي بشحنة للغاز الطبيعي المسال، وهذا يعني حوالي 40 % من احتياجاتها للكهرباء».
ومع ذلك، لا يتوقع رئيس قطر للبترول أن «تعود الأمور إلى طبيعتها»، وقال لـ«الجزيرة»: «لن نعود إلى الاعتماد على مورد واحد».
وأضاف: «الثقة التي بنيناها على مر السنين انكسرت خلال ليلة».
ويتم شحن معظم صادرات قطر من إمدادات الغاز الطبيعي المسال سنويا -تقريباً 80 مليون طن- في ناقلات النفط إلى بلدان مختلفة. وحتى الآن، لم تؤثر القيود الجوية والبحرية والبرية التي فرضتها دول الخليج الثلاث، على الطرق البحرية لسفن الغاز الطبيعي المسال القطرية، التي يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز.
وعن ذلك يقول «الكعبي»: «نحن نقوم بالتوريد لليابان وكوريا والصين وتايوان وتايلاند وباكستان والهند في الشرق الأوسط، كما نقوم بالتوريد للإمارات والكويت والأردن ومصر وتركيا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا وألمانيا والمملكة المتحدة. نحن نقوم بالتوريد لجميع الدولال تي تحتاج إلى الغاز الطبيعي المسال».
وأضاف: «كان الجميع قلقين من زيادة العرض، ولكن هذه الدول لا يمكنها أن تمنعنا من القيام بأعمالنا على الصعيد الدولي، كل ما يمكنها أن تفعله هو بعض الأشياء الثانوية، التي أعتقد أنها سوف تضر بهم على المدى الطويل أكثر منا».
واستطرد «الكعبي»، موضحاً أنه «يتمتع برؤية إيجابية جداً» وأنه «متفائل بشأن مستقبل صناعة النفط والغاز في قطر»، وقال: «سنواصل السيطرة على سوق الغاز، وسنتحول إلى شركة رائدة في سوق الغاز العالمي في المستقبل المنظور، وسوف تنمو شركتنا بطريقة كبيرة دولياً في قطاعي النفط والغاز».
واختتم: «أود أن أشكر الدول الأربع على حصارها، لأنها جعلت قطر أقوى، وشعب قطر أقوى، وأعمالهم أقوى، وسوف نخرج من هذا أقوى بكثير من ذي قبل».
copy short url   نسخ
23/07/2017
1958