+ A
A -
عواصم- وكالات- قال تقرير لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية إنه مع اقتراب معركة مدينة الموصل العراقية من نهايتها أصبح التعذيب والقتل أكثر شراسة وانتقاما على ما يبدو.
وأشارت الصحيفة إلى شريط فيديو يظهر فيه جنود عراقيون وهم يلقون مقاتلين يشتبه في أنهم من تنظيم داعش من جرف قبل قتلهم بالرصاص وهم ممددون على الأرض. وكان تعليق أحد الجنود العراقيين في مشهد الفيديو «هذا ما فعلوه بابن عمي».
وأوردت الصحيفة صورا حديثة مروعة يبدو فيها أكثر من مائة رجل وطفل يجلسون متلاصقين بعضهم لبعض في ظروف غير إنسانية داخل مركز احتجاز مؤقت خارج الموصل ليس فيه إضاءة أو تهوية، رغم أن الحرارة في النهار تصل إلى أكثر من 45 درجة مئوية في شمال البلاد صيفا.
وقال أحد الحراس إن مركز الاحتجاز يضم نحو 370 سجينا، وأضاف أن السجناء مصابون بأمراض، وكثير منهم يعاني من مشاكل صحية وجلدية لأنهم لا يتعرضون للشمس، وأن معظمهم لا يستطيعون السير لتورم أرجلهم.
وقال أحد السجناء إنه قضى الأشهر الستة الأخيرة في المركز ولم ير الشمس إلا مرة واحدة. وأضاف «لن تجد عشرة أفراد حقيقيين من تنظيم الدولة بين هؤلاء السجناء، وكلهم قضوا هنا أكثر من ثمانية أشهر».
وتابع «قالوا لي إن اسمي موجود في قاعدة بياناتهم. ولم أمثل أمام أي محكمة أو قاض، ولا أعرف حتى ما يتهمونني به، والكثير من الأسماء متشابهة».
وقالت الصحيفة إن الحملة ضد الموصل التي استمرت تسعة أشهر غارقة في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات شبه العسكرية حتى إن جماعات حقوق الإنسان الدولية وصفتها بأنها جرائم حرب لما يحدث فيها من إعدامات سريعة ضد المشتبه في انتمائهم للتنظيم والتهجير القسري واحتجاز المدنيين. وأضافت أن العطش للانتقام في أعقاب الانتصارات العسكرية يؤجج العنف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصمت الطويل من جانب الحكومة العراقية على هذه الانتهاكات بعد أسابيع من الصور ومشاهد الفيديو التي كانت تنشر يوميا يوحي بأنه كانت هناك موافقة ضمنية عليها من بغداد.
وقالت إن صور رجال الذين يتعرضون لسوء المعاملة بأيدي الجنود التابعين للقوات العراقية تشكل في الغالب دعاية أقوى للتنظيم من أي أشرطة فيديو يقوم هو ببثها.
وقالت الباحثة العراقية في هيومان رايتس ووتش بلقيس ويلي إن هذه الصور تخاطر بإعادة العراق إلى دورات العنف الطائفي التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وأضافت أنه إذا استمرت هذه الانتهاكات «فكل ما سنراه مستقبلا هو أن بعض الشباب سيرغبون في الانضمام إلى أي جماعة متطرفة أخرى أيا كان شكلها».
copy short url   نسخ
21/07/2017
2332