+ A
A -
في عددها الأخير، أفسحت مجلة «نيوزويك» الأميركية مساحة لنشر مقال للشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي، يوضح فيه موقف قطر المبدئي الرافض لإغلاق قناة الجزيرة ويعتبره موقفا معبرا عن الصحافة الحرة المستقلة.
ويتعجب الشيخ «سيف بن أحمد آل ثاني» في مقاله بالنيوزويك، من إصرار الدول التي تفرض الحصار غير المبرر على إغلاق أشهر قناة فضائية عربية ضمن مطالبها الـ13 التي تقدمت بها لرفع الحصار، ويتعجب من الاتهامات التي تكيلها هذه الدول للقناة وزعم «الترويج للتطرف».
يقول إن قناة الجزيرة تعد مصدرا مستقلا للمعلومة بالنسبة للملايين من متابعيها في دول الخليج والشرق الأوسط –حيث تسيطر وسائل الإعلام المملوكة للحكومات-والعالم.
وتؤمن دولة قطر بأن هذا النوع من الصحافة المستقلة يلعب دورا رئيسيا في زيادة الوعي العام بما يزيد من انخراط المواطن العربي في سياسات بلاده، وتؤمن أن أي حكومة تتمتع بتأييد شعبها لا يجب أن تخاف من مجرد أخبار تبثها شبكة فضائية.
وفي الوقت نفسه ينظر جيران قطر إلى حرية الصحافة كشيء خطير مما جعلهم يطالبون بإغلاق الجزيرة، وهم يزعمون في ذلك أن الجزيرة في تغطيتها للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية تثير الجماهير بما يؤدي إلى الاضطرابات.
وبدورها ترى قطر أن الصحافة المستقلة تجعل السلطات مسؤولة وقابلة للحساب أمام شعوبها وتنشر مبدأ الحوكمة السليمة.
وعندما تتهم بعض النظم الجزيرة بخداع الجماهير باستخدام «دعايات قطرية» فهي في الحقيقة تسخر من ذكاء شعوبها وقدرتها على تقييم الأمور وتتناسى أن الجماهير في المنطقة العربية تتجه إلى الجزيرة للحصول على المعلومة الصادقة بدلا من وسائل إعلامها المحلية.
ويقول الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني إنه بحكم منصبه شاهد ألوف الساعات من بث قناة الجزيرة ووجد أنها يمكن أن تكون مؤيدة أو ناقدة لسياسات الدول المجاورة كما تفعل وسائل الإعلام العالمية، وهذا هو الدور الطبيعي للصحافة، فلماذا الحملة على الجزيرة دون سواها؟!.
كما أنها توجه انتقادات إلى الحكومة القطرية نفسها وإلى مؤسساتها بما يثير شكاوى عديدة من المسؤولين القطريين، لكن الحكومة القطرية تتركها تمارس دورها الطبيعي، وعندما يقوم بإبلاغ مسؤولي الشبكة بهذه الشكاوى يأتي الرد وهو أن الجزيرة ملتزمة بالبند الثالث من ميثاقها الخاص بحرية التعبير ومراعاة الاستقلال المهني.
ويقول إنه تأثر بأصوات عديدة في الصحافة العالمية دافعت عن الجزيرة وحقها في ممارسة عملها بحرية ومهنية.
وكان أحدث مثال على ذلك مقال نشرته الإيكونومست البريطانية بعنوان «محاولة مرفوضة من السعودية لإسكات الجزيرة». وقالت المجلة البريطانية، إن طلب إغلاق الجزيرة اعتداء على حرية التعبير ويشبه تماما أن تطلب الصين من بريطانيا إغلاق هيئة الاذاعة البريطانية.
ولم تكن الصحافة هي الجهة الوحيدة التي عارضت إغلاق الجزيرة بل انضمت إليها مجموعة من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان باعتبار حرية التعبير حقا اساسيا من هذه الحقوق. وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض حقوق الإنسان إن طلب إغلاق الجزيرة يعد اعتداء غير مقبول على حرية الرأي والتعبير.
والحل في رأي الشيخ سيف بالنسبة لمن لاؤيرضون عن تغطية الجزيرة للاحداث انشاء شبكات تنافس الجزيرة في المصداقية وحرية التعبير، وقد حاولت السعودية ذلك بالفعل من خلال العربية، لكنها لم تحقق الانتشار الذي حققته الجزيرة التي حازت ثقة الجماهير في الشرق الأوسط على نحو لم تحققه شبكة أخرى.
وعلى مدى أكثر من عشرين عاما كان صحفيو الجزيرة يخاطرون بحياتهم حسب القاعدة المعروفة «يموت الصحفي من أجل خبر وصورة» من أجل قصص إخبارية لا ترغب حكومات عديدة في أن تصل إلى مواطنيها. وسوف يكون إغلاق القناة بمثابة خيانة لهؤلاء الصحفيين الشجعان الذين فقد بعضهم حياته وهو يؤدي واجبه.
وفي النهاية يقول الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني إنه يمكن أن يشكو البعض من قناة الجزيرة ويمكن أن تشكو منها مؤسسات وهيئات ودول، لكن قطر لم ولن تستسلم لهذه الانتقادات وسوف تظل تفخر بالجزيرة كرائدة للصحافة المستقلة في الشرق الأوسط ولن تغلقها.
copy short url   نسخ
21/07/2017
1913