+ A
A -
برلين – الوطن - خديجة الورضي



أعرب صحفيون ألمان عن تضامنهم مع قناة «الجزيرة» الإخبارية ضد مطالب السعودية وحلفائها «الامارات ومصر والبحرين» بإغلاقها، معربين عن رفضهم لإدخال وسائل الاعلام مهما كان توجهها في الصراعات السياسية والكف عن سياسة التكميم الاعلامي التي تصر الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة العربية على ممارستها بشكل فج يخالف القوانين الدولية المنظمة للعمل الاعلامي والضمانات التي كفلتها لوسائل اعلام والعاملين بها في مختلف أنحاء العالم.
سابقة خطيرة
وقال فريدريك لانس، الصحفي بموقع «دويتشه فيله» الألماني لـ»الوطن»، أن المطالبة بإغلاق قناة «الجزيرة» سابقة لم نشهدها من قبل، وهذا الطلب الخطير يعني تشريد آلاف الصحفيين العاملين في القناة سواء داخل الدوحة كمقر رئيسي أو في 60 مكتبا حول العالم، وهذا الأمر يعد جريمة في حق المهنة والعاملين بها حول العالم، خاصة المتضررين في حالة الاستجابة له وهم العاملين بالقناة نفسها، وبالتالي فإننا نرفض هذه المطالب ونقف إلى جانب زملائنا في قناة الجزيرة ضد هذا الهجوم الذي يتعرضون له.
خلقت التوازن
وقال إفرايم بوشنر، الصحفي بصحيفة «بيلد» الألمانية، إن حرية الاعلام هي حق أصيل وأساسي من حقوق الإنسان، ومطالبة دول الحصار بإغلاق قناة «الجزيرة» يخالف القوانين والمواثيق الدولية ويمس حق أصيل لجمهورها في التعددية الإعلامية خاصة في المنطقة العربية التي تفتقر الصوت الأخر، ويعمل جل اعلامها على موجه واحدة وهو رأي الحاكم وتعظيم سيرته، أما المعارضة فلا حق لها ولو في جزء بسيط من ساعات البث الـ24، لكن «الجزيرة» خلقت التوازن، واسمعت الجمهور العربي وحول العالم من خلال الجزيرة الانجليزية الصوت الآخر –غير الرسمي- في العالم كما غرست الجزيرة قيم إنسانية مهمة في المجتمع العربي وشجعت على التمرد ضد الظلم واستئثار الانظمة الشمولية بالسلطة ومقدرات بلدانهم، لذلك كرهوا الجزيرة وطالبوا بكل همجية ودون حياء بغلقها، لأنهم لا يطيقون أن يروا أخطاءهم بل خطاياهم التي عكستها الجزيرة كما تفعل المرآة.
غير منطقية
وأشار جورج بورشرت، الصحفي بصحيفة «فرانكفورتر»، إلى أن مطالب الدول المقاطعة لقطر جاءت في مجملها غير منطقية ولم نعهد مثلها في تاريخ العلاقات الدولية في العصر الحديث، وهذه المطالب تكون منطقية مثلا داخل الامارات كأن تغضب دبي من ممارسات قناة تابعة لامارة أبوظبي في اطار الاتحاد تحت مسمى دولة واحدة، لكن بين دولة وأخرى تمتلك كل منهما سيادة واستقلالية كاملة فهذا أمر غريب بل وغير منطقي، ولا يمكن لأي عقل قبول هذا الطلب الغريب والا فإن المعايير الدولية سوف تختل، وبالنسبة لمطلب غلق قناة الجزيرة فهو جزء من سلسلة التخاريف الـ13 التي صاغتها الدول المقاطعة لقطر ولا يمكن أبدا حدوث ذلك، ولن تسمح به قطر ولا أي عاقل في العالم، والرد القطري على هذه الجزئية كان رائعا، فإذا أردتم غلق «الجزيرة» فعليكم إغلاق القنوات الفضائية في بلدانكم لآلاف الأسباب، وعلى جميع الدول المتنازعة أو المختلفة مع بعضها سياسيا غلق قنواتها التليفزيونية ليعود العالم إلى العصور الوسطى، هذا عبث يعكس صغر العقول وضيق الأفق والعجز السياسي وفقر في مهارات الحكم.
اعلام غوبلز
وأكد يوهان يونسون، الصحفي بصحيفة «فليت أم سونتاغ»، على أن حرية الاعلام مكفولة بقوة القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، وبقوة الشعوب وبمبادئ وقوانين الدفاع عن الإنسانية، وليست محكومة بأهواء الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي التي سلبت شعوبها جميع حقوقهم وعاملوهم كقطيع «خراف» عليهم تلقى التعليمات والبيانات ليل نهار والهتاف بحياة الحاكم دون أن يجرأ احد على أن يسأل عن شيء أو يعترض على هذا الظلام فرض على عقولهم، وبالطبع بؤرة ضوء مثل الجزيرة يجب أن تصيب هؤلاء المتسلطين بالعمى، فيطلقون المطالب العبثية وكأن العالم تحت امرتهم أو أن تسلطهم لا حدود له ولا يمكن أن يصل إلى دول مجاورة، وقبول العالم لهذا العبث سيعد جنونا وسيتحول الاعلام إلى نقمة تدمر الشعوب كما كان اعلام الوزير الالماني «يوزف غوبلز» ملك الدعاية النازية كما كنا نسميه، والذي أدى إلى دمار ألمانيا، واعلام السلطة «الغابلزي» في العالم العربي هو نفسه الذي دمر هذه البلدان وهوى بعروش «بن على والقذافي ومبارك وعلى عبد الله صالح وبشار الاسد»، أليس اعلامهم كان «غابلزي» ويمجد الحاكم وينشر دعايته فقط؟، هل حمى ذلك عروشهم؟، بالطبع لا، واغلاق الجزيرة مجرد هراء يسيطر على عقول هؤلاء المتسلطين المنقلبين على الثورات التحررية في العالم العربي، لمخالفة ذلك لميثاق الامم المتحدة، وللقوانين الدولية وحتى اتفاقيات حقوق الإنسان في العالم العربي، كما أنه يخالف المنطق والعقل وحق الإنسان في المعرفة الذي هو حق أصيل مثل الحق في الحياة، لذلك نحن في ألمانيا نقف خلف زملاءنا في الجزيرة ونتبنى حملة «للجزيرة مطالبها» مطالبين معهم بضمان حرية الاعلام والحق في الحصول على المعلومات وحق المواطن في المعرفة وحق جميع المواطنين في التعبير دون تكميم أو وصاية، وضمان التعددية الاعلامية في جميع انحاء العالم للارتقاء بالمستوى الثقافي والعلمي والإنساني، وهذه هي الضمانة الوحيدة لمحاربة الإرهاب وتنوير العقول، والمطالبة بالظلام هو الإرهاب نفسه والداعم الاساسي له.
copy short url   نسخ
07/07/2017
1755