+ A
A -
- بقلـــم : فهــــد العمـــادي
مرت 4 سنوات على ذكرى تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم ليواصل سموه بناء الوطن بكل تفان وإخلاص وجهد ومن خلفه شعب عظيم يعمل على رقي وطنه لتكون قطر في أعلى المراتب كما كانت ولا تزال وستظل كذلك بإذن الله تعالى.
ولاشك أن الذكرى الرابعة تأتي في ظروف بالغة التعقيد في المنطقة بسبب الحصار الجائر من قبل السعودية والإمارات والبحرين وسعيهم للتدخل وفرض الوصاية على قطر، وبالتحديد إمارة أبوظبي التي لا تزال تقوم بأدوار أكبر من مقاسها، وتعمل على إشعال نار الفتنة، وتناست أنها مجرد إمارة ولديها جزر محتلة من إيران، وعليها أن تستعرض عضلاتها وقوتها عليها لاستعادتها، فأبوظبي كان عليها أن تقاطع الغاز القطري تأسيسا على مقاطعتها لكل شيء قطري وإصدارها تعليمات بمعاقبة من يتعاطف مع قطر، ولكنهم لا يستطيعون مقاطعة الغاز لأنها ستغرق في الظلام وحينها سيثور الشعب الإماراتي وينكشف المستور، فهي تدعي وتقول إن قطر ترعى الإرهاب فكيف بها تقبل على نفسها بالغاز القطري؟
فمن يرضى على إشعال الفتنة وتفتيت المنطقة وجرها نحو الأزمات وتفريق الأرحام بسبب ادعاءات باطلة وتزييف للحقائق فهي دبلوماسية فاجرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
النباح مستمر على مختلف الجبهات، ومؤخرا ظهر ضاحي خلفان ليعود للهلوسة والهذيان بعد أن كانت شياطينه مربوطة، ويذكرنا بشارب الخمر الذي يعتزله في رمضان ثم يعود للشرب في ليلة العيد بمجرد انتهاء الشهر الفضيل، ويضرب أخماسا في أسداس، وهذا النباح يعود إلى فشل مخططهم، وأن أبوظبي أصبحت في وضع صعب جدا بسبب خسائرها المليارية في الدول التي عبثت فيها فسادا وتخريبا، فأصبحت أبوظبي منبوذة من أغلب شعوب المنطقة، ولا يجاملها إلا المتسلقون والمرتزقة، أما من يعي مخططها جيدا فلا شك أنه يرفض توجهاتها لأنها واضحة للعيان، وحقيقتها لايمكن أن تغطى بغربال، فهي مراوغة ماكرة، لا يخرج منها إلا كل خبث، والضرر الذي أصابها كبير، وخصوصا دبي التي اكتوت بنار تصرفات أبوظبي الصبيانية وخسائرها العديدة، فإمارة دبي تبني وأبوظبي تهدم!
لن أتحدث عن مطالب دول الحصار لأنها مرفوضة جملة وتفصيلا من قطر، قيادة وشعبا، وهي بمثابة تدخل صارخ في السيادة وفرض وصاية، فقطر ليست الإمارات التي استغنت عن جزرها لإيران، وليست مصر التي باعت أرضها.
ولن أتحدث عن إغلاق قناة الجزيرة، لأن عشم إبليس في الجنة، فمن يهابها فلاشك أنها دولة كرتونية قوامها هش وداخلها مشاكل كثيرة، وتخشى أن تظهر حقيقتها وتفضح أمام الملأ.
أما قطع العلاقات مع إيران وإغلاق القاعدة التركية فهو تدخل مباشر في الشؤون الداخلية، ويتعدى فرض الوصاية، بل يتعدى كل الخطوط الحمراء، وتناقض واضح لدول الحصار الذين يطالبون بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، ولكنهم في نفس الوقت مطالبهم كلها تدخلات، فقطر ليست منطقة أو جزيرة تابعة لهذا الطرف أو ذاك، ويبدو أن دول الحصار اختلط عليهم الأمر وشطحوا في المطالب وتمادوا كثيرا، فبعد 18 يوما من الحصار قدموا مطالبهم تحت ضغوط خارجية، فتحولت مطالبهم إلى إملاءات وتدخلات لن تكون مقبولة.
وهنا نتذكر تصريحات وزير خارجية أميركا عندما قال إن المطالب لابد أن تكون منطقية، فهو كان على علم بأنها لن تكون كذلك، وقد وضع دول الحصار أنفسهم في مأزق، فالحصار فشل وخططهم انكشفت، فأردوا أن يكون الحصار حربا نفسية فتحول إلى ملحمة وطنية، وأرادوا أن يكون ضغطا فانعكست الآية وأصبح الحصار يضغطهم، ونسوا أن تركيبة الشعب القطري تختلف عن باقي شعوب المنطقة، فهي تركيبة تعشق وطنها بالفطرة، تنام وتصحو على الطاعة لسمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.
المنطقة تمر بمنعطف خطير، وهي محل طمع للكثيرين، وكعكة يريد الجميع تقسيمها وأخذ نصيبه، فكان من الأولى لدول الحصار أن يعملوا على تطوير منظومة مجلس التعاون والارتقاء بشعوبها وتحديث هياكلها وتحقيق تطلعات ورغبات مواطنيها ووضع الخلافات جانبا وحلها بالطرق الحضارية لا بالأساليب الملتوية ولي الذراع والتهديد والوعيد والعودة إلى الجاهلية.
لقد خيبت دول الحصار الآمال والطموحات، فأصبحت الثقة معدومة بهم، وبكل الاتفاقيات، فكل ما سبق كان شعارات زائفة، ولا أعتقد أن الثقة ستعود.
وهنا ننتظر من المملكة العربية السعودية أن تخرج من عباءة أبوظبي لأنها رأس حربة الخليج، وهي بوابة الأمان للمنطقة، فإن تعرضت إلى مشاكل داخلية وخارجية فالخليج برمته سيسقط، ولذلك على قادتها أن يعوا جيدا الطريق الذي تجرهم إليه أبوظبي، فهو طريق مليء بالألغام، وغير محمود، ونهايته تعني الانتحار، وهذه الإمارة لم تضع يدها في أي قضية إلا وخسرت، فالشعب القطري يكن للمملكة العربية السعودية كل التقدير والاحترام، رغم الحصار وشتى أنواع الإساءة الصادرة إلى الآن لقطر وشعبها وعبر وسائل إعلامها، والسعودية تعي ذلك جيدا، فالموضوع أكبر من ألبان المراعي والتسوق في الاحساء، فهناك روابط وصلة دم وإخوة لا يمكن أن تموت!
فهل يعلم قادة دول الحصار كمية المشاكل التي تسببوا بها وكم من أبناء عمومة وعمات وخالات وزوجات أخ وأزواج أخت تشاجروا مؤخرا بسبب هذا الحصار؟ وكم من مشاكل عائلية حدثت وفراق وهذا كله بسبب القرارات الصبيانية من دول الحصار!
وقبل أن أختم المقال لابد من الرد على وزير خارجية البحرين عندما قال إن قطر تسعى للتصعيد العسكري بجلبها للجيوش الأجنبية، فالوزير البحريني عندما تكون دولته مستقلة في قراراتها، حينها قد نسمع له ولآرائه، أما الآن فليسمح لنا، لأن دولته ليست مستقلة في قراراتها، ولن تكون كذلك، ويكفي أن نقول إن الوزير البحريني له من التصريحات المتناقضة الشيء الكثير!
وختاما، ونقلا عن برود كاست وصلني عبر الواتساب.. تحية خالصة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، سواء كان مواطنا أو مقيما، فقلوبكم ومواقفكم المخلصة أزالت كل الحواجز ما بين مواطن ومقيم، وأصبحت الوطنية لا تعرف حدودا سوى «دمت يا قطرنا الحبيبة بكل عز وشموخ».
copy short url   نسخ
27/06/2017
2406