+ A
A -
كتب- حسام وهب الله
انتقد الشيخ فيصل الهاشمي الداعية الإسلامي المعروف والقاضي والمستشار في هيئة القضاء الكويتية رئيس المركز الإسلامي العالمي ربط العمل الخيري الذي تقوده عدد من المؤسسات والجمعيات القطرية بالإرهاب قائلا إننا لابد أن نبتعد بالعمل الخيري عن كل أوجه الخلاف والأجدى أن يتم دعم هذا النوع من العمل التطوعي بدلا من محاصرته بتلك الطريقة واصفا العمل الخيري القطري بأنه ناصع البياض ولا يجوز ربطه بالإرهاب .
وأضاف في حواره الهاتفي مع الوطن أن الخلاف بين ولاة الأمور إلى زوال إن شاء الله وعلى الشعوب الخليجية النأي بنفسها من هذا الخلاف منتقدا همجية من وصفهم بالقلة القليلة من شباب الإمارات والسعودية الذين لا يعبرون عن الشعبين الإماراتي أو السعودي ولا عن الحكومتين هناك والذين يتصرفون برعونة وهمجية عبر صفحات التواصل الاجتماعي في محاولة للنيل من الشعب القطري الذي ضرب أروع الأمثلة ولم ينسق أو يرد على تلك الحملات الهمجية المرفوضة.. وإلى تفاصيل الحوار في السطور التالية:
أبناء العمومة
بداية نحن في شهر رمضان وقد أثيرت تلك الأزمة الخليجية وتطايرت الاتهامات هنا وهناك فكيف ترى السبيل إلى حلها؟
- لابد أن نعي أن الأمة الخليجية هي أمة واحدة وأن كافة المجتمعات الخليجية هم أبناء عمومة ونسب ومصاهرة ولهذا فإن الخلاف إلى زوال إن شاء الله وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية ابتعاد الشعوب الخليجية عما يحدث بين القادة فالقادة يعرفون جيدا ما يفعلون ويعرفون جيدا أن الحوار والمصالحة سيكونان النهاية الحتمية لهذا الخلاف الطارئ إن شاء الله أما الشعوب فلو دخلت على خط الخلاف وتصاعد الأمر فيما بينها فإن هذا هو الخطر بعينه ولهذا لابد من أن يدرك كل مواطن خليجي من عمان في الجنوب إلى الكويت في الشمال مرورا بالإمارات وقطر والبحرين والمملكة العربية السعودية وصولا للكويت أن الشعب الخليجي شعب واحد ولا بد ألا نفتح بابا للشيطان بيننا وهنا لابد من إدانة هؤلاء الشباب في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين يتلفظون بألفاظ غير لائقة في حق إخوانهم في الدوحة وهو أمر مرفوض والشعبان الإماراتي والسعودي نفسهيما يرفضانه مثلما يرفض الشعب القطري أن يسيء أحد القطريين لإخوتنا في الدولتين الخليجيتين الشقيقتين ولابد أن يتذكر الجميع أننا في شهر رمضان المبارك حيث يجب أن تختفي الخلافات وتحل بدلا منها العلاقات الطيبة السوية.
همجية مرفوضة
وماذا عن الإساءات التي يقوم بها البعض مستغلا منصات وصفحات التواصل الاجتماعي.. كيف نواجه مثل هذا الانفلات اللفظي؟
- لابد أن يترسخ في ذهن الجميع أننا في شهر رمضان المبارك شهر التآلف والرحمة وليس شهر الخلاف والتنابز وأنا كما قلت لك أنتقد وبشدة همجية بعض الشباب سواء في الإمارات العربية المتحدة أو في المملكة العربية السعودية وهم لا يمثلون إلا أنفسهم لا يمثلون لا الشعب الإماراتي ولا السعودي ولا يمثلون الحكومة في أي من البلدين هم مجرد شباب يحتاج لمزيد من الوعي بخطورة ما يفعلونه وهنا لابد أن يوجه الكبار لهم النصح فقطر دولة شقيقة والخلاف بين ولاة الأمور يحله ولاة الأمور والشعوب لا شأن لها به ومن يحاول إدخال الشعوب في المعادلة مخطئ تماما وهنا أناشد وسائل الإعلام بعدم إدخال الشعوب في الخلافات بين ولاة الأمور لأن ولاة أمورنا حفظهم الله سيتغلبون سريعا على هذا الخلاف وسنعود كما كنا دوما لحمة واحدة ولهذا أتمنى ألا تنساق الشعوب وراء من يحاول تأجيج الصراع فيما بينها وأنا أعود وأؤكد للجميع في الخليج، قطر أهلنا، ولا يجوز النيل منهم بأي شكل من الأشكال ومثلما الشعب القطري أهلنا فإن الشعوب الخليجية هي كلها أهلنا ومن هذا المنطلق لابد أن نرفض التصرفات الهمجية التي يقوم بها الشباب الهمجي في الإمارات والسعودية وهم لا يعبرون لا عن الأخلاقيات الخليجية ولا عن القيم والعادات والتقاليد التي تربى عليها كل مواطن عربي خليجي ولابد أن تتوقف تلك التصرفات حتى لا نعطي الفرصة لعدونا، وأنا أقولها عالية؛ عدونا ليس في الخليج العربي، عدونا هناك يتابع أجواء الخلاف وينتظر فرصة مناسبة للانقضاض على الخليج بأسره ولا يجب أن نعطيه فرصة لذلك.
أيادي قطر البيضاء
يتهم البعض اليوم عددا من مؤسسات العمل الخيري القطري برعاية الإرهاب وفضيلتكم تتعاونون مع بعضها فكيف ترى هذا الاتهام؟
- لابد أن نعي جميعا خطورة محاصرة العمل الخيري الإسلامي لأننا بهذا نفتح الطريق أمام الجماعات التي تستخدم المال لغواية الفقراء وسلخهم من الدين الإسلامي وهنا أعيد وأكرر أننا في زمن فتنة فلا يجوز إطلاق أي اتهامات على الإطلاق حتى لا نزيد من وطأة تلك الفتنة وبشكل عام فأنا أؤكد أن العمل الخيري في قطر والخليج بشكل عام عمل ناصع بالبياض فهو متأصل في هذه الأرض منذ الأزل ولهذا فنحن دوما نحث الجميع على التبرع والدعم للمؤسسات والجمعيات الخيرية في قطر وغيرها من البلدان الخليجية مساهمة في دعم مشاريعها وتطوير أدائها فهناك الكثير في العالم من الفقراء المسلمين ينتظرون من أهل قطر وأهل الخليج كلهم مد يد العون لهم.
ألا يعني وصف الجمعيات الخيرية القطرية بأنها جمعيات ترعى الإرهاب أن كل من يتعاون معها إرهابي وفضيلتكم من المتعاونين مع جمعية عيد الخيرية؟
- ضحك فضيلة الشيخ الهاشمي طويلا قبل أن يجيب قائلا: العمل الخيري العربي الإسلامي صافي النية تماما فلا أحد يود أبدا أن يتم توجيه ماله نحو جماعات تسفك الدماء باسم الإسلام وكل منا يتبرع من ماله من أجل كسب الثواب ورفع المعاناة عن الفقراء واليتامى والمساكين ولو توقف العمل الخيري العربي والإسلامي فسوف نفتح الباب أمام جمعيات ومؤسسات لا تدين بالإسلام وتمارس دورا مشبوها في الدول الإسلامية الفقيرة ووقتها سنندم وقت لا ينفع فيه الندم ولهذا فلابد أن يخرج العمل الخيري خارج إطار الخلافات بكافة الأشكال على أن يسعى كل مواطن للتيقن من مصير تبرعاته والتأكد من وصولها للهدف الإنساني الذي أخرجها من أجله.
زمن الفتنة
وماذا عن رأي فضيلتكم في الحصار الذي يحاول البعض فرضه على دولة قطر؟
- كلنا نتمنى أن يقف الأمر عند حد الخلاف السياسي ولا يتعداه إلى حصار أو مقاطعة في هذا الشهر الفضيل ونحن ندعو الله في زمن الفتنة الذي نعيشه اليوم أن يؤلف بين قلوبنا جميعا ونقف ونستعيد لحمتنا وليدرك الجميع أن الخليجي ليس بعدو للخليجي ولا حتى العربي عدو للعربي فعدونا هناك يترقب مثل هذه الخلافات لشق الصف الخليجي والتدخل بشكل سافر بما يخدم مصالحه ولابد أن نستعيد وحدتنا بأقصى سرعة ونوقف هذه الفتنة التي تهدد أمننا واستقرارنا ولنتذكر جميعا قول الإمام الشافعي رحمه الله حيث سئل رحمه الله: كيف نعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فقال: «اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم». ولهذا لابد أن نستعيد أجواء الحوار البناء ونبتعد عمن يثير الفتن بيننا حتى ترتفع الغـــــمة عن المنطقة وتــــــتوقف المآسي التي نسمع عنها كل دقيقة، فهذه عائلات تشردت بفعل المقاطعة وهـــــؤلاء موظفون خسروا وظائفهم وهكذا نرى الكثير من أبنائنا وإخوتنا يخســــرون ســــواء في قطر أو في الإمارات أو البحرين أو في المملكة العربية السعودية.
ما الرسالة التي تود توجيهها في تلك الظروف وفي ظل توسط الكويت لحل الأزمة؟
- أتمنى أن يوفق الله ولاة الأمور لحل تلك الأزمة وأن يوفق الله سيدي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح للتقريب في وجهات النظر بين ولاة أمورنا بما يحل القضية من جذورها والحمد لله فإن سمو أمير الكويت قادر بعون الله وتوفيقه على إتمام كافة مساعي المصالحة خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك فهذا الشهر الفضيل من أنسب الأوقــــــات لتسود المحبة والراحة في الصدور وتعيد المياه لمجــــــاريـــــها بين أبناء العمومة والنــــــسب والمصاهرة فلنعمل جميعاعلى وصلها لما لها أثر إيجابي نفسيا ودينيا وتربويا واجتماعيا في شتى ربوع الخليج وندعو الله أن تكلل جهود الكويت بقيادتها الرشيدة بالنجاح الباهرة لتشكل المصالحة الخليجية ضربة قاصمة موجهة ضد كل من لا يبغي بالمنطقة الخليجية الخير، فمن الواضح أن استقرار الخليج وتآلف حكامه وشعوبه ضايق البعض الذين سعوا إلى الوقيعة بين ولاة الأمور ويسعون اليوم للوقيعة بين الشعوب أيضا بهدف إدخال الخليج في النفق المظلم.
copy short url   نسخ
12/06/2017
2798