+ A
A -
تحقيق - محمد الأندلسي ومحمد حمدان


قدر مواطنون متوسط إنفاق الفرد على السلع الاستهلاكية والغذائية في رمضان عند مستوى 3 آلاف ريال، لافتين إلى ارتفاع بمتوسط 100 % في مستويات الإنفاق الاستهلاكي لدى المواطنين والمقيمين خلال الشهر الفضيل حيث تشهد فاتورة رمضان بالنسبة لسكان قطر والمقيمين نمواً قياسياً خلال الشهر الفضيل مقارنة بالشهور العادية، مشيرين إلى أن الإنفاق الاستهلاكي خلال رمضان يعد واحداً من التحديات المالية المهمة، حيث يتضاعف مستوى الإنفاق مقارنة ببقية الأشهر.


وتشهد الأسواق ارتفاعا في مستويات الشراء بالتزامن مع مبادرات وزارة الاقتصاد والتجارة المتمثلة في مبادرة الأغنام المدعومة وقائمة السلع الاستهلاكية المخفضة بالتوازي مع تثبيت أسعار 50 ألف سلعة غذائية وغير غذائية مع إلزام المجمعات الاستهلاكية بعدم الزيادة في الأسعار إلا بعد الموافقة من لجنة تعيين الحد الأقصى للأسعار ونسب الأرباح، وأن تكون الزيادة في الأسعار وفقاً للأسس والضوابط التي حددها القرار الوزاري رقم (8) لسنة 2013 بشأن أسس وضوابط الزيادة في أسعار السلع والخدمات خاصة المادة رقم (2) منه. كما عقدت وزارة الاقتصاد والتجارة قبيل رمضان اجتماعا تنسيقيا مع ممثلي المجمعات الاستهلاكية بالدولة، للاطلاع على استعدادات هذه المجمعات لشهر رمضان الفضيل والالتزام بالمحافظة على استقرار السلع الاستهلاكية الأساسية (غذائية وغير غذائية) لتباع بنفس الأسعار خلال الشهر الفضيل.
وقال عدد من المواطنين لـ الوطن الاقتصادي إن حجم الإنفاق على السلع الغذائية في رمضان ينخفض أو يرتفع بحسب دخل الأسرة فضلاً عن الولائم والتي ترفع مستويات الإنفاق أيضا مشيرين إلى أن وزارة الاقتصاد والتجارة تضبط إيقاع الأسواق عبر تكثيفها للحملات الرقابية وإطلاق حزمة من المبادرات خلال الشهر الفضيل أبرزها قائمة السلع الـ418 المخفضة إلى جانب قيام شركة الميرة للمواد الاستهلاكية رسميا بطرح 1438 منتجا بسعر التكلفة في 35 من فروعها في أنحاء الدولة، بالإضافة إلى جيان هايبرماركت لتلبية احتياجات المتسوقين في الشهر الفضيل.
وفي التفاصيل قال المواطن خالد العماري، إن شهر رمضان المبارك يأتي بالتزامن مع إطلاق وزارة الاقتصاد والتجارة مبادرات رائعة قدمها الجهات الحكومية والخاصة أيضا، مثل مبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة وإعلانها عن قائمة السلع الاستهلاكية المخفضة التي تشمل أكثر من 418 سلعة، والتي بدأ تطبيقها اعتباراً من مطلع رمضان الجاري وتستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك للعام الجاري، وذلك بالتنسيق مع المجمعات الاستهلاكية الكبرى، خاصة وأنها تشمل جميع السلع الأساسية التي يحتاجها المستهلك خلال هذا الشهر الفضيل مثل: الطحين، والسكر، والأرز، والمكرونة، والهريس، والزيت، والحليب، وغيرها من السلع والمواد الغذائية وغير الغذائية ذات الأهمية النسبية للمستهلك والتي يكثر استهلاكها في الشهر الفضيل.
وأشار إلى أن معدل الإنفاق في رمضان يختلف من أسرة لأخرى، ولكنه بشكل عام يرتفع بنسبة تصل إلى 25 %، مقارنة بالشهور الماضية، لدخول أطباق جديدة وخاصة مرتبطة بالشهر الكريم على مائدة الأسرة، ويجتمع به جميع أفراد الأسرة على مائدة واحدة وهذا من مميزات الشهر التي تصب في تعضيد النسيج الاجتماعي للأسرة.
ولفت العماري إلى أن متوسط الإنفاق للفرد في شهر رمضان يبلغ نحو 3000 ريال، وهذا باحتساب 100 ريال للسلع والمنتجات الاستهلاكية للفرد الواحد في اليوم مؤكدا أن معدل الإنفاق يختلف من شخص لآخر وربما يزيد كثيرا عن هذا الرقم أيضا في أسر أخرى.
ونوّه العماري إلى وجود بعض من التجار الذين يقومون باستغلال شهر رمضان المبارك وهذا الموسم التجاري وعرض عدد من بضائعهم التي قد تكون قديمة من الموسم الماضي، على كونها بضاعة جديدة، وهذا يتطلب من الجهات الرقابية بذل مزيد من الجهد، للتكثيف من تشديد الرقابة على مثل هذا النوع من التجار، وعلى كافة منافذ البيع للسلع والخدمات سواء كانت محلات تجارية أو كانت مجمعات تجارية كبيرة.
المنافسة بين المتاجر
بدوره أكد المواطن ناصر علي عبدالله أن مبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة تصب في صالح التخفيف من على كاهل الأسر جميعا، خاصة مبادرة تثبيت أسعار حوالي 50 ألف سلعة غذائية وغير غذائية منها الدواجن والبيض ومنتجاتها، واللحوم المجمدة ومشتقاتها، والحليب (الطازج والمكثف والبودرة) والألبان ومشتقاتها، والشاي والقهوة ومنتجاتهم، والسكر والحلاوة الطحينية والمربى ومنتجاتهم، والبقوليات والحبوب والأرز ومنتجاتهم، والبسكويت ورقائق البطاطس وغيرها، والمياه المعدنية والعصائر الطازجة والمعلبة، والأغذية المحفوظة والمعلبة، وزيوت الطعام والطبخ، وحليب وأغذية الأطفال، وحفاضات الأطفال والفوط الصحية بأنواعها، والمنظفات الشخصية والمنزلية بأنواعها، وورق القصدير ومواد الحفظ والمحارم الورقية، والمستلزمات المنزلية بأنواعها.
وأكد أن المنافسة بين متاجر للتجزئة تصب في مصلحة المستهلك في تبضعه للمنتجات والسلع الاستهلاكية خلال الشهر الكريم والذي ترتفع به مستويات الإنفاق، موضحا أن حجم الإنفاق للفرد في الشهر يتراوح بين 2000 ريال إلى 3000 ريال.
وأكد أن هناك العديد من الأفراد يتملكهم شعور برغبة ملحة في الشراء بكثافة في شهر رمضان ولكافة أنواع المنتجات التي يتطلبها المنزل، وهذا يعتبر هوسا للشراء في المبالغة بالشراء خاصة قبل هذا الشهر.
وقدم عبدالله النصيحة لكافة المستهلكين بعدم الإسراف والاقتصاد في هذا الشهر الكريم، وأن يقوموا بشراء فقط ما يحتاجونه من حاجاتهم الأساسية والضرورية، حتى لا يقعوا في التبذير بهذا الشهر المبارك.
الأسعار منضبطة
من جهته أشاد أحمد السعدي، مواطن، بمبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة، في تحديدها لأسعار 418 سلعة استهلاكية مخفضة في شهر رمضان المبارك، معربا عن أمله في أن تستمر هذه المبادرة طوال العام، مؤكدا أن هذا يعمل على التقليل من على كاهل الأسر من المواطنين وحتى المقيمين.. وقال: «نشكر الوزارة على هذه المبادرة ونأمل على أن تدوم لفترة أطول من شهر رمضان»، مشيرا إلى أن أسعار السلع التي طرحتها وزارة الاقتصاد منضبطة في كافة المجمعات، تصب في مصلحة التقليل من على كاهل رب الأسرة.
وأشار السعدي إلى أن مستويات الإنفاق في شهر رمضان ترتفع عن غيره من الشهور، وقال:«أقوم بشراء احتياجات المنزل من المجمعات التجارية نظرا لما توفره من غالبية السلع والمنتجات التي يحتاجها المنزل في شهر رمضان المبارك لتصل لضعف ما يتم إنفاقه خلال الشهور العادية».
وأكد السعدي أن عددا من المجمعات الاستهلاكية أيضا قامت بطرح تخفيضات الخاص والمنافسة القوية بين هذه المجمعات التجارية تصب في جذب المستهلكين إليها وأيضا التقليل من النفقات خلال الشهر الكريم.
ارتفاع الإنفاق
من جانبه قال دياب الكربي، مواطن، إن مستويات الإنفاق في شهر رمضان تزداد بنسبة 200 % في بعض الأحيان مقارنة بالشهور العادية، وهذا نظرا لأن السلع الغذائية والمنتجات الخاصة بالشهر الكريم، لا يتم شراؤها لأفراد الأسرة فقط، بل لأجل الزيارات المتبادلة بين الأهل والأصدقاء والمعارف وغيرهم، مؤكدا أن مبادرة الجهات المعنية مثل وزارة الاقتصاد والتجارة تصب في التقليل من على كاهل الكثير من الأسر.
وأضاف: يبلغ معدل الإنفاق للسلع الغذائية نحو 4 آلاف ريال للفرد في شهر الصيام، مشيرا إلى أن هناك بعض التجار يقومون بوضع العروض الرمضانية على سلع ومنتجات غير ضرورية أو أساسية للمنزل في الشهر الكريم، بالإضافة إلى كونها سلعا مخزنة ومتراكمة لديه، وهذا من أجل إغراء العملاء والمستهلكين بالشراء، مؤكدا أهمية دور جهاز حماية المستهلك في القيام بالرقابة المطلوبة من أجل ضبط إيقاع السوق.
وأكد أن من الأمور المهمة والتي يجب الانتباه إليها جيدا هو عدم الإفراط في الشراء لسلع ومنتجات كثيرة بكميات ضخمة، والتي في الغالب ربما لا يحتاج إليها المستهلك أو تعتبر من الكماليات.
ونصح الكربي جمهور المستهلكين بأن يقوموا بوضع ميزانية محددة سلفا، مع قائمة بالأشياء الضرورية للشراء، والعمل على محاولة الالتزام بها، ومقارنة الأسعار وشراء السلع والمنتجات ذات الأسعار المناسبة، منوّها إلى أهمية الابتعاد عن الشراء بكثافة في نهار الصيام، موضحا أن هذا سيدفع المستهلك إلى شراء سلع ومنتجات سيتخيل أنها ضرورية له وهي ليست كذلك.
استقرار الأسعار
من جهته، قال نبيل صالح القايد، مواطن، إن هناك ارتفاعا في الإنفاق في شهر رمضان عن غيره من الشهور بنحو الضعف بنسبة تصل إلى أكثر من 100 %، مضيفا:«شهر رمضان الكريم هو شهر الصوم والتدبر والاقتصاد، ولكن البعض يهتم بالمظاهر وشراء السلع والمنتجات بصورة مفرطة، والبعض يقوم بتخزين هذه السلع والمنتجات التي يحتاجها والتي لا يحتاجها في الوقت الحاضر، ونرى الازدحامات الكثيفة في المجمعات التجارية».
وأشار إلى أن مبادرة وزارة الاقتصاد والتجارة، والتي تأتي ضمن باقة المبادرات التي طرحتها الوزارة بمناسبة شهر رمضان الكريم تحت شعار أقل من الواجب تصب في صالح المستهلك بشكل كبير، مؤكدا حرص الوزارة المتواصل خلال شهر رمضان المبارك في الحفاظ على استقرار وتوازن أسعار المواد والسلع الاستهلاكية ولمنع أي زيادات غير مبررة في أسعار السلع والمواد الاستهلاكية، بالإضافة إلى العروض التي تطرحها العديد من المجمعات التجارية الأخرى ودعمها لعدد كبير من السلع والمنتجات بمناسبة حلول الشهر الفضيل.
وأكد القايد أن أسعار السلع والمنتجات تناسب جميع شرائح المجتمع، وتصب المبادرات المختلفة إلى الاقتصاد والتوفير وتقليل ميزانية التسوق والشراء بصورة جيدة، معربا عن أمله في أن تستمر مثل هذه المبادرات الرائعة طوال العام.
وأشار إلى أنه يزداد لدى الكثير من الأفراد الشعور برغبة ملحة في الشراء في هذا الشهر بكافة أنواع المنتجات التي يتطلبها المنزل والتي لا يتطلبها أيضا، ونرى العديد يتسابقون في الشراء بكثافة من داخل قطر وحتى من خارجها من الأسواق المجاورة، لافتا إلى أن هناك البعض من يعاني من المبالغة بالشراء خاصة في هذا الشهر.
وحث القايد كافة المستهلكين على الاقتصاد في هذا الشهر الكريم، وأن يقوموا بوضع وبضبط الميزانية الخاصة بهذا الشهر ومحاولة الالتزام بها، والقيام بشراء فقط ما تحتاجه الاسرة من حاجاتهم الاساسية والضرورية، لافتا إلى ان البعض يقوم بالشراء بهذه الصورة لمجرد التباهي والزينة، وليس من باب ان هذا ما يكفي حاجته، لافتا إلى ان هذا النمط الاستهلاكي غير صحي.
copy short url   نسخ
28/05/2017
1277