+ A
A -
عمان– الوطن– عدنان برية




توعّد الأردن من يهدد حدوده الوطنية بـ «الموت»، في رد أعقب إسقاط سلاح الجو الملكي طائرة استطلاع مجهولة، حاولت اختراق أجوائه لاستكشاف الاستعدادات العسكرية الجارية على الجبهة الشمالية، المشتركة مع سوريا.
وقال وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني، في حديث أمام الوطن، إن «القتل هو مصير من يهدد حدود الوطن الأردني ومنعته»، في رسالة واضحة تجاوزت اللغة الدبلوماسية التي تستخدمها السلطات عادة في الرد على استهداف الأردن.
وبيّن المومني، الذي جاء حديثه ردا على محاولة طائرة استطلاع مجهولة الهوية اختراق الحدود الشمالية مع سوريا في مهمة استكشافية، أن «الأردن سيقف بحزم في مواجهة أية محاولة للاقتراب من حدوده، وسيكون مصير من يهدد الحدود القتل والتدمير».
وتصدت طائرات عسكرية أردنية، من نوع F16، لطائرة استطلاع مسيّرة اقتربت من الأجواء الأردنية في المنطقة الحدودية الشمالية، وأسقطتها فجر الخميس.
وعقّب بيان عسكري، تسلمت الوطن نسخة منه، بالقول إن «طائرات سلاح الجو الملكي الأردني أسقطت طائرة استطلاع مسيّرة، اقتربت من أجواء البلاد عند الحدود الشمالية، شمال غرب محافظة المفرق».
وأكد البيان العسكري، الصادر عن قيادة الجيش الأردني، أن «سلاح الجو طبّق قواعد الاشتباك المعمول بها بعد رصده استمرار طائرة الاستطلاع في الاقتراب من الحدود، وتعامل معها بحرفية ووفق التعليمات».
ولم تتضح بعد الجهة المسيّرة لطائرة الاستطلاع، بيد أن الكوادر المتخصصة في الجيش الأردني، وفق البيان، جمعت «حطام الطائرة والأجهزة التي كانت تحملها، ونقلتها إلى قيادة سلاح الجو لفحصها والتعامل معها فنيا».
وفي تعليقه، أشار وزير الإعلام الأردني أن الجهة المختصة في سلاح الجو الملكي تجري الآن تحليلاً فنياً واستخبارياً لحطام الطائرة ومعداتها المرفقة، لتحديد الجهة المسيّرة لها، وطبيعة المهمة التي سيّرت لأجلها».
ولفت الوزير إلى «الجاهزية العالية» لدى مختلف قطاعات الجيش الأردني وأذرعه العسكرية لمواجهة أية تطورات ميدانية، وفي «سياق دفاعي»، معتبرا أن «هذا حق وطني».
وتضبط قطاعات الجيش الأردني، المسؤولة عن حماية ومراقبة الجبهة الشمالية المشتركة مع سوريا، بشكل مستمر عمليات تسلل لأفراد ومركبات، وتطبق معهم قواعد الاشتباك المعمول بها.
وتفرض السلطات الأردنية «رقابة صارمة» على طول الخط الحدودي مع سوريا، الذي يشهد ارتباكا وفوضى أمنية عارمة، وتسيطر على أجزاء منه المليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية.
ويأتي إسقاط «طائرة الاستطلاع المجهولة» تزامنا مع «معلومات مؤكدة»، حصلت عليها الوطن، بشأن حشود عسكرية على الحدود الأردنية– السورية، ووسط أنباء عن قرب البدء بعملية عسكرية واسعة في العمق السوري لاجتثاث التنظيمات الإرهابية المتمركزة على الخط الحدودي، وهو ما تعارضه «عصابة الأسد» وحلفاؤها الإيرانيون.
وقبيل إسقاط «طائرة الاستطلاع»، اعتبر وزير خارجية «عصابة الأسد» وليد المعلم، في تصريحات صحفية، أن بلاده ستعتبر أي قوات أردنية تدخل سوريا معادية.
وقال المعلم، ردا على تمسك الأردن بحقه في الدفاع عن أراضيه داخل العمق السوري، «لسنا بوارد المواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قوات أردنية إلى سوريا، بدون التنسيق معنا، سنعتبرها معادية».
تصريحات المعلم أثارت حفيظة العاصمة عمّان، التي نظرت إليها باعتبارها تهديداً مبطناً، فيما أعقبها رد أردني على مختلف المستويات، أكد حق البلاد في الدفاع عن حدودها بالعمق السوري.
copy short url   نسخ
20/05/2017
2035