+ A
A -
أكد «أوي بون بنغ»، كبير مديري الاستثمار والدخل في شركة «إيست سبرينغ للاستثمارات» لإدارة الأصول في سنغافورة أن التغيرات والاضطرابات السياسية تمثل أحد أهم العوامل المؤثرة على حركة الاستثمار، لذلك فالدول المستقرة في آسيا والشرق الأوسط هي الاوفر حظاً في الاستثمار. تحدث «أوي بون بنغ»، وفي حوار أجرته معه صحيفة «ذا ستريت تايمز» السنغافورية، بوصفه أحد أهم الخبراء ومديري الصناديق، عبر ما يقرب من 30 عاما من الخبرة الاستثمارية، عن رؤيته لتوقعات الدخل والسوق الآسيوي بشكل عام والاقتصاد العالمي.
وكشف عن توقعاته ورؤيته لحركة الأسواق العالمية وما يؤثر عليها وأبرز الاتجاهات التي تؤثر فيها، وكيفية التعامل الاستثماري من قبل الشركات وأصحاب المشروعات في ظل التغيرات، وجاء نص الحوار معه كالآتي:


ما هو الدور الذي يجب أن تؤديه أدوات الدخل في محفظة استثمارية؟
- بالنسبة للمستثمرين، تعتبر الأداة «المنتجات» المالية ذات الدخل الثابت عناصر هامة في أي محفظة استثمارية، حيث إن الدخل الثابت هو استثمار أقل خطورة، ويوفر عائدات جذابة لصناديق الاستثمار، وله دور مدر للدخل، ويمكن أن تحقق الاستثمارات ذات الدخل الثابت في السندات ذات العائد المرتفع، عوائد مماثلة للأسهم لكن بنسب تقلب فيما يخص الأرباح.
تختلف التقلبات من سوقٍ إلى آخر، حيث أن بعض الأسواق لاتكاد تكون التغيرات مؤثرة عليها، والعكس، هل يمكن أن تخبرنا عن النهج الاستثماري الجيد؟
- الأمر مقرون بالتحليل ومتابعة ورصد السوق، وملاحظات المؤشرات «من أعلى إلى أسفل» و «من أسفل إلى أعلى» ضمن إطار تحليلي يستفيد من التدابير الكمية والنوعية.
ومن خلال إجراء تحليل شامل للعوامل الأساسية والتقييمية والتقنية التي تؤثر على أسواق الدخل التي تتصف بالثبات، نستطيع أن نتبين بالرصد أفضل المنتجات المالية والأكثر «غلة» وإدراراً للأرباح، وأفضل وأقيم الاستثمارات التي تولد عوائد جيدة على المدى الطويل، بما يعني مضاعفة العوائد، ومضاعفة أسهم وأرباح العملاء.
ما هي بعض أهم الاتجاهات السوقية المهمة التي تلاحظها خلال الفترة الحالية؟
- هناك اتجاهان رئيسيان نشاهدهما: الإمداد عن طريق دورة عالمية تتحسن بشكل تدريجي تتلاءم مع أسعار الفائدة، هذا اتجاه أول ملاحظ.
واعتبرت «إيست سبرينغ» والعديد من الشركات في سنغافورة وآسيا منذ العام الماضى، أن الولايات المتحدة الأميركية والاقتصاد العالمي يتطوران بشكل دوري. وقد بدأ هذا الزخم التصاعدي قبل التفاؤل الذي أعقب توقعات ترامب بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر 2016.
كان الاقتصاد الأميركي بالفعل على طريق نمو أقوى في النصف الثاني من العام الماضي، مما ساعد في الوضع المالي والتحول بشكل أكثر إيجابية في سوق العمل في الولايات المتحدة، وما نشهده هذا العام، هو ارتفاع في معنويات المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة التي تبشر بالخير لنمو أقوى للناتج المحلي الإجمالي.
كما تشهد الاقتصادات الصينية والأوروبية أيضا انتعاشا دوريا. وفي هذه الحالة، فإننا نتوقع تطبيع أسعار الفائدة الأميركية على نحو مطرد إلى حد ما.
ونلاحظ أن صناع السياسات في الصين إيجابيون إلى حد ما، من ناحية أن الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن يصل بشكل مريح أو يتجاوز نموهم المستهدف لعام 2017 بنسبة 6.5 في المائة. وهذا يبشر بالخير لآفاق النمو الآسيوية.
أما الاتجاه الثاني الملاحظ، فهو بعكس الأول، من إن التوقعات الاقتصادية العالمية على المدى الطويل قد لا تكون ايجابية، ففي الوقت الذي تشهد فيه الأسواق انتعاشا دوريا، فإن القوة الكامنة وراء النمو العالمي على المدى الطويل أقل تأكيدا. فالشركات التي لديها عموما مستويات عالية من النقد مقيدة لنفقاتها الرأسمالية نظرا لعدم الثقة في الوضع السياسي.
في الولايات المتحدة، قد يكون المستثمرون متفائلين بناء على توقعات الانكماش، ولكن الثقة في رئاسة ترامب غير واضحة. ولا توجد ثقة في الآفاق السياسية لمنطقة اليورو، حيث إن زيادة الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة يجعل المستثمرين غير راضين عن استقرار الاتحاد النقدي الأوروبي.
وقد لا تتراجع مستويات الإنتاجية بشكل جوهري عن مستويات الاكتئاب الحالية، بل قد تنخفض معدلات النمو على المدى الطويل بسبب التركيبة الديموغرافية العالمية. وهذا يعني أن توقعات انخفاض الربحية افتراض ممكن.
بين أسواق الدخل الثابت في آسيا، ماهي أكثر الفرص جاذبية وأكبرها مخاطرة؟
- نحن نرى استقرارا على المدى الطويل وقوة تتوافر مع الوقت في العملات الآسيوية، ونعتقد أن الإصلاحات المستمرة في الهند والصين وإندونيسيا ستحقق نموا أقوى وأكثر جودة للناتج المحلي الإجمالي. ومن الناحية التاريخية، فإن العملات الآسيوية في مستويات أقل، نظرا لارتفاع الدولار الأميركي منذ عام 2013.
وأتوقع أن تتحرك الصين بثبات نحو زيادة انفتاح أسواقها، وتعويم اليوان في نهاية المطاف. وسوق السندات في الهند كذلك على المسار. ومن شأن ذلك أن يوفر للمستثمرين الدوليين سوقين كبيرين يوفران عائدات جذابة.
ويتمثل التهديد الرئيسي، في قدرة الصين على الحفاظ على أهداف نموها دون حدوث ركود في الناتج المحلي الإجمالي.
وعما إذا كانت الحكومة يمكن أن تستمر في الاعتماد بشكل كبير على النمو الائتماني والإنفاق على البنية التحتية. وبدون اتخاذ قرار بشأن احتواء وخفض مستويات ديون الشركات.
ما هي المخاطر الرئيسية المرتبطة برؤوس الأموال وكيف يمكن إدارة المخاطر؟
- تتعرض الاستثمارات الائتمانية عموما لأكبر مخاطر بالنسبة لصناديق الدخل الثابت، وفي الوقت الحالي، فإن فروقات الائتمان ضيقة، مما يجعل سندات الشركات تاريخيا «مكلفة»، لذلك فإن أي تصحيح في أسعار الأسهم الأميركية يمكن أن يؤدي إلى اتساع نطاق الائتمان.
ويمكن إدارة هذه المخاطر عن طريق الحد من مخاطر سندات الشركات لصالح السندات الحكومية، أي التضييق في توسيع الائتمان، ونحن نتحرك أيضا لسندات أكثر جودة مع الشركات على المدى الطويل.
كيف سيؤثر ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة على آسيا؟
- وجهة نظرنا مفادها أن التضخم لن يكون مشكلة طويلة الأجل، لكن قلقنا يمكن في أن حيوية النمو العالمي على المدى الطويل قد لا يكون موجودا.
ونعتقد أن تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي سيكون تدريجيا، ونرى أن معدل الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيصل إلى 3 في المائة في عام 2019 من 1 في المائة حاليا.
copy short url   نسخ
20/05/2017
1124