+ A
A -
أقامت روضة سعد بن أبي وقاص أوبريتا غنائيا تحت عنوان «قديمك نديمك» بالتعاون مع جمعية الكشافة القطرية، وهدف الأوبريت لتعريف الأطفال والنشء على أبرز الأحداث القديمة التي عاصرها الأجداد وغرس قيم التراث وجمالياته في ذهن الأطفال.
وتقول السيدة روضة العامري مديرة مدرسة سعد بن أبي وقاص النوذجية:
يهدف أوبريت «قديمك نديمك» لتعريف النشء وتصوير الحياة في الماضي وإبراز الأحداث التي عايشوها في تلك الحقبة الزمنية مع تعريفهم ببساطة تلك الأيام وما كانت تحمله بين طياتها من ترابط أسري عتيد رغم التحديات التي قابلتهم فيتعرفون على العرس القطري قديما، الحنة والألعاب والأكلات الشعبية التي تميز بها أجدادنا.
واستكملت قائلة: تعكس الموروثات الثقافية والتراثية الخليجية المنقولة عبر الأجيال، طبيعة وأسلوب العيش في هذا الوقت، وتعد الألعاب الشعبية تراثا خاصا له مكانته في ذاكرة المواطن القطري والخليجي بصفة عامة.
وتعتبر الألعاب الشعبية جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والشعبي في منطقة الخليج منها ما يرتبط بالمواسم كشهر رمضان المبارك وموسم الحج، في حين أن هناك ألعابا فصلية مثل لعبة المحيبس التي عادة ما يجتمع روادها في فصل الشتاء؛ لأنها تحتاج إلى أغطية، وبعضها يلعب صيفا، وهي الأكثر شيوعا، كألعاب طاق طاقية والدحروج والتيلة.
والألعاب الشعبية، قد ينظر إليها على أنها مجرد وسيلة للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ يلجأ إليها الأطفال في الماضي للتخفيف من قسوة الحياة وصعوباتها، إلا أن الحقيقة أنها تحمل معاني وقيما عميقة وأهدافا سامية، بالإضافة إلى أنها تسهم في تنمية شخصية الطفل في مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية والتربوية والتعليمية والجسمية واللغوية، ومن هنا يمكن أن تعرف الألعاب الشعبية على أنها ألعاب بسيطة يتناقلها الأطفال جيلا بعد جيل بشكل تلقائي ومن دون تعليم منظم.
وأشارت إلى أن الألعاب الشعبية التي تحظى بشروط وقوانين ونظم يلتزم بها اللاعبون، كما بها فوائد جمة فتعود الطفل أو البنت الاعتماد على النفس، وحب المعرفة، والتشجيع على الحماس والحركة، وتنمية القدرات البدنية، والمساعدة على التفكير السريع والابتكار مع تنشيط الذاكرة، وغرس المعاني الحميدة لدى النشء وتعويدهم على الصبر والمثابرة، كما أن الألعاب تعتبر علاجا نفسيا ينمي روح الفريق والجماعة بين الصبية والفتيات.
من جهتها تقول السيدة مريم الحمادي مديرة الروضة: استطاعت الألعاب الشعبية في قطر أن تجد لها مكانا خاصا ومرموقا عند شريحة مهمة من أطفال قطر، سواء عن طريق التوريث الطبيعي لها جيلا بعد جيل، أو دور المدارس في تشجيع الإقبال عليها، وإن أزاحها التقدم عن عرشها في بعض الأحيان سواء بتزايد الإقبال على ألعاب إلكترونية سهلة المنال تبقي الطفل ملتصقا بآلته/لعبته مما يساهم في خلق نزعة فردية في اللعب عكس الألعاب الشعبية التي تنمي الجمع والإشراك والروح الجماعية عند الطفل مما ينعكس إيجابا على بناء شخصيته عند الكبر.
وأضافت: نسعى في مدرسة سعد بن أبي وقاص بتعريف الأجيال الحديثه على تراث أجدادنا وبساطة تلك الحياة التي عاصروها في ذلك الوقت حيث نجد الكثير من الأطفال بل والشباب لا يعلمون شيئا عن تراث أجدادهم وحياتهم وأبرز الألعاب الشعبية التي لعبوها. وأشارت العديد من الروض شاركت في هذا الأوبريت وهي روضة عثمان بن عفان، روضة بلال بن رباح، الحياة العالمية، روضة زينب بنت جحش، ورضة المثني بالإضافة إلى مشاركة الكشافة القطرية في هذه الفعالية.
وتقول السيدة نورة الفيصل خبير أنشطة كشفية: على رأس أهداف جمعية الكشافة القطرية هو غرس قيمة التراث في الأجيال الحديثة التي لا تعلم شيئا عن ماضي أجدادنا الذين عاشوا حياة شاقة وتكبدوا الكثير من المتاعب، فمشاركتنا في أوبريت «قديمك نديمك» بمدرسة سعد لتعزيز قيمة الارتباط بالماضي والتراث وأضافت: الكثيرون يعتقدون أنه يوجد عزوف من الطلاب عن الالتحاق بالكشافة القطرية ولكن هذا أمر خاطئ حيث نجد إقبالا من جميع المراحل العمرية كالبراعم في الروض والزهرات في الابتدائي، بالإضافة إلى الفتيات في المرحلتين الإعدادية والثانوية. مشيرة إلى أن الكشافة لا تقتصر فقط على إخراج الطلاب والطالبات في رحلات ولكنها أعمق من هذا بكثير حيث تمتاز الكشافة بأنها حركة عملية أساسها التعليم والتهذيب والتقويم عن طريق الممارسة والعمل والتدريب ففيها من البرامج مايشد انتباهه وترضي ميوله، وتنمي قدراته فضلا عما يكتسبه من مهارات عديدة تعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة. كما أن لها قيمة اجتماعية تؤثر على سلوك الفرد فتدعو للتعاون بين الأفراد وتدعو للمساواة والإخلاص في العمل والتفاني. منوهة بأنه يوجد منهج متكامل لمنتسبي الكشافة كالتربية الدينية، اجتماعية، ثقافية، وقومية ويتنوع المنهج بتنوع المراحل العمرية في الكشافة فكل فئة لها منهجها الخاص.
copy short url   نسخ
30/04/2017
2851