+ A
A -
أرجع معلمون سبب عدم اهتمام بعض الطلاب بالتعليم ومواصلة المشوار للحصول على الشهادات الدراسية العليا إلى الحياة المترفة التي يعيشها هؤلاء الطلاب، حيث تتوفر لهم كل أسباب المعيشة وفرص الوظائف حتى لحملة الإعدادية والثانوية، من جانبهم انتقد أولياء أمور بعضا من سياسة التعليم لاسيما «التمدرس»، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي تولد حافزا لدى بعض المعلمين لعدم شرح المادة بالشكل الصحيح لكي يحظى بفرصة إعطاء دروس خصوصية.
وقال طلاب: نحن لا نحترم المعلم الذي لا يتعامل بشكل غير لائق معنا، مؤكدين أن المعلم الأجنبي ليس بذي هيبة كما هو الحال مع المعلم القطري.
جاء ذلك النقاش خلال إحدى جلسات برنامج تعزيز القيم «مجالسنا مدارسنا» لقطر الخيرية والتي أدارها فضيلة الداعية شقر الشهواني مشرف عام البرنامج، حيث عقدت هذه الجلسة بالتعاون مع مدرسة ابن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين واستضافها في مجلسه صالح ناجي اليهري في منطقة الخريطيات، حضر الجلسة مدير مدرسة ابن خلدون وعدد من أولياء الأمور والمعلمين ولفيف من الطلاب.
الوطن تواجدت أثناء الجلسة التي تحولت إلى مناظرة واستمعت إلى وجهات النظر المختلفة.
وقد بدأت الجلسة بسؤال طرحه فضيلة الداعية شقر الشهواني وهو« لماذا يتعلم الإنسان؟» فاختلفت إجابات الحضور، فمنهم من رأى أن دوافع التعليم دينية وآخرون يرون الحوافز دنيوية ومادية ومعنوية، حتى وجه السؤال للسائل فأجاب نتعلم للقيمة الذاتية وشرح أهميتها من وجهة نظره، قائلا: قد تكون متعلما فقيرا لدى غني غير متعلم فترى حاجته إليك لتسيير أعماله أو موظفا في إحدى المؤسسات وتعليمك أعلى من تعليم مديرك فيعتمد عليك في المهام الكبرى ذات الاختصاص، وهنا ترى قيمة التعليم الذي ينعكس على قيمتك الذاتية، فانتقل الحديث إلى تحديات التعليم وأسباب عدم استفادة الطلاب من الدروس التي يتلقونها.
توجهات الطالب
ورأى معلمون أن توفر أسباب المعيشة للطالب الأمر الذي قلل حافز التعلم لديه، وإن اهتمام المجتمع من حوله يؤثر بشكل مباشر على توجهات الطالب وخططه المستقبلية، موضحين أن الحديث أمام الطلاب عن الرياضة والسيارات والمال يؤثر سلبياً على اهتمام الطالب بالتعلم ويقلل الحافز لديه، لأن الاهتمام لم يعد ينصب على المتعلمين والمفكرين وذهب باتجاه الرياضة والسيارات وأمور أخرى لا تفيد الطالب بشيء، إلى جانب تأسيس ولي الأمر لمستقبل الطالب وتزويده بكل احتياجات الحياة بدءا من المصروف العادي انتهاء بتزويجه وإدخاله في مشاريع تجارية أو شراء مسكنه أحياناً كلها عوامل تؤثر على نفسية الطالب واهتمامه بالتعليم.
وأضافوا: أن هذه العوامل جعلت من المراحل التعليمية المختلفة محطات في حياة الطالب لن تقدم أو تؤخر في حياته، مطالبين بتكثيف التنسيق بين المدارس وأولياء الأمور من أجل توجيه الطلاب إلى ما فيه الخير لهم ولبلادهم والمجتمع الذي ينتمون إليه من خلال الاختصاصات التي يشغلونها بعد التخرج.
هيبة المعلم
من جانبهم، قال أولياء أمور: لم تعد للمعلم هيبة كما هو الحال في السابق وذلك لأسباب عديدة، منها ضعف في شخصية المعلم نفسه أو بسبب عدم إلمامه بالمادة التي يختص بتقديمها في المدرسة.. وأضافوا: كذلك مسألة الدروس الخصوصية تؤثر بشكل مباشر على أداء المعلمين لتتوفر لهم الفرص لتقديم الدروس الخصوصية خارج المدارس، مؤكدين أن مهنة المعلم ليست كأي مهنة عادية فهي مهنة حساسة جداً لأن مصير جيل بأكمله يسلم إليهم فإن أحسنوا انعكس ذلك على مستقبل هذا الجيل وعاد بالخير على البلاد والمجتمع وأن أساؤوا انعكس ذلك سلبياً، موضحين أن التعامل مع مهنة التعليم كوظيفة عادية من أجل تقاضي المعاش يعتبر تقصيرا، ويجب أن تقدم المواد التعليمية للطلاب بما يتناسب مع ميولهم لكي يحبوا المادة ويدرسوها ويفهموها، مطالبين بتوفير البيئة المناسبة للمعلمين لكي يؤدوا واجبهم كما هو متوقع منهم بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على حدود العلاقة بين الطالب والمدرس وألا يخوضوا بأحاديث جانبية كالحديث عن الحياة الشخصية أو الأحاديث التي لا تفيد الطالب بشيء.
المعلم قدوة
بدورهم يرى طلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية حضروا الجلسة النقاشية أن المعلمين القطريين أكثر هيبة من المعلمين الأجانب ولكنهم قلة لذا لا نجد الكثير من الطلاب يصغون إلى الدروس، وقال الطالب في المرحلة الإعدادية فيصل اليهري: برأيي أن الطلاب لا يحترمون المعلم الذي يتعامل بشكل غير لائق معهم، موضحاً أنه على المعلم أن يكون قدوة للطلاب ويجب أن يتحلى بالنبل والأخلاق لكي يفرض احترامه على الطلبة فيحبونه ويحترمونه وبالتالي يصغون إليه فينجح هو في مهنته ويستفيد الطالب من علمه.. ونصح اليهري جميع الطلاب بضرورة التعاون مع المدّرسين والإصغاء للدروس، لأن النجاح في التعليم ينعكس على الحياة الشخصية ويصنع من المرء عنصراً فعالاً في وطنه ومجتمعه.
من جانبه قال طالب المرحلة الثانوية علي سعيد باخميس: ليس لدى الطلاب الذين أعرفهم أي طموحات مستقبلية وذلك فقدان لهيبة المدرس، وأضاف: باتت المدرسة محطة تمر في حياة الإنسان لكي ينضج، وأرجع سبب ذلك إلى فقدان هيبة المعلم، موضحاً أن المعلمين القطريين أكثر هيبة من الأجانب ولكنهم قلة في المنظومة التعليمية.
كسر الحواجز
في الختام أوصى فضيلة الداعية شقر الشهواني بضرورة كسر الحواجز بين المدارس وأولياء الأمور والحفاظ على حدود العلاقة بين الطالب والمعلم والابن وولي الأمر من خلال عدم الخوض في أحاديث جانبية تخص الحياة العادية مع الصغار من أجل الحفاظ على توجهاتهم العلمية وطموحاتهم المستقبلية.
من جانبه، اتفق خالد القحطاني مدير مدرسة ابن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين مع فضيلة الشيخ وأشار إلى ضرورة الحفاظ على احترام المعلم حتى يشعر بقيمته في المجتمع، لأن ذلك ينعكس إيجابياً على تعامله مع الطلاب وأداء واجبه كمعلم، لافتاً إلى قصة حدثت في الماضي قال فيها جاءني أحد أبنائي مشتكياً من مدرس الانجليزي لديه، فسألته عن سبب الشكوى فقال إن معلمي اتهمني بأني لا أفهم الانجليزية وأنا أكره هذه المادة ولا أريد مواصلة دراستها، فهدئت من روعه وتحدثت إليه قليلاً محاولاً إقناعه أن المعلم لم يقصد ذلك، وأضاف زرت المدرسة وطلبت لقاء المعلم وعندما جلست معه أثنيت عليه وعلى جهوده التي يبذلها مع أبنائنا وأننا نقدر المسؤولية التي يحملها المعلمون على عاتقهم، وأردف: بعد فترة وجيزة من هذه الزيارة سألت ابني عن هذه المادة وأجابني أنها من أكثر المواد المحببة لديه وأن معاملة المعلم تغيرت بشكل جذري معه.. واختتم القحطاني كلامه أن المغزى من هذه القصة هي الحفاظ على قيمة المعلم لأن ذلك ينعكس على أدائه لواجبه.
copy short url   نسخ
30/04/2017
3396