+ A
A -
كشفت زيارة لـ «الوطن» إلى جزءٍ من الطريق المداري وطريق الشاحنات – بدءاً من تقاطع الدائري السابع إلى مدخل مدينة مسيعيد، مساء أول أمس الخميس، عن مدى الخطورة التي يواجهها قائدو المركبات، حيث تعدد أنماط المخاطر وانقسمت مصادرها ومسبباتها ما بين سائقي الشاحنات وعيوب الطريق نفسه، وكانت تجربة قيادة لمركبة عادية على الطريق حتى مسيعيد أشبه بالاختبار الصعب.
توتر الأعصاب والتفاجؤ بما لم يكن بالحسبان سمة القيادة على الطرق المؤقتة بصورة عامة، وطريق الشاحنات المؤقت على وجه التحديد، الذي شرعت هيئة الأشغال العامة «أشغال» في تنفيذه عام 2012م، بهدف تحويل مرور الشاحنات من العاصمة والمدن المحيطة إلى خارج نطاق الكتلة السكنية في الدولة، من خلال طريق 200 كم تقريباً، يشمل 5 مسارات 3 للسيارات العادية و2 للشاحنات.
خطر ليلاً
وكانت غياب الإنارة أبرز مكامن الخطر على الطريق، فمن ارتاده صباحاً وحتى الغروب يخشى استخدامه آيباً، وغالباً ما يسلك طريق مسيعيد –الوكرة من قلب المدينة الجنوبية وإلى شارع المطار ومنه إلى مناطق الدوحة.
تنمر وتهور
ورصدت «الوطن» على المداري والشاحنات، ظاهرة «التنمر» التي يتعمد فيها سالك المسار الأيسر بث الفزع والخوف في نفوس من يسير أمامه، حتى وإن كان سائرا بسرعة الطريق، ولما كان المسار الأيسر مخصصا للحركة السريعة، فلا يمكن تجاوز السرعة المحددة للطريق، ويبدأ المتنمرون على الطرق بإزالة المسافة المحددة بين كل مركبة بهدف الاقتراب الشديد من المركبة أمامه لدرجة الاحتكاك، وبعد ذلك يمارس الفزع باستخدام الإنارة الأمامية عالية الوميض «الفلاشر»، وهي ظاهرة لم تجد الجهات المعنية تفسيراً لها ولم تضع حلولاً للحد منها حتى الآن.
3 أشهر
«الوطن» تواصلت مع هيئة الأشغال لإيجاد شرح لوضع الطريق المداري والمؤقت للشاحنات، وقالت «أشغال» إن هناك أجزاء تم افتتاحها في الاتجاه الشمالي، حيث تم افتتاح الجزء الرابط بين تقاطع الدائري السابع وحتى تقاطع طريق دخان، كما تم افتتاح أجزاء أخرى في المنطقة الشمالية، أما الجزء من الدائري السابع وحتى مسيعيد فسيتم افتتاحه أغسطس القادم 2017م، أي بعد 3 أشهر، وتجدر الإشارة أنه من المخطط افتتاح المسارات الرئيسية للاستخدام بالمرحلتين الثانية والرابعة للمشروع مع نهاية العام الجاري.
تقاطعات
وقالت «أشغال» لـ«الوطن» إن مشروع الطريق المداري الجديد وطريق الشاحنات يعتبر إضافة هامة لشبكة الطرق في قطر، حيث انه سيكون بمثابة محورٍ مروريٍ هام يربط مناطق الجنوب بمناطق الشمال في الدولة، بحكم مواقعه المتعددة الطريق في الشمال والغرب والجنوب من مدينة الدوحة، مشيرة أن إجمالي طول الطرق التي يتضمنها المشروع تبلغ حوالي 200 كيلومتر، بدءاً من مناطق مسيعيد في الجنوب إلى غرب مدينة الخور في الشمال.
22 تقاطعاً
وأوضحت أن الطريق يشتمل على 22 تقاطعاً رئيسياً ما بين جسور علوية وأنفاق، تربط بين الطريق المداري والطرق الرئيسية والسريعة التي يمر بها مثل المحور الشرقي الغربي، وطريق سلوى، وطريق دخان، وطريق الشمال.
كما أكدت «أشغال» أن الطريق المداري سيوفر عند اكتماله طرقاً سريعة ومباشرة تربط بين أهم مناطق النشاط الاقتصادي في الدولة في مسيعيد وميناء الدوحة الجديد ودخان والخور وراس لفان، وذلك دون الحاجة إلى المرور داخل التجمعات السكانية الرئيسية في الوكرة والدوحة والخور، مما سيكون له أثر كبير في التقليل من الأحجام المرورية بهذه المناطق.
7 مسارات
وقالت الهيئة إن تصميم المداري يتضمن إنشاء طريق مزدوج بسبعة مسارات في كل اتجاه ويحتوي على ميزة فريدة وهي فصل مسارات الشاحنات عن مسارات السيارات والمركبات الأخرى، حيث سيتم تخصيص مسارين منفصلين للشاحنات في كل اتجاه، وذلك بهدف تعزيز السلامة على الطريق، عن طريق فصل مسارات المركبات السريعة عن مسارات المركبات البطيئة نسبياً، مما سيعزز انسيابية الحركة المرورية وحركة نقل البضائع بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد.
القدرة الاستيعابية
أما عن القدرة الاستيعابية للطريق المداري الرابط من مسيعيد جنوباً لرأس لفان شمالاً، أكدت الهيئة أنه يستوعب ما يصل إلى 1500 مركبة ثقيلة في الساعة في كل اتجاه، أما بالنسبة لحركة المرور العادية فيستوعب الطريق في كل اتجاه ما يصل إلى 8000 مركبة في الساعة.
البنية التحتية
وأشارت «أشغال» إلى أن الطريق يتضمن مشروعا لتنفيذ أعمال البنية التحتية المتكاملة المرتبطة به مثل شبكات تصريف مياه الأمطار، وشبكات المياه المعالجة للري، وشبكات الاتصالات، وأنظمة إنارة الشوارع، وشبكات أنظمة النقل الذكية، كما سيتم استيعاب الخطة المستقبلية للسكك الحديدية لنقل الركاب وشحن البضائع.
كما يشمل مشروع المداري وطريق الشاحنات أيضاً تطوير البنية التحتية للخدمات في المنطقة بما في ذلك ممرات عبور الجمال، ومحطات وزن المركبات، ومحطات للاستراحة، ومسطحات خضراء، وحواجز السلامة على طول الطريق.
copy short url   نسخ
29/04/2017
7707