+ A
A -
الدوحة - الوطن
اختتمت أمس بدار الأوبرا فعاليات الدورة الثانية لجائزة كتارا لشاعر الرسول، بتتويج الشعراء الستة الفائزين في فئة الشعر الفصيح وفئة الشعر النبطي.
وحضر الحفل الختامي للجائزة، التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي، تحت شعار: «تجمل الشعر بخير البشر»، سعادة الدكتور غيث بن مبارك علي الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزيرالتنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وعدد من أصحاب السعادة السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.
وأشرف سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، على تتويج الشعراء الفائزين في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي.
ففي فئة الشعر الفصيح، فاز الشاعر السعودي عبد الله محمد عطاالله العنزي بالمركز الأول وجائزة قدرها مليون ريال قطري، في حين فاز بالمركز الثاني الشاعر السوري محمد أحمد دركوشي وجائزة قدرها 700 ألف ريال قطري. أما صاحب المركز الثالث فكان من نصيب الشاعر المصري سمير مصطفى فراج ونال جائزة قدرها 400 ألف ريال قطري.
أما في فئة الشعر النبطي، ففاز الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي بالمركز الأول وحصل على جائزة قدرها مليون ريال قطري وجاء الشاعر السعودي محمد عبد الهادي العتيبي في المركز الثاني ونال جائزة قدرها 700 ألف ريال قطري، في حين آل المركز الثالث للشاعر عبد الله خالد سليمان بني خالد وفاز بجائزة قدرها 400 ألف ريال قطري.
وبهذه المناسبة، أعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي عن سعادته بما حققته النسخة الثانية من جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتمام بالغ من قبل الشعراء قائلا: «نفخر بما وصلت إليه هذه الجائزة من منزلة نبيلة وراقية وسمعة طيبة عطرة، فقد أصبحت من العلامات المضيئة للدوحة، وأضحت معها (كتارا) حاضنة للشعر والشعراء، وداعماً ثابتاً لهم ولتطور إبداعهم، تشجع الشعراء المبدعين وتحتفي بقصائدهم وتخلدها، سواء الشعر الفصيح، أو الشعر النبطي، بكل ما يتميزان به من أصالة وبلاغة وفكر».
وأشاد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشعراء المشاركين باعتبارهم كوكبة رائعة ومتميزة ونخبة من الشعراء المبدعين الذين أسسوا لمدرسة جديدة متجددة في شعر مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، تنافح عن الحق وتنصر الإسلام وتنشر قيمه ورسالته السمحة.
وعبر الشاعر السعودي عبد الله محمد عطا الله العنزي عن فرحته بالفوز بالمركز الأول وبلقب الجائزة في فئة الشعر الفصيح، معتبرا هذا الفوز بداية مرحلة جديدة على المستوى الشخصي والأدبي، وأمانة كبيرة يحملها، ومعبرا عنه بقوله «أن تلقب بشاعر الرسول معناه أنك مدعو لأن تتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم وأن تسير على هديه الكريم».
وشكر القائمين على الجائزة على حسن التنظيم، كما أثنى على كتارا التي فتحت مجال التنافس في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
من جانبه عبر الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي عن سعادته العارمة بالفوز باللقب في فئة الشعر النبطي، منوها إلى أن اللقب فخر ووسام يتوق كل شاعر لتقلده، خاصة أن هذا الوسام معطر بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومنسم بعنوان ولقب شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأضاف فايز سراحان أنه مع وصوله للمرحلة الثالثة بدا له أن قصيدته «تراتيل الفكر» تقترب به للفوز بالمركز الأول، وتقوي حظوظه مع توالي إطراءات لجنة التحكيم ومع زيادة تمكنه من أبواب القصيدة ومداخلها ومخارجها واقتداره على الحفظ القوي المسنود بإلقاء جيد.
وقال الشاعر السوري محمد أحمد دركوشي الحاصل على المركز الثاني إن أمنيته كانت أن يحوز شرف لقب شاعر رسول الله، إسوة بحسان بن ثابت رضي الله عنه، وأن يعود بفرحة كبرى إلى الشعب السوري المكلوم، لكن هذه هي أجواء المسابقات التنافسية، مشددا على أن الحصول على هذا المركز في حد ذاته فوز كبير وتتويج لمساره الشعري والأدبي.
وعن قصيدته «شهيد بالباب» أوضح محمد دركوشي أنها تحكي قصة شهيد بقيت أشلاؤه تحت الأنقاض، فنهضت روحه وجاءت إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل آلام وآمال الشعب السوري الجريح، لافتا إلى أن معجزة النبي الكريم كانت لغوية متمثلة في القرآن الكريم، فأراد لقصيدته أن تقتبس من المعين القرآني وأن تحمل النصاعة والبيان والبلاغة المنبثة في ديوان الشعر العربي والإسلامي دون أن تنفصل عن حداثة العصرومستجداته.
وفي السياق ذاته، قال الشاعر المصري سمير مصطفى فراج إنه سعيد بهذه الرتبة في أكبر جائزة في العالم العربي والإسلامي، و«حسبي أنني نلت شرف مصافحة يد الضياء»، مردفا أن «الفوز بالجائزة مهما كانت الرتبة شرف آخر ومجد يتحدث به أبنائي من بعدي ويبقى أجمل سطر يضيء سيرتي الذاتية ويعطرها».
وشكر الشاعر المصري الإدارة العامة للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، واللجنة المنظمة التي لم تذخر جهدا في توفير الأجواء المناسبة لسير العملية التنظيمية والتنافسية، كما شكر لجنة التحكيم على حيادها الملحوظ في التعاطي مع النصوص الشعرية وطريقة إلقائها.
من ناحيته، لفت الدكتور يوسف حسين بكارعضو لجنة التحكيم في فئة الشعر الفصيح، إلى أن اللجنة تلقت القصائد المشاركة خلوا من أسماء الشعراء والبلدان التي ينتمون إليها، وتمت قراءة النصوص بدقة عالية، بحيث لم يتم الانحياز لأي أحد من المشاركين، «لأنه لا مصلحة للجنة مع أي من الشعراء أو البلدان».
وعن المتسابقين المتوجين بالجائزة، قال الدكتور يوسف بكار إن الشعراء الثلاثة من أفضل من تقدموا للجائزة، لكن الدرجات هي الفيصل في ترتيب المراكز وتحديد الفائز باللقب.
ومن جهته، قال حمد محسن النعيمي رئيس لجنة التحكيم في فئة الشعر النبطي إن هذه الجائزة من أفضل الجوائز باعتبار أن محورها خير البرية وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المشارك فيها فائز بشرف المدح، وأن الشعراء جميعهم مميزون ولهم اطلاع واسع وإلمام كبير بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، كما لهم طابع مميز في طريقة إلقاء القصائد الشعرية.
واعتبر حمد النعيمي أن الشعراء الثلاثة، فائزون بغض النظر عن ترتيب المراكز لأنهم نخبة النخبة في مجال الشعر النبطي الذي بهذه النماذج الشعرية الرفيعة، تتعزز قيمة مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتن الشعري بالجزيرة العربية.
وقال الشاعر العماني جمال الملا الفائز بلقب جائزة كتارا لشاعر الرسول في دورتها الأولى إن الجائزة تطورت على المستوى التنظيمي والفني ؛ حيث فتحت المجال للشعر النبطي لتساهم في توسيع الأفق لهذا اللون في الجزيرة العربية والعراق، مشيرا إلى أنه كان متوجسا في البداية من مشاركة النبطي لأن تجربة المدح فيه غير واسعة، لكن شعراء النبطي المشاركين، أثبتوا أنهم قادرون على مسايرة المعاني النبوية النبيلة واستطاعوا الإتيان بلهجة بيضاء يفهمها كل الناس، منوها بلجنة التحكيم التي كان لها دور كبير في فرز هذه الباقات الشعرية الجميلة والمميزة.
ومن جهة أخرى، اختتم أمس مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي شاركت فيه نحو 20 مؤسسة ومركزا، منها: المركز الثقافي للطفولة، ومركز الفنون البصرية، ومركز قطر التطوعي، ومركز إبداع الفتاة، ومركز فتيات الدوحة، ومركز فتيات الخور، ومركز «دريمة»، ومركز أدب الطفل، كما تشارك مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، ومركز الشيخ عبدالله بن زايد آل محمود، ومؤسسة قطر الخيرية، بالإضافة إلى مجلس الشعر، وقناة الرسول، وغيرها من المراكز والجهات الثقافية والاجتماعية، التي تشارك بأجنحة، وفعاليات ثقافية ترفيهية، تشمل عروضاً، ومسابقات للأطفال، وورشاً للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، كما تقدم بعض المؤسسات برامج توعوية واجتماعية ومحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وورش عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر النبطي والفصيح، يقدمها ثلة من شعراء قطر، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية.
copy short url   نسخ
29/04/2017
2188