+ A
A -
طالب عدد كبير من المواطنين العاملين في الميدان التربوي من معلمين وإداريين ومديري مدارس بالحصول على الدرجة الاستثنائية التي تمنحها وزارة التعليم للموظفين الأكفاء، وقالوا إن شروط الحصول على الدرجة الاستثنائية أن يحصل الموظف على تقدير امتياز لعامين متواصلين على التوالي، وهو ما حدث بالفعل مع الكثير من العاملين في الميدان التربوي ولم يحصوا على الدرجة التي تقدموا لها ورفعوا طلبات بذلك لوزارة التعليم.
وأكدوا في حديثهم لـ الوطن أن الأعداد التي تقدمت للحصول على الدرجة الاستثنائية وصلت لعدة آلاف ولكن مازالت الطلبات موجودة بالوزارة دون أي إجراء في هذا الجانب، مشيرين إلى أنها حق مكتسب من الدولة لأبنائها العاملين في التعليم، ولا يحق لأي أحد أن يمنعها عنهم وخاصة الذين تعدت سنوات خبرتهم أكثر من ثلاثين عاماً.
وقال الأستاذ سعيد غانم المري معلم مادة العلوم بمدرسة روضة بن راشد إنه قضى أكثر من 23 عاما في العملية التعليمية ولم يحصل على الدرجة الاستثنائية ولو لمرة واحدة، وذلك بالرغم من حصوله على تقدير امتياز في التقييم الدوري للمعلمين لخمس سنوات متتالية، مشيراً إلى أنه رفع أكثر من طلب لوزارة التعليم للحصول على تلك الدرجة، ولكن وزارة التعليم لم تحرك ساكناً، حيث أنه وبحسب علمه أن الدرجة الاستثنائية مغلقة منذ سنوات في وزارة التعليم. وأشار إلى أن الكثير من الزملاء من العاملين في المجال التعليمي، خاصة المدارس، لم يحصل أحدهم على الدرجة الاستثنائية بالرغم من سنوات الخبرة الكبيرة التي قضوها في العمل والتقديرات الممتازة التي حصلوا عليها في تقييمهم السنوي، منوهاً إلى أن الكثير من العاملين في بعض وزارات الدولة حصلوا عليها منذ فترات.
وأضاف السيد سعيد المري أن من ضمن الأشياء التي يطالب بها المعلمون والعاملون في الميدان التعليمي زيادة بدل التنقل والتي يتم منحها للعاملين في المناطق البعيدة عن الدوحة، فوزارة التعليم تمنح العاملين في المدارس بدل تنقل لجميع مناطق قطر 1500 ريال، سواء كان هذا المعلم يعمل في أبوسمرة أو الشمال أو الخور أو مناطق خارج الدوحة، وهو ما يمثل ضغطا ماليا على مديري المدارس، على الرغم من أن الكثير من مؤسسات ووزارات الدولة تمنح عامليها بدل تنقل حسب المسافة أو المنطقة الخارجية.
وأشار المري إلى أن مهنة المعلم من اصعب المهن وأهمها على الإطلاق، وأنه يجب أن يتم العمل على تقديرهم وتحفيزهم للاستمرار في مهنتهم بالغة الصعوبة، حيث يعاني كثير من المعلمين من أمراض الضغط والسكر من خلال التعامل مع الطلاب على مدار اليوم، منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر، فهي مهنة تقوم على تربية أجيال، لذلك يجب على الوزارة والدولة أن تعمل على تحفيزهم بكل السبل لجذب الكثير من الكوادر القطرية للعمل في هذه المهنة.
من جانبها قالت الأستاذة عائشة الجابر مديرة مدرسة روضة بن جاسم الثانوية أن الكثير من العاملين في الميدان التربوي وخاصة مديري المدارس لم يحصلوا على الدرجة الاستثنائية، لافتة إلى أن أغلبهم وصل إلى سن التقاعد وتعدت سنوات خبرته أكثر من 35 عاما، وهو ما يعد إهدارا لحقوقهم المالية والمعنوية، والتي من الممكن أن تعمل على تعديل أوضاعهم المالية خاصة بعد سن التقاعد.
وأضافت أن الدرجة الاستثنائية معروفة لدى كل العاملين في أجهزة الدولة، وكل وزارات الدولة تمنح الدرجة الاستثنائية للمتميزين من عامليها، والذين حصلوا على تقييم امتياز لمدة عامين، ولكن في وزارة التعليم فإنه يوجد الكثيرون ممن أفنوا أعمارهم في العملية التعليمية ولم يحصلوا على تلك الدرجة التي نعتبرها حقا لنا.
وأكدت الجابر على ضرورة أن تعمل وزارة التعليم على إنصاف المعلمين والعاملين في الميدان التربوي، وذلك من خلال دراسة لتصنيفهم من حيث سنوات الخبرة والكفاءات التربوية، خاصة ممن تعدوا أكثر من أربعين عاماً في العمل التعليمي، والذين على مشارف مرحلة التقاعد، لافتة إلى أن راتب مدير المدرسة لا يتعدى الـ46 ألف ريال وفى حالة التقاعد فيكون راتبه 30 ألف ريال، وقد بلغ عددهم أكثر من 30 مدير مدرسة.
من جانبه قال أحد المعلمين في المدارس أن كثيرا من الكوادر القطرية العاملين في المدارس لديهم إحساس بالغ بالمرارة من عدم حصولهم على الدرجة الاستثنائية، مما يؤثر على عملهم ورواتبهم وتقدير الوزارة لهم، وذلك بالرغم من حصول الكثير منهم على تقدير امتياز لأعوام متتالية، وقد تقدم العديد منهم للحصول على الدرجة الاستثنائية لوزارة التعليم، ولكن كل الطلبات مجمدة حتى إشعار آخر.
وأضاف معلم الاجتماعيات أنه يوجد أكثر من 6 آلاف طلب من مدارس البنين والبنات ولم تحرك الوزارة ساكناً إلى الآن في هذا الإطار، لافتاً إلى ضرورة قيام وزارة التعليم بمنح المعلمين والتربويين القدامى ومن حصل على تقدير امتياز في التقييم لعامين أو أكثر هذه الدرجة التي نعتبرها حقا من حقوقنا التي تهدرها وزارة التعليم.
copy short url   نسخ
26/04/2017
3023