+ A
A -
حوار– طاهر أبوزيد

كشفت الدكتورة نوف محمد الصديقي ممثلة وزارة الصحة العامة في الخطة الوطنية للتوحد واستشارية الامراض الجلدية والتناسلية عن أن الخطة تقوم على ثلاثة محاور تقوم على تحديد دور كل وزارة وماذا ستقدم، سواء كانت من خلال العمل على المدى القصير والمدى المتوسط أو المدى الطويل وتقوم على التوعية والكشف المبكر والتشخيص والتقويم، وما بين المستشفيات والمدارس المعالجة أيضا.
أوضحت الدكتورة نوف في حوارها لـ الوطن انه فيما يتعلق بالبالغين فجزء منهم سيتعلم والجزء الثاني سيتم عمل بيوت خاصة بهم تحت مسمى مثلا بيوت شباب سيكون بها تأهيل مهني ووظيفي، مشيرة إلى أن وزارة العمل وعدت بتوظيفهم
وأشارت الدكتورة نوف إلى أن مركز «مدى» التابع لوزارة المواصلات والاتصالات سيمد الخطة ببرامج ووسائل تكنولوجية تساعد في العلاج ومنها برنامج محاكٍ لظروف الطيران مثلا لتدريب أفراد التوحد على كيفية التصرف قبل تعرضهم لها، منوها إلى أن دور وزارة التعليم سيكون العمل على تأهيل الاخصائيين والتربية الخاصة لدعمهم وعمل مناهج خاصة بهم.
واضافت انه سيتم فتح مدارس حكومية خاصة بالتوحد ستكون تابعة لوزارة التعليم كما أن مركز نوماس التابع لوزارة الثقافة والرياضة قد تبنى بالتعاون مع ام محمد وهي احدى امهات ابطال التوحد برنامج تدريب الفروسية لاطفال التوحد الذي تم عن طريقه رغم نقص الكوادر وندرة عدد الخيل تدريب بعض أطفال التوحد على الاندماج والتفاعل والتواصل مع الخيول، وان وزارة الداخلية قامت بعمل كاونترات لجميع الاحتياجات الخاصة في المطارات وفي منافذ الجوازات.

تم طلاق الخطة الوطنية للتوحد مؤخراً فعلام ترتكز تلك الخطة وكيف ستنفذ؟
- الخطة الوطنية للتوحد هي نتاج عمل بدأ منذ عام 2011، من خلال العديد من الاجتماعات بمستشفيات كندية وأوروبية لها خبرة في هذا المجال بمسؤولين من وزارة الصحة للتوصل لآلية لبناء الخطة نفسها، وبعد هذه الاجتماعات تكونت فرق عمل وكنت احد اعضاء احدى هذه الفرق، بهدف الوصول إلى اطار عام من خلاله يمكن الوقوف على آليات حقيقية للتعامل مع حالات اضطراب التوحد سواء من الاطفال أو من البالغين، وتضمنت المجموعات اخصائيين من الوزارات ومختصين في المجال إلى جانب مشاركات من عدة هيئات خاصة وحكومية.
وكانت الاهداف فيما يتعلق بالاطفال التوصل لاطار للتشخيص المبكر، وفق رؤية معينة وواضحة يسلكها الاهل في حالة احساسهم بوجود علامات خطر، وتم وضع عدة علامات خطر بدأ تنفيذها في المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية التي تبنت البرنامج وطبقته في 2012، من خلال استبيان للتعرف على علامات الخطر للتوحد، وهذه العلامات مصرح بها من قبل الجمعية الأميركية للاطفال، وفي حالة وجود أي شك في أي حالة يتم تحويلها لمركز تطوير الطفل بمستشفى الرميلة، ولكن المركز نتيجة الضغط عليه وزيادة اعداد الحالات اصبح يعاني في تغطية جميع الخدمات.
وهل ارتكزتم على إحصائيات في ذلك؟
- على مدار السنوات الماضية لم تكن هناك أي احصائيات جديدة، لان معظم الحالات لم تكن مسجلة، لكن في السنوات الاخيرة تم تسجيل الاحصائيات في مركز تطوير الطفل ففي 2016 كشفت عن أن 300 حالة مشتبه بها (قطريين وغير قطريين) حولت إلى مركز تطوير الطفل بالرميلة، منهم ما يقارب الـ200 مصاب باضطراب التوحد 31 % منهم أطفال قطريون، وهي نسبة عالية جدا بالمقارنة بالسنوات السابقة، ففي عام 2015 مثلا كان اجمالي الحالات 150 وزاد إلى 200 مؤخرا وهو ما يؤشر على تزايد اعداد الحالات بإجماع كافة الجهات المسؤولة في الدولة.
لكن هناك جهودا من الاهالي كانت بارزة في السنوات الاخيرة فما هي تلك الجهود؟
- كونت رابطة اهالي اطفال التوحد برئاسة الاخت فاطمة السليطي تحت مظلة قطر التطوعي، مع مجموعة من الامهات الذين يستحقون بلا منازع لقب بطلات من اجل التوحد، وتم التواصل مع معالي رئيس الوزراء قبل عام، وعقد لقاء خلاله طلبوا من معاليه دعم الاهالي موضحين لمعاليه النقص في الخدمات، إلى جانب وجود مركز الشفلح المختص بتغطية الحالات الشديدة، اما الحالات البسيطة فكانت هناك خطة للدمج في المدارس لكنها للاسف لم تكن ناجحة نتيجة عدم وجود خبرات كافية لدى مدرسي الدعم بالمدارس، على عكس ما رأيناه من خلال زيارات الفريق المكلف بوضع الخطة في كندا وأميركا والدول التي زرناها، والتي تقوم على تحويل الطلاب المشتبه بإصابتهم باضطراب التوحد أو غيره للتشخيص والعلاج، إلى جانب انه في حالة شك الاخصائي النفسي في أي طالب يقوم بتحويله لاخصائي الدعم مع توفير اخصائي علاج سلوكي وتخاطب لمتابعة الحالات بالمدارس، وهي اشياء لم تكن متوفرة لدينا.
ولكن مؤسسة حمد مؤخرا لديها فريق يزور المدارس ويطلع على الحالات؟
- نعم هناك برنامج طور تحت مسمى «رؤى» وهو تابع لوزارة التربية والتعليم بمشاركة وزارة الصحة حتى يتم التغلب من خلاله على مشكلة الزحام وعدم توفير الامكانيات في مركز تطوير الطفل، ووفق «رؤى» اصبح اخصائيو الرميلة يذهبون إلى مبنى المركز في منطقة الثمامة يوميا ليقيموا الحالات المشتبه بها، وهو ما يوفر مواعيد اقرب، ثم بعدها يحول على مدرسي الدعم في المدارس، ورؤى اسس ضمن اطار عمل الخطة منذ ما يقارب ثلاث سنوات حاليا، ومنه تحولت الكثير من الحالات لمركز الشفلح الذي نتيجة زيادة الحالات وصلت الدرجة لعدم قدرته على تغطية كافة الحالات المحولة له سواء من القطريين أو غير القطريين، ونقص الخدمات قابله تصاعد للمطالب من قبل الاهالي بالحقوق اكبر، وخلال المنتدى الوطني الثاني للاشخاص ذوي التوحد 2016 عقد في اكتوبر العام الماضي برعاية مؤسسة مدى التابعة لوزارة الاتصالات قامت الاسر بالمطالبة بحقوق افراد طيف التوحد من العديد من الوزارات مما ادى إلى تأكيد دعم معاليه لمطالب الاهالي وقام جميع الوزراء المعنيين بالحضور وتأكيد دعمهم للاهالي، وهذا العام تم تقديم دورات وورش تدريبية لأخصائيي التربية الخاصة بالمدارس نتيجة النقص الشديد في خبراتهم، وضعف مستواهم، والحالات زادت على مستوى العالم والنسبة اصبحت تصل إلى واحد إلى 68 طفلا.
وكان من أهم ما حدث في الاعداد للخطة أن طلبت سعادة وزير الصحة رؤية الأهالي في نوفمبر 2016، وأفتخر بأنها كرست وقتا طويلا لسماع الشكاوى منهم وأكدت دعمها المستمر للمتابعة والعمل على تقييم وحل المشكلات في القطاع الصحي والتعاون المثمر مع الوزارات والقطاعات الأخرى بالدولة.
ولكن البعض منهم يتهم مؤسسة حمد أيضا بالتقصير؟
- القصور الذي يتحدث فيه الأهالي على مؤسسة حمد الطبية أن الخدمة موجودة لكنها لا تكفي الاعداد، نتيجة الزيادة، وهو ما يضطر الكثير من الاهالي للجوء للقطاع الخاص الذي استغل حاجة الاهالي فرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه جدا، لا يتحملها الاهالي، حتى أن البعض اضطر للاستعانة بالاخصائيين في البيوت وهي ايضا وسيلة مغالى في اسعارها.
* ولكن ما هي الأسباب لكل لك؟
- العلاج السلوكي تخصص نادر، والمتخصصون المتوفرون فيه معظمهم اجانب، والعرب يأتون من سوريا والأردن ومصر وهم أيضا نادرون، وللتغلب على هذه الندرة وتوفير اعداد متخصصة في المجال فتحت جامعة قطر هذا العام قسما للتربية الخاصة وسجل فيه العديد من الطلاب القطريين، وأتوقع أن يساعد هذا القسم في توفير عدد جديد يساهم في تغطية النقص الحالي على مدار السنوات المقبلة.
وما هي اكثر الفئات تركيزا وفق الخطة الوطنية؟
- ركزنا على الفئات العمرية الصغيرة بوضعها أولوية في التشخيص والخدمة، وتوفير العلاج، كما أن التوحد اضطراب وليس مرضا، وغير معروف اسبابه حتى الآن، وهناك نظريات كثيرة تتحدث عن اسباب معظمها متشابهة، ولكن معظم توصيفات التوحد تتحدث عن انه اضطراب ذهني نتيجة خلل عقلي، ويظهر في شكل عدم قدرة الشخص على التعبير، وضعف في التواصل البصري، وضعف الكلام، وبعض الحالات بنسبة تصل من 60 إلى 70 % لديهم تخلف عقلي وراثي، وبعض الحالات تعاني وجود متلازمات وراثية في العائلات، فضلا عن أن بعض الحالات تعاني إلى جانب اضطراب التوحد الصرع الناتج عن الوراثة وكذلك السكري وهم نسبة كبيرة.
هذه الحالات المتلازمة مع التوحد لديها اصابات بالصرع والسكري وغيرهما تزيد من معاناة الاهالي فهل هناك وسائل مساعدة لهم وفق الخطة الوطنية؟
- بالفعل معاناة الأهالي مع تلك الحالات مضاعفة، خاصة انه في حالة ذهابهم للمستشفى لابد إلى جانب عرضهم على أخصائي التوحد أن يتواكب العرض على اطباء مختصين في الصرع والسكري وغيرهما من المتلازمات، لحاجة الحالات لتعديل السلوك، والتدخل المبكر من عمر صغير من سنتين إلى 5 سنوات يساهم كثيرا في تحسن الحالات، والمعدل الطبيعي لتحسن الحالات وفق ما رأينا في أميركا أن الطفل يحتاج بواقع يومي 40 جلسة في الاسبوع للعلاج السلوكي، ولكن معظم الحالات هنا لا تتحصل الا على 3 إلى 5 ساعات على مدار الاسبوع وعلى الاكثر 10 ساعات، وفي مركز تطوير الطفل لا يحصلون سوى نصف ساعة أو ساعة نتيجة ضغط الحالات وكثرتها وهي ابرز التحديات التي واجهت الاهالي، واوضحت وجود خلل يستدعي التدخل للوصول لنتائج.
وأثبتت الدراسات على الحالات أن معظم الحالات التي تلقى دعما مبكرا بعد تشخصيها وجرعات معالجة سلوكية مكثفة تتحسن حالاتها بنسبة 70 % ويتغير سلوكها للأفضل وتستطيع التعامل مع المحيط الخارجي لها، لكن للاسف لدينا حالات كبيرة في السن فشلت الجهود في التدخل المبكر لها، مما ادى إلى سوء في حالتهم وبعضهم لجأ للشفلح لكن بعد سن 20 أو 21 سنة يخرجون للبيوت، ويكون الوضع اصعب نتيجة كبر الحالة، ونسبة المصابين بالتوحد في الفئة الذكورية اكثر من الاناث، وهو ما يزيد من معاناة الاهالي نتيجة عصبية الذكور ويتجه معظم الاهالي للحالات لديهم للادوية النفسية، ومع عدم وجود أي تأهيل مهني تفاقمت المشكلة.
لكن نسمع عن وجود نماذج تحسنت حالاتهم حتى أن البعض برز في مجالات؟
- بالفعل هناك حالات دخلت الجامعات وتخرجوا منها، وهناك كثير من العباقرة منهم في الرياضيات والمجالات الاخرى، والحالات مختلفة بعضها عن بعض بشكل كبير، وهناك مثلا في بعض قطاعات العمل بالدولة مصابون بطيف التوحد وموظفين رائعون ومتميزون لكنهم يتحاشون التواصل المباشر مع محيطهم وفي احدى شركات البترول لدينا نموذج رائع لمواطن مصاب بطيف التوحد وكذلك حالة أخرى في مكتبة احدى الجامعات وهم متميزون جدا في عملهم، وغياب التأهيل المهني والدمج في المجتمع مشكلة كبيرة تحتاج لاهتمام كبير.
* وما هي اهم المحاور للخطة الوطنية للتوحد؟
- الخطة تقوم على ثلاثة محاور تقوم على تحديد دور كل وزارة وماذا ستقدم، سواء كانت من خلال العمل على المدى القصير والمدى المتوسط أو المدى الطويل وتقوم على التوعية والكشف المبكر والتشخيص والتقويم، وما بين المستشفيات والمدارس المعالجة ايضا.
اما فيما يتعلق بالبالغين فجزء منهم سيتعلم والجزء الثاني سيتم عمل بيوت خاصة بهم تحت مسمى مثلا بيوت شباب سيكون بها تأهيل مهني ووظيفي وقد وعدت وزارة العمل بفتح وظائف لهم على حسب قدراتهم ومؤهلاتهم، ومركز «مدى» التابع لوزارة المواصلات والاتصالات سيمد الخطة ببرامج ووسائل تكنولوجية تساعد في العلاج كما انها ستكون برنامجا محاكيا لظروف الطيران مثلا لتدريب افراد التوحد على كيفية التصرف قبل تعرضهم لها، ووزارة التعليم ستعمل على تأهيل الاخصائيين والتربية الخاصة لدعمهم وعمل مناهج خاصة بهم، كما سيتم فتح مدارس حكومية خاصة بالتوحد ستكون تابعة لوزارة التعليم كما أن مركز نوماس التابع لوزارة الثقافة والرياضة قد تبنى بالتعاون مع ام محمد وهي احدى امهات ابطال التوحد برنامج تدريب الفروسية لاطفال التوحد الذي تم عن طريقه رغم نقص الكوادر وندرة عدد الخيل تدريب بعض اطفال التوحد على الاندماج والتفاعل والتواصل مع الخيول مما يساعد في علاجهم وايضا كانت لهم مشاركة في حملة التوعية بالتوحد في 1 ابريل 2017 كما أن وزارة الداخلية قامت بعمل كاونترات لجميع الاحتياجات الخاصة في المطارات وفي منافذ الجوازات.
copy short url   نسخ
24/04/2017
2219